مقالاتمقالات المنتدى

نتنياهو واليوم الأسود

نتنياهو واليوم الأسود

 

بقلم د. عبد الله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

في مرحلة الانحطاط والتخاذل والخنوع العربي أمام علو بني إسرائيل وعربدتهم .
وفي خضم هرولة أنظمة عربية خانعة تخلت عن قيمها وأخلاقها ودينها ونخوتها حيث قامت بتطبيع كامل مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات حميمية معه .

ومن خلال محاصرة القطاع مدة تزيد عن 16 عاما من أجل أن يثور أهلها على حماس نجد النتن يصول ويجول في ظل حكومة متطرفة تسمح لقطعان المستوطنين بالاعتداء السافر على حرمة المسجد الاقصى والمصلين.

إضافة إلى الاعتداء الممنهج على أبناء الضفة الغربية من قتل واعتقال وهدم للبيوت.

في هذا المناخ المشئوم يقوم النتن باستمرار بعقد اجتماعات مع من باعوا دينهم وفقدوا قيمهم تحت مسمى اتفاقيات أبراهام ليكتمل المشهد من أجل تصفية القضية الفلسطينية وشطب كافة حقوق الفلسطينيين والعمل على زيادة وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس وشروعهم في تقسيم المسجد الأقصى زمانا ومكانا تمهيدا لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم.

لذلك أصبحت القضية الفلسطينية وحصار غزة وملف الأسرى على هامش التاريخ .

وفي لحظة حاسمة ومفاجأة من يوم السبت الموافق ٧/١٠/٢٠٢٣ أصبح ذلك اليوم كما وصفه النتن يوما اسودا عليه وعلى كيانه كما وصفه .

نعم إنه يوم أسود على مستقبل دولة الكيان ومستقبله الذي ينتظره من قبل شعبه .

نعم إنه يوم أسود عندما تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر أمام ثلة قليلة من مجاهدي القسام واستيلائهم على عدة مستوطنات .

نعم إنه يوم أسود عندما استحر القتل وكثر الأسر بجنود نخبتهم كما يزعمون.

نعم إنه يوم أسود لكافة اليهود الذين لجأوا إلى الملاجئ طلبا للنجاة .

نعم إنه يوم أسود للشلل الذي أصاب عصب اقتصادهم.

نعم إنه يوم أسود لفقدان الأمن والأمان مما جعل مطار بن غوريون يكتظ بالمغادرين طلبا للنجاة.

نعم إنه يوم أسود لهجرة مستوطني غلاف غزة بعد الذعر والرعب الذي زلزل قلوبهم..

نعم إنه يوم أسود على مستقبل النتن السياسي ليجد نفسه بعد هزيمته في مزبلة التاريخ ليقضي بقية حياته إما سجينا أو منبوذا.

نعم إنه يوم أسود حيث أصبح كيانك لا قيمة له ولا وزن بعد ان تلاشت هيبته أمام ضربات المجاهدين.

نعم إنه يوم أسود بعد أن تحطمت كافة المؤامرات والخيانات والمخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية تحت أقدام الغر الميامين صبيحة يوم السبت المشئوم عليكم واليوم الأسود كما وصفته.

نعم إنه يوم أسود حيث عادت قضية فلسطين إلى مربعها الأول بعد ظنونك الخائبة بأنها قضية تلاشت مع حرب روسيا وأوكرانيا وبعد التطبيع واتفاقيات أبراهام.

نعم إنه يوم أسود لانهيار منظومتك الأمنية التي طالما تبجحت بها وتفاخرت.

نعم إنه يوم أسود لشعورك أن كيانك أصبح في مهب الريح لذلك استعنت بأمريكا وغيرها من الدول كي تحميك بأساطيلها وعتادها.

نعم إنه يوم أسود كما وصفته وسوف تعيش ما هو أسوأ منه سوادا أنت وكيانك عاجلا أم آجلا مصداقا لقوله تعالى: ( فاذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).

في الختام لا تظن أن قتلك أطفال غزة وهدم بيوتهم وحصارهم يوهن من عزم المقاومة أو تخلي الشعب عنها أو هجرة السكان من القطاع كما تحلم فهذا بعيد المنال ودونه خرق القتاد.

فأنت أمام شعب جبار صلب المراس صاحب عقيدة وعزيمة وإرادة وبأس شديد.
شعب مجاهد ليس أمامه سوى إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة.

أسأل الله أن يسوء وجوهكم قريبا وأن يتحقق وعده فيكم عاجلا غير آجل وما ذلك على الله بعزيز.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى