نهاية الظالمين عبر التاريخ
بقلم أ. د. أحمد رشاد
صفحات التاريخ مليئة بمواقف للظالمين، وكيف اذاقوا البلاد والعباد الويلات ،حتى ظنوا أنهم لن يقدر عليهم أحد .. (( وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله ))
أن سنة الله في الظالم أن يمهله لوقت يعلمه سبحانه، حتى إذا أخذه وانتقم منه كان أخذه أليم شديد
وسنته في المظلوم أن يختبر صبره وثباته، حتى إذا نجح في الاختبار أنزل نصره وفتحه عليه ،ويشفي صدور قوما مؤمنين فابشروا ولا تجزعوا من تغول الظالمين فالله من وراءهم محيط ، ومن أمثال هؤلاء :
• الحاكم بأمر الله الفاطمي حكم مصر سنة 996 م :
قال عنه الإمام الذهبي
( كان شيطانا مريدُا وجبارًا عنيدًا مجنوناً سفاكًا للدماء خبيث النحل عظيم المكر )
فقد كان الحاكم بأمر الله ظالمًا مجنونا فاجرًا، استعبد الناس وسجنهم ،وقتل الأبرياء ووصل به الظلم أنه كان يقتل كل من يخالفه ويعارضه ، أمر الناس بالقيام عند سماع اسمه تقديسا وإجلالاً ثم تمادى في فجوره وطغيانه حتى ادعى الألوهية، وأمر الناس بالسجود وكان يحرم عليهم بعض الأطعمة أضف إلى كراهيته للصحابة وسبه لهم
وقد كانت نهاية هذا المجرم عجيبة ،فقد قتل على يد أقرب الناس إليه حيث تقول الروايات التاريخية :إن التي قتلته هي أخته ست الملك بعدما سلطت عليه أحد العبيد فقتله ،وهو يسير في صحراء حلوان عام 1020 م
• الحجاج بن يوسف الثقفي
هذا المجرم الذي حكم العراق إبان خلافة الأمويين وقام بسفك الدماء وهتك الأعراض ونشر الرعب بين العباد ورمي الكعبة بالمنجنيق. وقتل مئات العلماء اشهرهم سعيد بن جبير وقتل عبدالله بن الزبير حفيد الخليفة الأول أبو بكر الصديق
وعلى الرغم من كل ما كان فيه الحجاج من قوة وجبروت ومنعة وصولجان الحكم بل على الرغم من علمه الغزير ،وحفظه للقرآن نتيجة ظلمه ابتلاه الله بالأكلة ،وهو مرض في المعده يشبه السرطان جعله يخور كالثور الهائج المجنون لا يستطيع أن يأكل أو يشرب أو ينام، واستمر على ذلك شهرًا كاملاً يعوي كما يعوي الكلب حتى مات، وفي رقبته دماء الآلاف الأبرياء
• عبيد الله بن زياد
هذا المجرم السفيه الذي حاصر الحسين بن علي في كربلاء ومنع عنه الطعام والشراب ،ثم قتله وقطع رأسه واحتجز أهل بيته وقتل من بعده قرابة عشرين ألفًا من جيش التوابين
لم يعش بعدها هذا المجرم طويلاً حتى قتله رجل يسمى الأشتر النخعي، وقسمه نصفين وجز رقبته ،وأخذ يقطع جسده بسيفه.
• احمد بن أبي دؤاد
قاضي الخليفة العباسي المأمون والذي ابتدع قضية خلق القرآن وأفتي وتسبب في قتل وتعذيب الآلاف المسلمين والعلماء ،ومن أكثر من ذاق الويلات والعذاب على يد هذا المجرم ابن دؤاد الإمام أحمد بن حنبل، عندما أراد هذا المجرم أن يجبر بن حنبل على القول بخلق القرآن، رفض بن حنبل فسلّط عليه الخلفاء المأمون والمعتصم فساموه سوء العذاب
وقد عاقب الله بن أبي دؤاد على فجره وظلمه أن حبسه في جسده وابتلاه بالأمراض والاسقام ،وظلّ المرض والوجع يزداد عليه وينتشر في كل جسده يومًا بعد يوم ،حتى بدأ الناس يهربون منه ،وبدأ أولاده يتبرأوا منه ،حتى مات مذمومًا مدحورًا
• حمزة البسيوني
وما أدراكم ما حمزة البسيوني.؟ اسألوا عنه سجون مصر، اسألوا عنه ظهور الأبرياء ،اسألوا عنه زينب الغزالي وعبدالقادر عودة وعبدالحميد كشك ويوسف طلعت ،وغيرهم كثير ،هذا الضابط الذي اذاق الكثير من الأبرياء صنوف العذاب المختلفة، فعذّب وشرّد واغتصب وقتل، حتى وصل به الفجور أن يقول : لو نزل الله من السماء لأحبسنه في زنزانة خاصة !
فكان انتقام الله العاجل حيث اصطدمت سيارته بسيارة محملة بالحديد فدخلت أسياخ الحديد في رقبته وبطنه ومعظم جسده ،ولم يستطيعوا أن يخرجوا منه الحديد؟ فاضطروا أن يقطعوا لحم جسده ليخرجوه ميتًا صريعًا،
هذه بعض نماذج للظالمين ولا زالت مزبلة التاريخ مليئة بالكثير من المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادًا وظلمًا.
(المصدر: رسالة بوست)