الحكم الراشد وأثره في تجفيف منابع التطرف
ما ابتليت الأمة الإسلامية بشيء أشد عليها من الحكم المستبد الظالم الذي أهدر قوتها ومزق وحدتها وقمع أحرارها وقدّم أشرارها وأخّر نهضتها، وأنبت في أرضها التخلف والتبعية والخوف والتطرف والانتقام.
وما من شيء يمكن به رفع هذه المآسي وأمثالها مثل (الحكم الراشد) القائم على أن الولاية حق للأمة تختار لها من يصلح لها مع مراقبة أدائه ومحاسبته على أخطائه، وقطع كل طريق للحكم المطلق الذي هو فساد مطلق.
وهذه الدراسة تعالج ظاهرة التطرف التي نشأت وترعرعت بأسباب عديدة أهمها الحكم غير الراشد.
وهي محاولة أولى لدراسة ظاهرة التطرف من زاوية لم يتطرق لها إلا القليل.
وتأتي هذه الدراسة لوضع بعض المعالم لمحاصرة هذه الظاهرة الفتاكة في ظل سياسة حكم رشيدة تتعمق في دراسة الظاهرة وتجفف منابعها وتخلص المجتمع من انعكاساتها.
لقد جاء عمر بن عبد العزيز رحمه الله وللخوارج صولة وشوكة وفتك، فوضع أسس العدل، وقرر جملة من معالم الحكم الراشد، فسكنت فتنة الخوارج في عهده، فلما مات عمر وعاد الحكم على طريقة القمع والاستبداد والظلم عاد الخوارج بفتنتهم التي أنهكت الدولة وضيعت على المسلمين فرصاً كثيرة.
الكتاب من تأليف الدكتورة سهام داوي.