مقالاتمقالات المنتدى

مدينة القدس من الفتح الإسلاميّ إلی هذا اليوم!

مدينة القدس من الفتح الإسلاميّ إلی هذا اليوم!

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

فتحت مدينة القدس معنويّا في رحلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة النّبويّة وقام أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي اللّه عنه باستلام مفاتيحها من البطريرك (صفرونيوس) عام 15هـ وكتب له العهدة العمريّة ثمّ غيّر اسم المدينة من (إيلياء) إلى القدس واهتمّ برعايتها بعد ذلك الخلفاء الأمويّون والعبّاسيّون وقد بنی الخليفة عبد الملك بن مروان قبّة الصّخرة وبنی ابنه الوليد المسجد القبليّ للأقصی المبارك وبعد قرون احتلّ الفرنجة الصّليبيّون مدينتنا المقدّسة عام 1099م وسفكوا دماء أكثر من سبعين ألف مسلم! ونجح القائد المجاهد الفذّ البطل (صلاح الدّين الأيوبيّ) في استرداد (القدس) من الصّليبيّين عام 1187م بعد معركة حطّين إحدی أهمّ المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين ولكنّ الصّليبيّين تمكّنوا من السّيطرة على القدس من جديد بعد وفاة السّلطان المظفّر صلاح الدّين إلى أن أعادها للمسلمين مرّة ثانية الملك الصّالح (نجم الدّين أيوب) عام 1244م وقد تعرّضت القدس بعد ذلك لغزو المغول التّتار ولكنّ المماليك هزموهم بقيادة الملك قطز والظّاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م وبعد زوال دولة المماليك دخلت جيوش العثمانيّين بلاد الشّام وصارت القدس تابعة للخلافة العثمانيّة وأعاد السّلطان (سليمان القانونيّ) تجديد أسوار المدينة التي ظلّت تحت حكم العثمانيّين إلی أن جاء الاحتلال البريطانيّ لفلسطين وما عرف (بوعد بلفور) عام 1917م وفي عام 1948م أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها علی بلادنا فلسطين واستغلّت ما سمّيت بالعصابات الصّهيونيّة الموقف وأعلنت قيام دولة الاحتلال وأعلن بن غوريون رئيس وزرائها أنّ القدس الغربيّة عاصمة كيانهم في حين خضعت القدس الشّرقيّة للحكم الأردنيّ إلی أن حدثت نكبة فلسطين (الثّانية) في عام 1967م والتي أسفرت عن ضمّ القدس الشّرقيّة للسّلطات الإسرائيليّة وفي عام 1969م تمّ إحراق المسجد الأقصی المبارك! هذا وما تزال أولی القبلتين تعاني الأمرّين وتنتظر بطلا فاتحا محرّرا مكافحا كالسّلطان (صلاح الدّين)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى