مقالاتمقالات المنتدى

متى تتوقف الحرب على غزة؟

متى تتوقف الحرب على غزة؟

بقلم الدكتور عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

سؤال يراود كل المتابعين لمعركة الطوفان الدائرة رحاها في قطاع غزة.

المراقب والمتابع للصراع الدائر في غزة يلحظ أن المقاومة لها شروط لا يمكن ان تتخلى عنها للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وهي:
– الإنسحاب الكامل لليهود من قطاع غزة.
– ⁠تبادل مشرف للأسرى.
– ⁠فك الحصار وإعادة الإعمار.
– ⁠عودة اللاجئين إلى أماكنهم دون أي عائق.

وبالمقابل نجد ان حكومة الكيان الصهيوني المتطرفة وعلى رأسها نتنياهو يراوغ ضمن مفاوضات عبثية من أجل إطالة أمد الحرب على أمل وصول ترامب إلى سدة الحكم والذي وعده بضم كافة مستوطنات الضفة الغربية للكيان وقال إنه يرى أن (اسرائيل) تبدو بقعة صغيرة جدا مقارنة بالدول المحيطة بها فهل من طريق للحصول على المزيد من المساحات؟ إنها صغيرة جدا!

هذا التصريح يتوافق مع اطماع اليهود بتحقيق حلمهم المنشود والمتمثل بيهودية الدولة وامتدادها من النيل إلى الفرات وتحطيم أي قوة تقف أمام أطماعها ومن ثم بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى .

لذلك نجد أن نتنياهو لا يكترث بالمظاهرات الداخلية التي تطالبه بوقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل للأسرى .

ولا يكترث بقرارات مجلس الأمن أو قرارات محكمة العدل الدولية التي تطالبه بوقف إطلاق النار.

ولا بدعوات أمريكية تطالبه بإبرام صفقة تبادل للأسرى ووقف للقتال .

ولا بكل ضغوطات دول العالم وذلك لأسباب عدة، منها:
– أنه يدرك ان هذه الضغوطات لا قيمة لها ولا وزن ما دام يترأس حكومة متطرفة ويسانده الجيش في تحقيق طموحاته.
– أن الموقف الأمريكي غير جاد بوقف إطلاق النار حيث استخدمت أمريكا حق النقض الفيتو ضد أي قرار تبناه مجلس الأمن يدعو لوقف اطلاق النار.
– ⁠استمرار تدفق الإمدادات العسكرية من أمريكا والدعم اللوجستي ومنه حاملات الطائرات الأمريكية التي تقف على أهبة الاستعداد لحماية الكيان من أي خطر داهم.
– ⁠وجود دول عربية مسانده للكيان حيث تمده بكافة أنواع المساعدات من أجل القضاء على حماس لهدف مشترك بينهم وغاية موحده.
– ⁠ان وقف إطلاق النار يعني نهاية حكم نتنياهو وتعرضه لمحاكمة ومحاسبه.
– ⁠إن استمرار الحرب وتحقيق القضاء على حماس يعني نجاح المشروع الاقتصادي الذي يربط موانئ الهند مرورًا بموانئ الامارات ثم السعودية إلى ميناء حيفا ثم إلى موانئ أوروبا وفي ذلك مصلحة مشتركة بين الكيان والدول العربية وسائر الدول المستفيدة من ذلك.
– ⁠غرور نتنياهو وشعوره أنه ضمن الشخصيات التاريخية التي حكمت الكيان حيث أعيد انتخابه ٥ مرات مما أدى إلى شعوره بأنه الوحيد الذي يفهم تحقيق مصلحة الكيان وزاد من صلفه وغروره وجود طبقة متشدده تسانده، كذلك استقبال الكونغرس له كملك متوج بعد كل اقترافه للمجازر النازية في غزة، لكل ما سبق تجده يصر على إطالة أمد الحرب لضمان مستقبله الذي صرحت به زوجته سارة في حفل أمام اليهود بأن زوجها سيبقى في موقعه كرئيس للوزراء لعشر سنوات أخرى.

لكن بالمقابل في حال صمود المقاومة في غزة واستنزافها للكيان الصهيوني وفي حال توسع دائرة الحرب مع حزب الله كما يخطط لها نتنياهو وتعرض الكيان لضربة موجعة من قبل المقاومة في جنوب لبنان أو غيرها فسوف يخضع الكيان لشروط المقاومة في غزة ويدرك أنه اوهن من بيت العنكبوت.

ومما يدل على ضعف الكيان، أن صاروخا واحدا انطلق من اليمن وسقط في وسط الكيان بالقرب من مطار بن غوريون أدى إلى دفع السكان إلى المسارعة بالاحتماء وذلك بسبب فشل كل المنظومات الدفاعية لاعتراض الصاروخ، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في أكثر من ٥٠ بلده، فكيف إذا تعرض الكيان لصواريخ من عدة جهات؟

في الختام سوف يستمر القتال في غزة طالما كان هناك أمل لنتياهو بتحقيق شيء من طموحاته باستسلام حماس أو هزيمة حزب الله أو وقوع حرب إقليميّة تهدف إلى ضرب إيران بمساعده أمريكا لاسيما إذا وصل ترامب إلى الحكم .
وبالمقابل قد تتوقف الحرب في غزة إذا تعرض الكيان لضربة موجعة من حزب الله أو تم استنزاف كبير لقواته في غزة حينها يقبل الكيان بشروط المقاومة.. والله اعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى