هجرة الدعاة أم الرعاة – بقلم د. صلاح سلطان (فك الله أسره)
هجرة الدعاة نظرهم إلى رحمات السماء، وهجرة الرعاة نظرهم إلى خشاش الأرض.
هجرة الدعاة يرجو صاحبها رضا ربه وعفوه ومغفرته ورضوانه، وهجرة الرعاة يرجو إشباع رغباته ونزواته.
هجرة الدعاة تزرع الأرض الصحراء لتكون واحة غناء، وهجرة الرعاة يأكلون كل خضراء، ويتركونها صحراء جرداء.
هجرة الدعاة تعمير، وهجرة الرعاة تدمير.
هجرة الدعاة تمكين للإسلام وفعل الخير ونفع الغير، وهجرة الرعاة تمكين للنفس، وأنانية في جلب الخير، وإن تضرر الغير.
هجرة الدعاة تضحية لأجل رضا الله ونشر الإسلام ، وإن ترك الإنسان العيش الرغيد، وهجرة الرعاة تضحية بالواجبات والقيم والمُثل من أجل لقمة طرية، وزوجة بهية، وعيشة هنية.
هجرة الدعاة لا تفرق بين أرض ذات ثراء، وفقر وشقاء، فالأرض لله يورثها من يشاء، والدعوة واجبة في جميع الأرجاء، وهجرة الرعاة بحث عن كل أرض فيها غنى وثراء، وغرس ونماء، كي يقطف الثمار، ويلتقط الأزهار، وإن غفل عن العودة إلى العزيز الغفار.
هجرة الدعاة نهم على العلم الذي يرفعه في السماء، ويمكنه لدينه في الأرض، وهجرة الرعاة “ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (الروم : 7).
هجرة الدعاة تحفها أخلاق ذوي المكارم والمروءات، لا يغير جلده مهما اشتدت الأزمات، وهجرة الرعاة تبدل الأخلاق وفقا للمغانم ، ولا تكترث بالمكارم، وقد تجترئ على المحارم.
هجرة الدعاة تقبل المغارم مع قوة العزائم، وهجرة الرعاة تسعى إلى المغانم، مع انهيار العزائم.
هجرة الدعاة نور يمشي به الدعاة بين الناس من كل لون وجنس، وهجرة الرعاة معاص وذنوب ورجس.
هجرة الدعاة عفة عن السفاسف والشبهات والنجاسات، وهجرة الرعاة خسة ووحل وتخبط في ظلمات المحرمات.
هجرة الدعاة يبحثون عن هداية الناس إلى طريق الله ، ويسعدون بأن يكونوا سببا في سجود الناس لله الواحد الغفار، وهجرة الرعاة يبحثون في الأماكن السياحية، الراقية لاسترخاء يطولُ أو يقصر في سفوح الجبال، وضفاف الأنهار، وشواطئ البحار، وملاهي الأطفال والكبار، ناسيا هموم أمة عدا عليها كل عنيد جبار، وظلوم كفار من الصهاينة والصليبين الأشرار، وعملائهم المنافقين في كل دار.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)