علقت هيئة علماء المسلمين في العراق، على تصريحات المسؤولين في حكومة الاحتلال السادسة بان وجود (قاسم سليماني) ـ قائد ما يسمى فيلق القدس الايراني ـ في العراق كمستشار عسكري جرى التعاقد معه ضمن آلاف المستشارين الاخرين.
واوضحت الهيئة في بيان لها اليوم ان الوقائع على الارض تؤكد بان (سليماني) يُعد القائد الاوحد للعشرات من قادة القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي، وهو الموجّه لها خلال العمليات العسكرية الجارية الان في مدينة الفلوجة .. مؤكدة ان ايران انتدبت (قاسم سليماني) لقيادة معاركها في العراق وسوريا والاشراف عليها بنفسه وليس مستشارا كما تدّعي الحكومة الحالية.
كما أشارت الهيئة الى ان تصريحات الساسة الحكوميين الخدّاعة لتسويغ جرم التدخل الايراني لم تعد تنطلي على أحد .. مشيرة الى الجولات التي تقوم بها وفود الحكومة الحالية في عدد من الدول العربية لإضفاء شرعية استهداف المدن العراقية تحت ذريعة محاربة (الإرهاب)، وتسويق الوهم بأن ما يجري في العراق ليس حربا طائفية.
وفي ختام بيانها، سلطت هيئة علماء المسلمين الضوء على فشل محاولات الحكومة الحالية للخروج من الحرج الكبير نتيجة الهيمنة الايرانية ممثلة بشخص (سليماني) على المشهد العراقي، وهو يظهر في ساحة المعركة علنا ويصطحب معه قادة عسكريين ايرانيين آخرين .. معربة عن استغرابها من اتهام الولايات المتحدة الامريكية لـ(قاسم سليماني) بالارهاب في الوقت الذي توفر فيه الدعم الجوي للقوات الحكومية التي يشرف عليها (سليماني) بنفسه؟
وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1183)
المتعلق بالتصريحات المزيفة للحكومة الحالية
عن وجود (قاسم سليماني) تحت عنوان: مستشار
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فحيثما تكون المجازر والانتهاكات تجد (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؛ الذي انتدبته إيران لقيادة معاركها في العراق وسوريا؛ حيث يباشر بنفسه وضع الخطط العسكرية، ويوجد في المواقع التي تشهد عمليات عسكرية، ويشرف عليها من موقع الآمر بها والمنفذ لها، لا من موقع المستشار.
إن التصريحات الخداعة التي يطلقها الساسة الحكوميون؛ لتبرير جرم التدخل الإيراني لم تعد تنطلي على أحد، فبعد الجولات التي قامت بها وفود الحكومة الحالية لعدد من الدول العربية برئاسة: وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير التخطيط، يرافقهم فيها عدد من الشخوص، الذين يستخدمون لإضفاء الشرعية لاستهداف مدنهم تحت ذريعة (محاربة الإرهاب)، وتسويق الوهم بأن ما يجري في العراق ليس حربًا طائفية؛ اعترفت (حكومة الاحتلال السادسة) أخيرًا بوجود (سليماني) بصفته مستشارًا جرى التعاقد معه من ضمن آلاف المستشارين الموجودين في العراق.
إن حكومة المنطقة الخضراء لا تستطيع بهذا التصريح المزيف إقناع نفسها؛ فضلًا عن إبطال الحقائق التي تظهرها الصور والتسجيلات الواردة من مناطق العمليات العسكرية، التي تظهر (سليماني) قائدًا أوحد فيها لعشرات من قادة القوات الحكومية وميليشيات (الحشد الشعبي)، دون أن تظهر صور لعشرات أو مئات فضلًا عن آلاف المستشارين؟!.
ويمكننا هنا بيان الأمور الآتية، التي تدل على فشل محاولة الحكومة الخروج من الحرج البالغ الذي تقع فيه؛ بسبب الهيمنة الإيرانية بشخص (سليماني) على المشهد العراقي:
1. (سليماني) قائد عسكري كبير في مؤسسة عسكرية لدولة أجنبية، وهذا لا يتفق مع كونه مستشارًا لدولة أخرى.
٢. (سليماني) مشرف على العمل العسكري في عدة بلدان عربية بحكم قيادته لفيلق القدس، فكيف يكون مستشارًا لدولة يقود فيها عملًا عسكريًا.
٣. إذا كان (سليماني) مستشارًا لحكومة، فلم يكون في ساحة المعركة علنًا، ويصطحب معه قادة عسكريين إيرانيين آخرين.
٤. بحسب المعطيات الموجودة والمعلنة، فإنه لا يتم التعامل من قادة الجيش الحكومي وميليشيات (الحشد الشعبي) مع (سليماني) كمستشار، وإنما بصفته قائدًا لمعركة وموجهًا لها.
5. يتناقض وصف (سليماني) كمستشار مع اتهامه بالإرهاب من (الولايات المتحدة الأمريكية)، التي تقوم هي نفسها بتوفير الدعم الجوي للقوات التي تقاتل في الفلوجة تحت إشرافه.
وختامًا: فأي إرهاب هذا الذي يمارس تحت عنوان: المستشارين، وتحاول (حكومة الاحتلال السادسة) تسويقه لدول المنطقة، وتتغاضى أمريكا عنه؛ لحجب الحقيقة عنها سعيًا لمساندتها في حربها الظالمة، التي تجري بقيادة إيرانية ورعاية أمريكية وسكوت مطبق من دول العالم.
الأمانة العامة
3 رمضان/1437هـ
8/6/2016 م
*المصدر : موقع المسلم