من معالم القدوة الحسنة في أخلاق حركة حماس
بقلم الشيخ محمد الوقشي (خاص بالمنتدى)
أنا معجب جدا بموقف حركة حماس من أسرى اليهود ، حين التزموا اخلاق الإسلام في التعامل مع الأسير بغض النظر عن معتقده او موقفه المناقض لموقفهم وفكرهم وعقيدتهم .
فلم تحملهم ردة الفعل بسبب البون الشاسع فكرا وعقيدة وموقفا بينهم وبين اليهود المحتلين لتجاوز أخلاق الإسلام وقيمه في الحرب .
ومع إجرام اليهود وتجاوزهم الحقير مع أسرى حماس وغزة وفلسطين عامة فلم تحملهم ردة الفعل لتجاوز أحكام الإسلام في التعامل مع الأسير بإحسان ولطف وأخلاق .
ولو تعاملوا مع أسرى اليهود بالمثل لكان في إجرام اليهود مع اسراهم مبررا عاطفيا لا شرعيا .
ولكن حين يترفع المسلم على عاطفته ويلتزم الشرع ويضبط به ردود فعله فإنه يظهر عملاقا ويكسب خصومه ويفكك بتعامله الراقي الجبهة الداخلية لعدوه .
ويكون سببا لتوجه آمال شعبه للالتفات حوله ، ويجبر عدوه لاحترامه وتقبله ، فيحدث شقوقا في عدوه يسبب تفككه ويسرع في زواله .
وفي المقابل يعطي أمل لأصحاب الأديان المختلفة من الفلسطينيين بإمكانية تحقق استقرار وأمان وعدالة تحت حكمه فيما إذا اصبح مالكا للسلطة ، فيحمل الشعب الفلسطيني المتباين العقائد والأفكار للالتفاف حوله لما يشاهدونه فيه من قيم واخلاق واتزان مع عدوه وصديقه مع أن تصرف عدوه يقتضي غير ذلك .
ولقد نسفت حماس باخلاقها النابعة من الإسلام في تعاملها مع اعدائها دعاوى عدوها أنها حركة إرهابية او متطرفة أو نحوها من الدعايات الكاذبة .
شكرا حركة حماس على هذه القدوة الحسنة والمشرقة في إظهار سماحة الإسلام وقيمه وأخلاقياته للمسلمين وغير المسلمين مع أنهم في ظروف واقعية غير عادية .
وفقكم الله وسددكم وجعلكم نبراسا وقدوة لسائر الحركات والتيارات الإسلامية المخلصة والصادقة .
وعليه : فهل يستفيد من حملتهم ردة الفعل في اليمن فيراجعون أنفسهم وشرودهم الغالي بسبب ردة الفعل ضد الحوثي فجعلهم يتبنون فكر الأقيال والعباهلة ، ودعاهم إلى التحسس من الأسماء واللباس والألقاب ، وإنكار الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير حتى ظن بعض المنحرفين أن صلاته باطله لو صلى الصلاة الإبراهيمية في التشهد .
وحملهم ذلك إلى الطعن في علي والحسن والحسين رضي الله عنهم ونسيوا كونهم صحابة كراما ، وكون علي خليفة راشدا والحسنان أسباطا ومبشرين بالجنة .
ويحاولون التشكيك في أحاديث البخاري ومسلم الواردة في فضائلهم ، وما أدري أين ذهبت عقولهم ؟
هل خفي عليهم أنهم يشابهون بردود فعلهم عدوهم الرافضي المنحرف في التشكيك في السنة النبوية وكتب الحديث والطعن في الصحابة ، والسب والشتم لمن يخالفهم مع أن المؤمن ليس بلعان ولا طعان ولا بالفاحش البذيء.
وهذه دعوة لكل العقلاء ممن في قلوبهم بذرة تدين لدراسة تصرفات حماس القدوة المشاهدة اخلاقا وسياسة وتنظيما وعسكريا وإعلاما وسرية وتلاحما مع حاضنتهم وغير ذلك .
والله المستعان .
اقرأ أيضا: تعزية منتدى العلماء في استشهاد القائد المجاهد محمد أبو الضيف أبو خالد وإخوانه القادة