من أعمال العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك

من أعمال العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك

بقلم أ. د. كامل صبحي صلاح (خاص بالمنتدى)

فإنّ من الأعمال الصالحة التي ينبغي أن يحرص عليها العبد المؤمن في مواسم الخيرات، ما يلي:

1. الإجتهاد في الطاعات، وكثرة العبادات، وتنوع القربات في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، اقتداءً برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ففي الحديث عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت:«كانَ النبيُّ ﷺ إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ» «أخرجه البخاري (٢٠٢٤)».

2. الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

ولقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في كلّ سنة، حتى توفاه الله جلّ وعلا. فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنهما «أنَّ النبيَّ ﷺ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ حتّى تَوَفّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْواجُهُ مِن بَعْدِهِ»«أخرجه البخاري/ ٢٠٢٦».

3. إحياء ليلة القدر، فإنّ من أعظم الأعمال التي ينبغي المحافظة والحرص عليها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك إحياء ليلة القدر، فليلة القدر ليلة مباركة، والعمل الصالح فيها خيرٌ من عَمَل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر، قال الله تبارك وتعالى:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:٣).

3. أداء العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، حيث إنّ العمرة في شهر رمضان المبارك تعدل حَجَّةً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً مَعي» «الهيتمي المكي، الزواجر (١‏/٢٠٥)، صحيح أو حسن».

4. كثرة الصلاة في الليل، واطالة القراءة في قيام الليل. حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم «..يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ..» «أخرجه مسلم (٧٣٨)».

5. كثرة قراءة القرآن الكريم، وختمه تلاوة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

فلقد كان عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يختم القرآن الكريم كلّ يوم مرّة.

وكان سعيد بن جبير يختم القرآن الكريم في كلّ ليلتين.

وروي عن الإمام الشافعي أنه كان يختم في شهر رمضان المبارك ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، وفي كل شهرٍ ثلاثين ختمة، يَختمه في صلاة، وليس قراءة. ‏«صفة الصفوة، لابن الجوزي، (2/255)».

6. الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى والاستغفار والدعاء، لا سيّما دعاء: (اللَّهمَّ إنّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي)، ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ لَيلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي…» «أخرجه الترمذي (٣٥١٣)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٧١٢)، والألباني في، تخريج مشكاة المصابيح (٢٠٣٧) بإسناد صحيح».

7. الحرص على التصدق وتفطير الصائمين، ففي الحديث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال:«مَن فطَّر صائمًا كان له مِثلُ أجرِه، غيرَ أنه لا ينقصُ مِن أجرِ الصائمِ شيئًا» «السيوطي، الجامع الصغير (٨٨٧٠)، صحيح».

إلى غير ذلك من أنواع العبادات والطاعات التي ينبغي الحرص عليها في مثل هذه المواسم المباركات.

والله تعالى أعلى وأعلم