نموذج فريد في تعليم التربية الإسلامية بدول غير المسلمين
إعداد د. حسام أوغلو
تأسست الأكاديمية الأسترالية للعلوم والأبحاث الإسلامية (ISRA) عام 2009م، في مدينة سيدني عاصمة أستراليا، لتكون أول أكاديمية من نوعها تتخصص في التعليم الأكاديمي للعلوم الإسلامية، بالتعاون مع جامعات مرموقة في أستراليا، مثل جامعة سيدني، وجامعة تشارلز ستيوارت.
ونجحت الأكاديمية خلال عشر سنوات بتوسيع واعتماد برامجها التعليمية لتشمل الدبلوم والبكالوريوس والماجستير في العلوم الإسلامية، كما أنها أسست برنامجاً فريداً من نوعه لتأهيل معلمي المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية لتدريس التربية الإسلامية في المدارس الحكومية والخاصة والإسلامية، ضمن منهج أكاديمي متكامل، يعتمد على طرائق التعليم الحديثة والتفاعلية التي تحبب الطلبة في المادة، ضمن بيئة إيجابية.
وتخصص الحكومة الأسترالية حصة أسبوعية لتدريس الأديان في المدارس، ويأتي ذلك ضمن برامج التعددية الثقافية والفكرية والدينية التي يحترمها الدستور، الذي يضمن حرية الرأي والتعليم والعبادة، فبالإضافة إلى تعريف الطلاب بالأديان العالمية، فإنهم يقسمون حسب أديانهم، لتتعلم كل مجموعة القيم الأخلاقية والروحية في دينها، ويحتاج ذلك إلى عدد كبير من المعلمين المتخصصين في التعليم الديني، وهنا يبرز دور الأكاديمية الأسترالية للعلوم والأبحاث الإسلامية في إيجاد بيئة علمية وأكاديمية تؤهل مئات المعلمين -والدارسين عموماً- لتدريس التربية الإسلامية والعلوم الإسلامية في مدارس التعليم العام في أستراليا.
وتقدم الأكاديمية عدداً كبيراً من مختلف الدورات القصيرة والمكثفة في علوم الدين والفقه وأصول الحديث ومقارنة الأديان لعموم الدارسين، كما أنها تشرف على برامج ثقافية وتعريفية تشمل زيارات ميدانية وتوعوية للمدارس في مختلف الولايات.
ويشترك العديد من المعلمين غير المسلمين في دورات الأكاديمية؛ حول كيفية التعامل مع الطلبة المسلمين وأولياء أمورهم، من خلال التعرف على عقائدهم وثقافتهم وقيمهم، وتنظم لهم لقاءات مع مشايخ، وزيارة بعض المساجد والمراكز الإسلامية، للتعرف عن كثب على كل التفاصيل التي يعيشها الطالب المسلم.
وقد بذلت الأكاديمية جهداً كبيراً في اختيار وإعداد المواد والمناهج التعليمية، بالتعاون مع أساتذة ومشايخ من ماليزيا وتركيا والبوسنة، وعدد من الدول العربية والإسلامية.
وتعليقاً على تلك النشاطات، يقول “أ. دان لويسيك”، مدير مدرسة لويشام الثانوية في سيدني: “تقوم الأكاديمية الأسترالية للأبحاث والعلوم الإسلامية في كل عام بتعزيز مدرستنا من خلال الخدمات المقدمة لنا، فطلابنا هم أول أفراد عائلاتهم الذين أتيحت لهم الفرصة لدخول مسجد في أستراليا، وتحدثوا إلى مسلمين، وتلقوا تعريفاً مفيداً حول الدين الإسلامي خارج الكتاب المدرسي، وشاركوا في حلقات دراسية حول الإسلام، وتشعر إدارة التعليم الديني لدينا بالامتنان على الدعم الذي تقدمه “ISRA” لمجتمعنا”.
وأوجدت الأكاديمية الأسترالية خلال عقد من الزمن علاقات متينة مع عدد من المؤسسات الحكومية والجامعية، وأصبحت مركزاً لإصدار الأبحاث المتعلقة بقضايا الإسلام والمسلمين في أستراليا، وما هو جدير بالذكر أن هناك ثماني جامعات في أستراليا تقدم برامج دراسات إسلامية؛ وهي: جامعة جريفيث في كوينزلاند، وجامعة ملبورن في فيكتوريا، وجامعة جنوب أستراليا، وجامعة تشارلز ستيوارت، وجامعة نيو إنجلاند، وجامعة ويسترين سيدني، والجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة وولونجونج.ش.
(المصدر: مجلة المجتمع)