عبرت أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية عن المؤشرات التي التقطتها “إسرائيل” من اختيار يحيى السنوار لقيادة حركة حماس في قطاع غزة، وما تحمله تلك المؤشرات من أسباب تجعل ساسة الاحتلال وعساكره يوجسون الرعب من هذا الاخيار، على اعتبار أنها المرة الأولى التي يصل فيها شخص بالجناح العسكري لهذا المنصب.
وتعتبر الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية اختيار السنوار في قيادة الجناح السياسي لحركة حماس في غزة هو نجاح للجناح العسكري بالدرجة الأولى، على اعتبار أن السنوار أحد أعمدته والآمر الناهي في كل القضايا المفصلية المتعلقة بالحركة في القطاع خلال السنوات الأخيرة، وهو الذي يرسم للجناحين السياسي والعسكري مسار عمله كل في تخصصه.
أول ما يخطر في بال الإسرائيليين عند ذكر اسم السنوار هو ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة، والنهج الذي سيتبعه السنوار في أية مفاوضات قد توافق حركة حماس على الدخول فيها حول هذا الملف الذي يعتبر أهم ملف للإسرائيليين في الوقت الراهن، وما يثير مخاوف الإسرائيليين في هذا المجال، ما عهدته عن السنوار من تشدد في هذا الملف، خصوصا عشية إبرام صفقة “شاليط” والذي رفض السنوار التجاوب معها في بداية الأمر على اعتبار أنها لم تفي بالسقف المطلوب منها فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، كما أن السنوار معروف بأنه عنوان هذا الملف في قطاع غزة وهو الذي قطع على نفسه وعدا بإطلاق سراج جميع الأسرى ذوي المحكوميات العالية في سجون الاحتلال بالقوة.
نذير حرب
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت في تعليق للمحلل العسكري “عاموس هرئيل”: “إن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، يعد مؤشرا على قرب اشتعال جولة قتال جديدة، وهو الأمر الذى يرغب المسؤولون السياسيون والعسكريون خوضه”.
وأضاف الكاتب، “أن دخول أول شخصية من الجناح العسكري لحماس في قيادة الحركة بمجملها في قطاع غزة لهو مؤشر على النهج الذي سيرسم عنوان المرحلة المقبلة في علاقة الاشتباك، كذلك يعتبر مؤشرا على السياسة التي ستكون حاضرة في ملف المفاوضات المتعلقة بالجنود الأسرى في القطاع للوصول لصفقة تبادل جديدة”.
ونوه الكاتب إلى أن انتخاب السنوار يعني أن المرحلة القادمة في المواجهة سيكون عنوانها أسر المزيد من الجنود الإسرائيليين، لأن السنوار يعتبر أكبر عرابي هذا النهج، وهو أحد أعمدته الذين رسموا بأيديهم ملامحه منذ عدة سنوات.
في حين يرى المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية “نوعام أمير” أن اختيار السنوار يعطي مشرا على مدى خطورة الوضع الذي سيكون موجودا في أية مواجهة محتملة.
وقال أمير في مقالة له: “إن السنوار رجل لا يعرف الحلول الوسط ويحمل فكرا أكثر حدة من سلفه هنية، ويؤمن باستمرار المواجهة مع “إسرائيل” إلى الأبد”.
لا يبشر بالخير
المحلل العسكري في القناة الثانية الإسرائيلية “روني دانيال” يقول في تحليل له بعيد الإعلان عن اختيار السنوار قائدا لحماس في غزة: “إن انتخاب شخصية مثل السنوار وهو من قدامى المحاربين وأحد القادة الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط سيضعنا أمام تساؤل كبير حول طبيعة العلاقة الاشتباكية التي ستكون حاضرة في أي توتر قد يحصل بين الحركة وقوات الجيش الإسرائيلية على الحدود، وسيجعل الإسرائيليين يشغلون تفكيرهم في طبيعة الرد الذي سيكون من حماس على أي قصف على قطاع غزة في قادم الأيام”.
وزعم دانيال بأن انتخاب السنوار لقيادة حماس في غزة سيضع الأوضاع للسير باتجاه التصعيد، والانتقال من الحالة التقليدية السائدة منذ نهاية الحرب عام 2014 إلى حالة مجهولة المعالم حتى اللحظة”.
ويتابع دانيال: “السنوار قبل أن يعتقل وحتى بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية كان أحد عرابي فكرة أسر الجنود لأنه السبيل الوحيد الذي يقود لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
وأكد على أن “وجود السنوار جنبا إلى جنب مع محمد الضيف وخليل الحية، يشكل ثلاثيا لا يبشر بالخير”.
وأشار إلى أن أفضل ما تفعله “إسرائيل” في هذه المرحلة هو دراسة الوضع بعد تولي السنوار دفة القيادة في غزة، ومحاولة البحث عن إجابة للسؤال: في حال نشوب حرب أو حدث إطلاق صواريخ من غزة، ويرد الجيش بإطلاق القذائف المدفعية او الغارات الجوية على أهداف في قطاع غزة كما هو معتاد، كيف ستكون طبيعة رد حماس؟.
في حين قال “آفي يسخروف” المحلل العسكري في موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي: “موقف السنوار “المتشدد” خلال صفقة شاليط والذي رفض في البداية أن يخرج من السجن مطالبا حماس ببذل المزيد من الجهود لإخراج عدد أكبر من الأسرى، وهذا الموقف وحده كفيل بأن يسبب قلقا للقادة الإسرائيليين بعد تعيينه زعيما في غزة”.
وقال “آفي ديختر” رئيس جهاز مخابرات الاحتلال السابق: “تسخير قدرات حماس في تنفيذ عمليات ضد “إسرائيل” قد يكون قريبا وأقرب مما نتوقع بعد اختيار السنوار قائدا للحركة في غزة، ويجب على الجيش الاستعداد لذلك”.
(شبكة القدس الإخبارية)