ندوة التأثير الحضاري لـ أ. د. سيف الدين عبد الفتاح و د. حسين القزاز
– محاضرة: البعد الحضاري في عملية التأثير يقدمها د. حسين القزاز
– محاضرة: بناء العقل الاستراتيجي يقدمها أ. د. سيف الدين عبد الفتاح
المقدم: الأخ المشارك عبد اللطيف حسين من تشاد
شهدت قاعة المحاضرات بجامعة يالوفا، وفي نطاق الدورات والندوات المبرمجة للملتقى الدولي الخامس للشباب، استضافة البرفسور سيف الدين عبد الفتاح ود. حسين قزاز لمعالجة محور التأثير الحضاري ضمن الموضوع الكلي للملتقى؛ صناعة المؤثر، وذلك من خلال موضوعين:
* أولهما البعد الحضاري في عملية التأثير :
حيث ناقش المحاضر الموضوع من زاوية البعد الكلي والجزئي للبناء الحضاري من خلال مقدمة تساءل فيها عن ضرورة طرح سؤال فاعلية التأثير في نهضة الأمة، ومحوري تشخيص واقع العالم الإسلامي ومفاتيح الحضارة، مؤكداً على ضرورة التفرقة بين ما هو كلي وجزئي في البناء الحياتي للفرد والمؤسسات. وأشار المحاضر إلى أن المقصود بالنموذج الحضاري هو: مجموعة العقائد الأساسية والقيم الحاكمة التي يتأثر بها الناس دون مراجعتها، أي أنها تُحفر في اللاوعي الإنساني وتنتج ردود أفعال مقبولة لدى الناس وفي العالم المعاش. ولبيان هذا التعريف مثل بنماذج واقعية من مصر وأمريكا أوضح فيها علو فكرة التمتع والخلاص الفردي التي ورثناها عبر سنوات الاستعمار والولع بتقليد الغالب.
ثم خلص د. حسين إلى أن هذه الحالة النموذجية الملتبسة في عالمنا الإسلامي والتي تمازج فيها النموذج الإسلامي والعلماني أربكت انطلاق حضارتنا. ولا يسعنا إلا:١- الوعي بضرورة مسيرة حضارية جديدة. ٢- الآخر (الحضارة الغربية) بلغ مرحلة التدهور وهذا يُحتم علينا التحرك لوجود الفرصة وإنما البشرية.٣-قضية البناء الحضاري لابد أن تنتظم في مشروع كلي يتحرك في واقعنا.
* الموضوع الثاني: بناء العقل الاستراتيجي:
تناول فيه د. سيف الدين مدى حضور مفهوم الأمة فينا وحضورنا في الأمة مؤكداً أن الرؤية الاستراتيجية تجمع الدولة والأمة من خلال تكوينات المجتمع للتأكيد على امتثال الرسالة السماوية. ثم إلى كيفية صناعة العقل الاستراتيجي انطلاقاً من قوله تعالى: فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة ١٢٢] التي تمركز حول: الاستنفار ثم الإنذار (الفعل) وذلك من أجل التدرج من التلقي إلى تمثل القيم ثم الترقي. ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى لابد لنا من اكتساب ملكات التفكير المرتكزة على:* الرشد في التدبير * والوعي بأصول التغيير.
وقد ركز البروفسور على الفكرة الأساس في الرؤية الاستراتيجية ألا وهي التوحيد الذي يدفع لكل القيم، وقال: نحن بحاجة قيم تحكم، وسنن تقضي، ومقاصد عامة حافظة للفعل البشري، وأمة تجتمع وتعتصم بحبل الله، شعارها في ذلك قوله تعالى: ﴿وَكَذَ لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ} البقرة ١٤٣ وهذا هو الشهود الحضاري.
ولبلوغ هذا الشهود مثل المحاضر بجانب:١- الوقف الذي يظمن فاعلية الأمة. ٢- المؤسسة العلمائية: التي ينبغي تحركها بشكل جماعي لأجل البث بقضايا الأمة باجتهادات جماعية عاصمة لا فردية قاصمة.
ثم أكد في نهاية المحاضرة إلى أن الخيرية الحضارية ليست صفت مجانية ولكن ترتبط بشروطها، مستشهدا بقوله تعالى:{وَكَذَ لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا}[البقرة].
المصدر: هيئة علماء فلسطين