مقالاتمقالات مختارة

من محاور النجاح للعمل الإسلامي المعاصر

بقلم عبد المنعم إسماعيل

فإن العمل الإسلامي المعاصر بعد مرور ما يقارب المائة عام من التجارب والتجازب الداخلي والتدافع السلبي والإيجابي لابد لتمام الأمر من محاور هي:-

هي مجرد أسئلة محورية لتحقيق التوازن والوصول للغاية بلا انتكاسة نكون نحن أحد أطرافها هنا أو هناك.

هل استوعبنا عبر التاريخ المعاصر قبل إعلان ميلاد فكرة أو حزب أو دولة إسلامية، هل مجرد أننا نريد يكون كافي لإعلان ما نريد دون النظر لمآلات الأمور وحجم التحديات؟

أليس في سيرة الحبيب محمد صلى الله خير مثال لتحقيق التوافق بين ما نريد وما نستطيع أن نفعله وما نتوق إليه ونسعى إليه بأمل لا يصنع فينا تهور أو تسويف .

هل نحن قادرون على تحقيق التوافق الداخلي بين أبناء المجتمع حال استلام ذمام الأمور لأننا يجب أن نسقط من حساباتنا أن خصوم فكرتنا الإسلامية نبلاء ومتجردين وعليهم أن يهجروا المكر الذي هو ديدنهم ليل نهار.

أم إن وجودنا في رأس المشهد قد يكون سبباً في تفجير المنطقة ومن ثم استدراج الأطهار من شبابنا لملاحم لا قبل لهم بها و ما أحداث العقود المتأخرة منا ببعيد في بلاد الأقغان المجاهدة الأبية وأحلام الشباب في بلاد الرافدين حفظها الله من كيد الكائدين.

هل حققنا التلازم بين المراد الشرعي والوعاء القدري الكوني له، أم أننا غرقنا في بحر إرادتنا التي نرجوها دون الشمولية في فهم الإرادة الشرعية والكونية؟

أم ما زلنا في صدام مع الشمولية التي يريدها القرآن منا لا التي نسوق لها كأفراد وأحزاب وجماعات ودويلات.

قبل أن نستدرج بأفعال لسنا طرف رئيس ف صناعتها لأنها ربما تكون أحد مفردات الإستدراج العالمي لها وبها.

لابد أن ندرك مدى التوافق بين المراد شرعاً واستيعاب القدر الكوني له الذي لا يحابي أحداً ولا يجامل فئة متى سقطت في عقبة الصدام الكوني مهما نبل مفردات فهم القادة للمراد الشرعي عندها.

لسنا بدعة من الأجيال لنا تاريخ سبقتنا ممالك سقطت يوم أن تآكلت فيما بينها ، فلماذا نحرص على بناء بنيان من التآكل حينها لا ينفع مجرد الغلاف الظاهر مهما كان بريقه جذاب.

هل نستطيع دفع مؤامرات الداخل ناهيك عن مؤامرات الخارج الأكيدة أم يبقى مجرد إحياء ذكرى المآسي والمصائب زاد لمن عاش في تيه الأماني وهجر حقيقة الواقع

هل نحن على استطاعة للتأريخ من خلال النجاح للاستيعاب القرناء والإخلاء ، حين نحسن فقط التأريخ والفهرسة الفكرية لعدد الخصوم و تعدد حيل المكر لنا ولديننا فثمت قراءة أخرى للواقع والتاريخ.

كم من الأحداث مرت خلال العقود الست الماضية، ما دلالة الاعتبار في حياة الرواد الذين قبلت الجماهير بريادتهم؟

هل يعيش التيار الإسلامي شيخوخة القرن المنصرم بحسب الموازين الموروثة من توابع الفكر الحاكم والمسيطر على شعوب القرن؟ بعيد عن شيخوخة الإسلام كدين والأمة كأمة حيث نوقن أن ديننا دين يجدد العطاء والشباب للأمة بحكمة التاريخ . ولا يعطل مسيرته إلا تآكل الداخل حال استمرار زخم استدعاء العصمة للأفراد والأحزاب والجماعات.

هل الأمل في الفرار من شيخوخة أجيال القرن المنصرم والمعاصر للالتحاق بجنون العَجَلَةَ ومفارقة عبر التاريخ للاعتبار لا لتسويق الانكسار بمرجئة العصر المتدثرين بدثار الانتكاسة العقدي؟

إن توافق الأجيال مع مفردات السنن الكونية الجالبة للنصر بقدر الله عز وجل أمر لا مناط منه ولا خيار في قبوله. فإما لزوم مفاتيح النصر السننية وإما استمرار مسلسل الضياع و الهلاك رغم كثرة الدماء والبكاء.

إن تأخير مفردة المراجعة والمكاشفة البناءة الغيرة هدامة بفقه حمل الهداية لمن هم بداخل صفوف العمل للإسلام يتوازى مع حمل الهداية لمن هم خارج صفوف العمل الإسلامي مع بقائهم داخل منظومة الأمة نظراً لكثرة التنوع في المسميات الجالبة للتدافع السلبي كما في الواقع ومن ثم ركن الكثير من أبناء الأمة للاعتزال السلوكي وليس العقدي ومن ثم تمددت العلمانية في الواقع المعاصر.

(المصدر: جريدة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى