مقالاتمقالات المنتدى

ملاحظات على الببليوغرافيا الوطنية المغربية (2020 م) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

ملاحظات على الببليوغرافيا الوطنية المغربية (2020 م) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بالمنتدى)

هذه ملاحظات عرضت لي عندما كنت أستفيد من الببليوغرافيا الوطنية المغربية لعام 2020م، والمستدرك عليها. ولم تكن الاستفادة منها كلها، بل  من موضوعات معينة في العلوم الإسلامية، واللغة العربية، والتراث الإسلامي فقط. والباقي لم أتابعه.

والببليوغرافيا موجودة في موقع (المكتبة الوطنية للمملكة المغربية).

و(الببليوغرافيا) مصطلح ثقيل على اللسان العربي، أصلها يوناني – لاتيني. وأستخدم بدلًا منه في بحوثي كلمة (مِسْرَد، ومسارد). ولكن قد أضطر لاستعمال الكلمة الأولى نقلًا من مصادرها.

ملاحظات عامة:

  • يطلق مصطلح (التسجيلة) حديثًا على معلومات الفهرسة الوصفية والموضوعية للكتاب، ربما في بعض البلدان، وقبل التخزين الآلي أو الإلكتروني كانت تسمى (جسم البطاقة، وبطاقة الفهرسة).

وفي كل تسجيلة من تسجيلات الببليوغرافيا المغربية كلمات ومعلومات لا يستفيد منها القارئ والباحث العادي، ولا يلزمه منها شيء. وكان الأولى أن يستفيد المسؤولون من أساليب مكتبات أخرى، بتقديم المعلومات التي تلزم القراء فقط، دون تحشيتها بكلمات مكررة لا تلزمهم، ولا يتابعونها، ثم يحتفظون في خزائنهم بالمعلومات والرموز المكتبية التي تناسبهم.

من ذلك تجد بعد كل عنوان، أو بين العنوان وشارحه، هذه المقولة بين معقوفين: [نص مطبوع]، في كل التسجيلات، من أولها إلى آخرها!! ولا لزوم لها، فبما أن الفهرسة (للكتب) فإن القارئ يعرف أن المعلومات تخصها، وليست للمخطوطات ولا الخرائط ولا المواد السمعية والبصرية وغيرها من أوعية المعلومات، فلماذا تكتب وتكرر تلك الصيغة؟

وفي آخر بيان كل توريق يكتب: “غلاف مزين بالألوان”. ولا لزوم له، ولا استفادة منه أيضًا. وكتابته اختصارًا (غلاف ملون) أفضل من السابق.

وقبل بيان كل صفحة يكتب (ا مج). ولا فائدة ترتجى منه، لأن الكتاب إذا كان من جزأين أو مجلدين يبين، فلا يبقى معنى لكتابة (1 مج)؛ لأنه يليه بيان بأرقام الصفحات!.

  • ومما يؤسف له جدًّا أن المكتبة الوطنية المغربية اعتمدت عشرة أرقام فقط في تصنيف العلوم الإسلامية!! من (210 – 220)، وهي الأرقام التي وضعت لها في الغرب، عند إصدار (تصنيف ديوي العشري) واعتماده في مكتبات عالمية كثيرة، وخاصة الدول العربية. ولكن هذه الدول، أو معظمها، عدلت من التصنيف ما تحتاج إليه تعديلًا كبيرًا، مثل علوم الدين الإسلامي، واللغة العربية، والتاريخ الإسلامي والحديث. فأعطت الدين الإسلامي (60) رقمًا، بدل (10) أرقام التي أعطي لها في الغرب، فصارت من (210 – 269). وهذه التعديلات حصلت منذ نحو ستين عامًا، وكلما صدرت طبعة جديدة مترجمة إلى العربية من تصنيف ديوي تجد فيها بعض التعديلات، وإن كانت قليلة. وقد وفقني الله لإصدار تصنيف موسع لها بعنوان (خطــة تصنيف علوم الدين الإسلامي الموسَّــعة).

ونتيجة لهذا فإن تصنيف الببليوغرافيا المغربية للعلوم الإسلامية كان متداخلًا ومخيبًا للآمال، وكان بإمكان المسؤولين أن يتحولوا إلى التعديلات العربية الموسعة للعلوم المطلوبة، حتى يجد فيها المصنفون متنفسًا ومجالًا أفضل لتصنيف الكتب في موضوعاتها. وقد يفعلون هذا ابتداء من العام القادم إن شاء الله، فقد تأخروا عقودًا من الزمن في الأخذ بالتعديل العربي على التصنيف.

ولا شك أن هذا يأخذ جهدًا ووقتًا من المكتبة، ولكن هو ذا شأن التطوير، أما التأجيل المستمر فيضر ولا ينفع، فكلما كثرت الكتب صعب الأمر أكثر. فلا بد من التدبير والتغيير، وإلا بقي الأمر ناقصًا جامدًا، من الرتابة الإدارية القاتلة (البيروقراطية).

ولمثل هذه المستجدات تشكل لجنة لتصحيح وتغيير أرقام التصنيف السابقة إلى الجديدة، ويتابع الآخرون عملهم، كالعادة، معتمدين الخطة الجديدة.

  • ومن النقص الواضح في هذه البببليوغرافيا عدم ذكر وفيات المؤلفين عند تقنين أو تشكيل مداخلها، لمن توفي منهم، وقد ذكرت هذا في بضع تسجيلات، ثم تركتها. وذكر الوفاة مهم للقارئ، حتى يعرف زمن الكتاب، وموضوعه الملائم له.
  • ولا اهتمام بمداخل المؤلفين، فلا تشكيل للشهرة المناسبة، وليس هو على أسس علمية ومكتبية. وهناك مراجع خاصة ومشهورة لذلك، لتوحيد العمل، واتخاذ اسم واحد للمؤلف، أما إيراده مرة باسمه وشهرته، ومرة بإضافة اسم أبيه، أو لقبه، أو كنيته، فإنه يعطي إشارات للحاسوب بأنه مؤلف جديد، وعند استرجاع كتب للمؤلف لا تأتي كلها بطلب واحد.
  • لا يذكر التاريخ الإسلامي (الهجري) في تاريخ النشر، واقتصر في الببليوغرافيا كلها على التاريخ الميلادي (المسيحي). والمغرب الحبيب بلد إسلامي!! فيذكر التاريخان.
  • وجود أخطاء لغوية، فلا يهتم مثلًا بنصب أو رفع أبو وأبي عند إيراد بيان المسؤولية.
  • النقطتان الشارحتان (:) تكررت كثيرًا، ولم تستعمل في مواضعها المخصصة، ولها استعمال محدود في عملية الفهرسة، وغالبًا ما توضع بين العنوان الأصلي والشارح، ولكن هذا غير واضح في ذهن المفهرسين، والأخطاء في هذا بالمئات..
  • ويحذر استعمال (فهرسة ما قبل النشر). وقصته طويلة، تتعلق بنظام الإيداع، وإثبات فهرسة مؤقتة للكتاب حتى يصدر، ثم ينسى المفهرس، أو يتكاسل في تغيير بيانات الكتاب بعد صدوره، وتعتمد الفهرسة البدائية أو المشوهة…
  • ولم يتضح لي كيفية استعمال رؤوس الموضوعات، فهل يعتمد المفهرسون على مراجع، أم أنه مسموح لهم أن يستخدموا أي كلمة تخطر على بالهم لاستعمالها؟

ومن أمثلة ما أنكرته عليهم في استخدامه: حضارة فرعون، فقه الترجمة، الخطاب القرآني، التنوين، القرآن الكريم – الحزب الستين، الملكة الحديثية…

وقد أشرت إلى بعض النماذج في أوله ثم تركتها، للكثرة الكاثرة منها، وإذا قلت إن أكثر من ثلثي التسجيلات لا تصلح رؤوس موضوعاتها علميًّا ومكتبيًّا، لم أبعد.

وهناك مراجع معروفة لرؤوس الموضوعات تباع في المكتبات، وهي خاصة بالمفهرسين، معظمها خرجت من مصر، ومن المنظمة العربية للتربية والثقافة.

  • الببليوغرافيا تحتاج إلى مراجعة من قبل كبار المفهرسين وخبراء التصنيف، فلا تصلح أن تقدم هكذا للقراء والباحثين.

وينبغي أن يكون المفهرس عارفًا بالعلوم، على جانب كبير من الثقافة والاطلاع المعرفي، حتى يميز بين موضوعات الكتب وفنون التصنيف، ولا يكون همه الفواصل والنقط والعناوين، فموضوع الكتاب وتصنيفه موضوعيًّا بإتقان ضروري، ليتاح للقارئ والباحث بشكل مقبول، وإن غياب كثير من موضوعات الكتب عن الباحثين هو بسبب ضعف وتكاسل ولامبالاة بعض المصنفين، الذين لا يعطون الكتاب حقه من التصنيف. بل إن بعضهم لا يفتح الكتاب، ويكتفي بما يوحي إليه عنوانه فقط!

للاطلاع على المادة كاملة يرجى الضغط على الرابط: ملاحظات على الببليو غرافيا المغربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى