مذكرات الشيخ رفاعي طه (20) من مؤسسي الجماعة الإسلامية المصرية
سجلها عنه وحررها: محمد إلهامي
في ذلك العام (1978م) كان أول فوزنا بانتخابات اتحاد الطلاب.. وما أدراك ما اتحاد الطلاب؟!
في ذلك الوقت كان “اتحاد الطلاب” قوة حقيقية، وكانت اللائحة الجامعية تجعل منه كيانًا قويًا وتحت يده مقدرات وافرة، وأتذكر أن ميزانية اتحاد الطلاب في السنة التي تولى فيها عادل أسعد الخياط بلغت ثلاثين ألف جنيه، وهذا في زمن السبعينات مبلغ ضخم. وهذا المبلغ لا يمكن صرفه إلا بتوقيع رئيس اتحاد الطلاب نفسه، ولا يملك أي أستاذ جامعي أن يصرفه، وكان للاتحاد شرعية التعبير عن الطلاب، وفي إمكانه استعمال واستثمار مقدرات عديدة في الأنشطة الطلابية.. وباختصار، فإن التيار الذي سيفوز بانتخابات اتحاد الطلاب قادر على التأثير في مجتمع شباب الجامعة تأثيرًا قويًا.
يبدأ الطلاب الذين يريدون الترشح على قائمة اتحاد الطلاب بتجهيز أنفسهم منذ الشهر الأول في العام الدراسي، شهر أكتوبر، يجهزون بعض الأوراق على المستوى الرسمي لتقديمها إلى لجنة “البتّ” أو لجنة الفحص، وهي لجنة من موظفي الجامعة تفحص الأوراق من جهة تحقق بعض الشروط كألّا يكون الطالب متهمًا بسلوك مشين أو نحو ذلك، ولكن اللجنة كانت من وسائل السلطة في استبعاد الطلاب الذين تراهم مزعجين، فربما تقدَّم لها ثلاثون أو أربعون، لكنها لا تجيز منهم إلا عشرة فقط.
لهذا كنا ندخل إلى اللجنة بكامل ثقلنا، فمهما استبعدوا من الأسماء يبقَ من المُجَازِين من هو منا، وفيما بعد صارت هذه اللجنة لا تجيز إلا من اطمأنت إليهم السلطة أو كانوا من عملاء الأمن بين الطلبة.
انبثقت الفكرة من الشيخ صلاح هاشم، سأل: لماذا نحن كجماعة إسلامية لا ندخل انتخابات اتحاد الطلاب؟ إننا نستطيع الفوز فيه؟
ووجد السؤال موقعه في نفوسنا: لماذا لا نفعل؟ هذا الاتحاد يستولي عليه طلاب من التيار اليساري، أو (شِلل) منتفعة لا لزوم لها، فكرة ممتازة.. ولكن، هذا الأمر جديد علينا، فكيف نفعله ونفوز؟
أول ما فكرنا فيه: من هو المرشح المناسب؟
اقترح صلاح هاشم أن يكون مرشحنا عادل أسعد خياط، شاب متدين، من أسرة كبيرة من مركز إخميم في محافظة سوهاج، ذو مال من أسرة تعمل بالتجارة، يستطيع أن يقوم بعبء الترشح والحملة الانتخابية البسيطة، ونحن من ورائه عصبة ودعمًا وسندًا. وكان صلاح هاشم بمثابة الأب الروحي أو الأخ الأكبر له، ولم يكن لعادل توجه إسلامي محدد، إنما هو شاب متدين عمومًا.
واستفدتُ من خبرتي القديمة في اتحاد الطلاب، فلقد كنت فيه ضمن الأنشطة التي صنعتها منفردًا كما سبق الذكر، فألقيتُ فكرة مهمة كانت هي السرّ في الفوز..
في ذلك الوقت كانت جامعة أسيوط هي الجامعة الوحيدة في جنوب الصعيد، فكانت لها فروع في محافظات سوهاج وقنا وأسوان، في كل هذه المحافظات كان ثمة كليات تابعة لجامعة أسيوط، وهذه الكليات هي التي كان نواة جامعات المحافظات فيما بعد: جامعة سوهاج وجامعة جنوب الوادي وجامعة أسوان، فكانت الفكرة كالآتي، قلت لهم: إن الطالب المنافس (واسمه القرشي) يعتمد على الأصوات في جامعة أسيوط نفسها، فلنفعل بالخطوة التي لن ينتبه إليها أحد، لنركز اهتمامنا على كليات الفروع في سوهاج والمنيا وأسوان، هذه الكليات لا يُنْتَبَه لها عادة، فإذا كسبنا اتحاد الطلاب في هذه الكليات فقد قطعنا نصف الطريق أو أكثر منه نحو اتحاد طلاب الجامعة، ولن يبقى لنا إلا الفوز بكلية أو اثنتين من كليات جامعة أسيوط نفسها.. والواقع أنه يجب علينا أن نبدأ في هذا من الآن.
استحسن الإخوة هذه الفكرة، وتواصوا بالكتمان، وحذروا أن تتسرب، ثم بدؤوا الحركة في هذه الكليات الفرعية، وانتدبنا لهذه المهمة إخوة بأعيانهم، كانوا تابعين لنا في هذه الكليات، ليترشحوا ويفوزوا، وقد نجحت الخطة فعلًا، وفاز كل مرشحينا في سوهاج وقنا وأسوان، ففي كل هذه الكليات حزنا منصب رئيس اتحاد طلاب الكلية ونائبه، وهكذا حسمنا الموقف:
كان مجلس الجامعة يتكون من عشرين مقعدًا تعبر عن عشر كليات، لكل كلية مقعدان: رئيس اتحاد طلاب الكلية ونائبه، فكان فوزنا في سوهاج وقنا وأسوان قد ضمن لنا أربعة عشر مقعدًا عن سبع كليات تتوزع في هذه المحافظات.
لم يحز منافسنا على صوت واحد من خارج أسيوط، وهكذا كان الفوز مضمونًا، وصار عادل أسعد الخياط رئيس الاتحاد!
هذا الفوز كان فوزًا إسلاميًا عامًا، لقد كنا في هذه المرحلة مع الإخوان في كيان واحد، لم يكن قد وقع الانشقاق بيننا ساعتها، وأتذكر المجهود العظيم الذي بذله شباب الإخوان أيضًا، بل والمجهود الكبير الذي بذله الدكتور محمد حبيب، وكان في ذلك الوقت أستاذًا بكلية العلوم، وكان شخصية بارزة وتربوية وتوجيهية مرموقة، ونحن كنا نحبه ونُكبره وننجذب إليه، وكانت جولاته وحديثه مع الطلبة من أكثر ما يؤثر فيهم ويجذبهم لانتخاب شباب الجماعة الإسلامية.
وقد حاول د. حبيب فيما بعد أن يجعل مؤسسة اتحاد الطلبة محايدة تخدم الاتجاهين (خصوصًا بعد وقوع الانشقاق بين الإخوان والجماعة الإسلامية)، ولكن ما كان هذا ممكنا، لقد كان عادل أسعد الخياط رئيس الاتحاد من شباب الجماعة الإسلامية، فكان الاتحاد تابعًا لنا. ويمكن القول بأن موقف عادل أسعد الخياط قد أسهم بشكل كبير في بروز الجماعة الإسلامية.
استمر عادل رئيسًا لاتحاد طلاب الجامعة إلى أن صدر قرار السادات في السنة التي تليها (1978/ 1979) بحل اتحاد الطلاب، وهذا كان أول قرار يتخذه السادات في حل اتحادات الطلاب على مستوى مصر كلها، وهذا يدحض المقولة الرائجة الشائعة بأن السادات دعم التيار الإسلامي أو أفسح له لمواجهة التيار اليساري، هذه مقولة غير صحيحة بالمرة.
لم يكن السادات داعمًا للتيار الإسلامي ولا حتى متسامحًا معه، لقد أرسل السادات نائبه حسني مبارك إلى جامعة عين شمس ليجتمع باتحاد الطلاب في الجامعة لكي يفرض عليهم ألا يترشح طالب ملتحٍ على رأس الاتحاد! تأمل كيف يهتم رئيس الدولة بإرسال نائبه ليفرض على الطلاب ألا يأتي متدين لمنصب رئيس اتحاد الطلاب في جامعة!
ومع ذلك كسر الطلاب هذه المعادلة، وحاز الشباب الإسلامي على اتحاد الطلاب، كان الجميع ساعتها يُسَمَّى “الجماعة الإسلامية” رغم أنهم لم يكونوا جماعة واحدة، بل كان الإخوان هم الأقوى في القاهرة وعين شمس، وكان السلفيون هم الأقوى في الإسكندرية، ونحن كاتجاه مستقل كنا الأقوى في أسيوط والصعيد. لكن المشهد الإسلامي العام أمام الدولة كان مشهدًا واحدًا تعبر عنه لافتة واحدة هي “الجماعة الإسلامية”.
الواقع أن السادات دخل صراعًا مبكرًا مع الحركة الإسلامية، وهو من ابتدأ هذا الصراع، وكان جذريًا فيه إلى حد مطاردة الإسلاميين لمنعهم منصب رئيس اتحاد الطلاب!
نعود للاتحاد..
كان أهم إنجازاتنا في الاتحاد أن أحسنا استثمار الميزانية الكبيرة التي كانت تذهب إلى الجيوب ويوزعها النافذون فيما بينهم، أتذكر من بين هذه الأموال منحة تسمى “منحة البكالوريوس”، وقد كانت تعطى لأبناء الطبقات الغنية ينظمون بها رحلات إلى المصايف، وربما أنفق في الرحلة ألف جنيه أو عشرة آلاف جنيه (وهذا مبلغ كبير في ذلك الزمن). فأما حين تولينا شأن الاتحاد فقد ألغي هذا كله، وشرعنا في تنظيم رحلات دينية بالحافلات.
لقد اكتسبنا ثقة الطلاب بحسن تصرفنا في هذه الأموال، لأول مرة يرى الطلاب “الكتاب المجاني”، لقد اقتطعنا من ميزانية الاتحاد ما نوزع به الكتب على الطلاب الفقراء، كذلك أحضرنا الأزياء الإسلامية لمن تريد أن ترتدي الزي الإسلامي، وزَّعنا إعانات مالية للطلاب الفقراء، دفعنا إيجارات للعاجزين عن دفع الإيجارات من الطلاب الذين قدموا من سوهاج وقنا وأسوان، أخرجنا الطلاب في رحلات مجانية من خلال الحافلات التي يملكها الاتحادات..
وكان من بين هذه الرحلات، رحلات لزيارة المقابر! وزيارة المقابر معنى ديني معروف، أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم لترقيق القلوب، ولكنه كان رؤية جديدة لمسألة الرحلات.
ولقد تبنى اتحاد الطلاب مواقف سياسية مخالفة لرئيس الدولة، وبالذات في مسألة اتفاقية كامب ديفيد، وكانت هذه المرة الأولى، إذ يفترض أن هذا الاتحاد مؤسسة تابعة للدولة، لكن الاتحاد عبر عن الشباب والطلاب ولم يكن يعبر عن الدولة.
وعلى هذا الوضع انتهت هذه السنة، نجاح في المشهد الإسلامي العام، وانقسام في المشهد الإسلامي الداخلي، عادل أسعد الخياط هو رئيس اتحاد طلاب الجامعة، وناجح إبراهيم هو أمير الجماعة الإسلامية بالجامعة.. ودخلنا إلى الصيف.
كان صيف العام 1978 عامرًا بالنشاط الدعوي في كل محافظات مصر، حين أنهينا الدراسة الجامعية هذه السنة بدأ نشاط الدعوة، كانت حافلات (أوتوبيسات) اتحاد الطلاب تحت تصرفنا، فكنا نجول بها مصر ذهابًا وإيابًا في نشاطات ومعسكرات ومحاضرات مختلفة. وكان طلاب الكليات في سوهاج وقنا وأسوان ضمن المجال الطبيعي لعملنا كاتحاد لطلاب جامعة أسيوط، وخدمة هؤلاء الطلاب من صميم نشاطنا.
في ذلك الصيف نظَّمنا ثلاثة معسكرات للطلاب، واحد في سوهاج، وواحد في الجيزة، وواحد في أسوان، وفي كل معسكر يحضر الطلاب من هذه الكليات أو حتى من خارجها، من داخل الجماعة الإسلامية أو من غيرها، إن المسألة وإن كانت نشاطًا طلابيًا في صميمها إلا أن لها آثارًا اجتماعية تتجاوز شريحة الطلاب كلها.
وبهذه المناسبة، أقول: إن طلاب الكليات كانوا يشاركون في انتخابات اتحاد الطلاب، لكن نظامنا الداخلي كجماعة إسلامية لم يكن بالانتخاب، وإنما هو أقرب إلى نظام “أهل الحل والعقد”، هذا مع انتشار الجماعة في الكليات وفروعها. في ذلك الوقت كانت الطيبة والصدق والصفاء هو الغالب على الشباب، يجتمع “الإخوة الكبار” –وهو مصطلح يعني السابقين من الطلاب في العمل الدعوي وتأسيسه والقدامى الذين عملوا به في صفوف الطلاب- فيختارون من بينهم من يرونه الأصلح للإمارة في الجامعة ثم الأصلح لإمارة بقية الكليات.
وقد كانت العادة أن هذا الذي يُختار لهذا الموقع يدفعها عن نفسه ويرفضها بصدق وينكر ذاته على الحقيقة، ويجتهد ليصرفها إلى غيره ثم يجتهد إخوانه ليحملوه عليها، كان التدين الحقيقي موجودًا في ذلك الوقت، لم يكن ثمة تنافس أو تنازع أو تسابق على المسؤوليات كالذي نراه الآن. وكنا في هذا الوقت نُوَلِّي من نحسبه على خير، ومن نتوسم فيه الفهم، فهم الدين، وقد كان فهم الدين رقراقًا راقيًا صافيًا، لم يكن الأمر مثل ما هو الآن!
نعود لشأن الرحلات.
كان أول ما تتميز به رحلاتنا أن كانت غير مختلطة، رحلات للشباب ورحلات للفتيات، وكان اهتمامها التثقيفي الديني هو الطاغي عليها، نطلب مشاهير المشايخ والدعاة والعلماء لإلقاء المحاضرات، وننظم توزعهم بين المعسكرات. لم يكن ثمة نشاط رياضي أو إعداد بدني بخلاف الطوابير الرياضية العادية، لقد نسيت بالفعل الحلم القديم: حلم الانقلاب العسكري، جرت في النهر مياه كثيرة، واندمجت في الجماعات الدعوية تمامًا: مجموعة الشيخ السماوي ثم الجماعة الإسلامية.. ثم عرفت فيما بعد أنه لم تكن ثمة رؤية موحدة أصلًا.
لقد كنا نعمل بالدافع الإسلامي الدعوي العام والبسيط، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحرص على نشر الدين وعلى أن يشيع الالتزام به بين المسلمين، كانت مظاهر اللحية والحجاب والنقاب هي ذاتها مظاهر النجاح، وقد كانت تنتشر باضطراد.. سنكتشف فيما بعد، حين تتحول الجماعة الإسلامية إلى تنظيم مع محمد عبد السلام فرج أننا طوال عملنا الدعوي النشيط الحافل هذا لم نفكر ماذا نريد أن نفعل؟!
كان الكل يعمل حسب طريقته وأفكاره، في سحابة عامة غامضة من التصورات والرؤى، تشغلنا المهمات اليومية والأمور التشغيلية وترتيب شأن المعسكرات والندوات والمحاضرات والخطب ونحو ذلك عن أن نجعل لكل هذا هدفًا نهائيًا نصل إليه، لم نجلس مرة لنسأل أنفسنا: ماذا ينبغي أن نفعل بهؤلاء الشباب، ولا حتى بسؤال كيف ينبغي أن يفعل هذا الشباب حين يتدينون في واقعهم الذي يصادم هذا الدين؟!
نحن نعرف وبشكل نظري أن الواقع يجب أن يتغير، ونقوم بالدعوة إلى الله، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، نقسم الحكام القائمين كلٌّ حسب وصفه، نرى أن هذا كله هو أول الطريق إلى إقامة دولة الإسلام.. لكن كيف؟!.. لا توجد خطوات عملية، لا يوجد تصور كيف سنصل إلى الدولة الإسلامية ولا كيف سنبلغ مرحلة الخلافة، ولا كيف سنزيل هذه الأنظمة الجاهلية الكفرية القائمة.. لكن هذا كله كان بمثابة الأحلام المحلقة التي تراودنا ونتشرب لذتها في صحونا ومنامنا، حلم دولة الإسلام القوية والخلافة الراشدة الموعودة.. هذا الحلم كان يزيدنا حماسة في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونرجو أن نكون ممن يفعل ذلك ولا يخشى في الله لومة لائم.
هل لم نكن نتناقش؟! بلى، كنا نتناقش ونتحاور ونتبادل الآراء والتصورات، رفاعي -مثلًا- يرى أن الأمر لا يتغير إلا بانقلاب عسكري في النهاية وينبغي أن ندعو ضباط الجيش وهكذا، غيره يتصور طريقة أخرى، لكن لا أحد يعمل على تحقيق تصوره، لا رفاعي يدعو ضباطًا في الجيش أو يجمعهم، ولا الآخر يفعل أيضًا!
وفيما بعد ومع تطور وتعدد النقاشات كانت السحابة الغامضة تسفر عن بعض الوضوح، لقد وصلنا في النهاية إلى تصور نظري، وهو أيضًا غير مدعوم بأي حركة عملية، هذا التصور النظري يقول بأن الأمر في مصر يتغير عبر الثورة الشعبية المسنودة بقوة مسلحة.
بقدر ما كان نشاطي ينمو، وأعمالي الدعوية تتسع، بقدر ما كان ينمو معه الخوف والقلق في نفس أبي وأمي، كنتُ شخصًا ذا قدر وهيبة واحترام في بيتنا، أبذل لأبي وأمي الاحترام اللائق بهما، لكنهما يبذلان لي احترامًا مقابلًا، كنتُ من يشير عليهما، وكانا يلجآن إليّ: ماذا نفعل في كذا وكذا؟.. ولقد كان هذا نمطًا عامًا رأيته في جيلنا، أقصد قيادات العمل الطلابي الإسلامي، رأيتهم يحملون مسؤولية بيوتهم، ولهم القدر الوافر من الاحترام والتقدير في نفوس آبائهم وأمهاتهم. وهذا الأمر تسمعه –لو سألتَ- من الشيخ أسامة حافظ والشيخ عاصم عبد الماجد والشيخ كرم زهدي.. لم يكن يقع بيننا وبين آبائنا صدام في البيوت، على العكس، لقد أسلموا لنا القياد، إسلامًا تحوطه المحبة والتقدير.. ويحوطه أيضًا الخوف والقلق.. الكثير من الخوف والقلق والحذر!
ثم بدأ العام الدراسي الجديد في خريف 1978.. ولقد كان عامًا عامرًا أيضًا!
[وللحديث بقية]