إعداد خالد مصطفى
النظام الإيراني لم يعد وحده رأس الحربة في ساحة نشر التشيع في المنطقة وخارجها بل أصبحت هناك أنظمة أخرى تقف معه في نفس الخندق وأصبح لزاما الحذر منها كما هو الحال مع نظام طهران الطائفي…
النظام الإيراني في وقت مبكر بدأ يمد أصابعه وأذرعه إلى دول الجوار من أجل السيطرة على أنظمة الحكم فيها ونجح في ذلك في بعض الدول وما زال يسعى إلى ذلك بقوة في دول أخرى…
وقد بدأت الدول التي سيطر فيها نظام طهران على نظام الحكم فيها في تنفيذ سياساته ومن أهم هذه السياسات نشر التشيع في المحيط العربي والأفريقي بل وتجاوز ذلك إلى أماكن أبعد…
لقد جاءت الإقالة المفاجئة لسفير العراق في الجزائر لتؤكد على هذه الحقيقة فقد نشرت وسائل الإعلام منذ أيام خبرا عن إنهاء حكومة بغداد، مهام سفيرها في الجزائر، عبد الرحمن حامد الحسيني، بعد يومين من لقائه مسؤولاً برلمانيًا بمجلس النواب الجزائري..وقالت مصادر جزائرية: إن “إقالة السفير العراقي جاءت بسبب ارتكابه أخطاءً وعجزه عن الرقيّ بالعلاقات الثنائية وتفعيل دور العراق في أكبر بلدان شمال أفريقيا والعالم العربي”…
وكان السفير العراقي قد تسبب في وقت سابق بأزمة دبلوماسية بين الجزائر وبغداد، عقب نشره بيانًا يدعو فيه المواطنين الجزائريين للاستفادة من تسهيلات خاصة، للسفر إلى مزارات الشيعة بالعراق…وجاءت هذه التطورات مع أنباء تتحدث عن توقيف مئات الجزائريين القادمين من العراق في مطار بومدين بتهمة نشر التشيع، إذ عثر بحوزتهم على كتب ومنشورات تدعو للتشيع…
وخلال صيف العام الماضي، واجه السفير حامد الحسيني عاصفة انتقادات اتهمت البعثة الدبلوماسية العراقية بالانخراط في مخطط أجنبي للمد الشيعي بالجزائر…وقد شن وقتها أئمة جزائريون ونشطاء بالحركة السلفية هجومًا حادًا على السفير العراقي بسبب محاولة نشر التشيع في الجزائر خدمة لأجندة إيران وتدخلاتها بالمنطقة العربية….
ما جرى في الجزائر مؤخرا هو محصلة لسنوات من التخطيط والترتيب في هذا البلد السني لنشر التشيع والتركيز على مناطق بعينها لبث الفتنة في البلاد وهو ما حذرت منه جهات عديدة بعضها رسمي وعلى أعلى مستوى ومع ذلك تجاهلت إيران وحلفاؤها هذه التحذيرات وواصلوا أنشطتهم المشبوهة ..
لقد حاولت ولا تزال إيران نشر التشيع في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان وهي مصر ودخلت في صدامات عنيفة مع النظام المصري خلال 3 عقود وأكثر وفشلت في تحقيق اختراق قوي وإن كانت قد تمكنت من تجنيد عدد قليل من الأفراد ولكن اللافت هنا أن إيران بدأت تتوارى قليلا وتترك الأمر لغيرها خصوصا إذا جرى التضييق على بعثاتها الدبلوماسية كما هو حادث اليوم في العديد من الدول وهي هنا تستعين بأصدقاء موالين لها لتنفيذ مخططاتها وهو ما يجب الحذر منه والالتفات إليه لأن هذه البعثات الدبلوماسية للدول الصديقة والموالية لإيران قد لا تراقب ولا تثير الشكوك بنفس القدر الذي تثيره البعثات الإيرانية فيتاح لها فرصة أوسع من أجل التغلغل ونشر التشيع…
المعركة مع نظام طهران في هذا الشأن تجاوزت دولة إيران إلى دول أخرى نجحت إيران في اختراقها وتنفيذ مخططاتها وهو ما يلقي بمزيد من الأعباء على الدول المستهدفة.
(المصدر: موقع المسلم)