مقالاتمقالات المنتدى

ماذا تبقى من كلمة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عام (3)

ماذا تبقى من كلمة بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عام (3)

بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)

المسافة بين النصر والمأساة كانت غالبًا بضعة سنتيمترات فقط“. هكذا فهم نتنياهو من الحياة، وكانت هذه الخلاصة المتعلقة بالصبر والمصابرة على ما يريد هي دليله في حياته في سبيل الكيان الغاصب وتأمين وجوده منذ كان طفلا فشابا مقاتلا في سبيل اغتصاب فلسطين وتكوين الكيان المحتل وحتى هذه اللحظة.

فمن يتابع سلوكه في التعامل مع داخل الكيان أو مع داعميه من الأمريكان والغرب عموما وغيرهم من الظالمين في الشمال والجنوب، وتعامله مع الحكام العرب المطبعين، وفي تعامله مع المجاهدين في فلسطين سيجد أن هذه العبارة هي بوصلته في التعامل مع هؤلاء جميعا.

يقدم نتنياهو ديباجة كاذبة عن حبه للسلام وتوقه لتحقيقه في هذا الخطاب كما كل خطاباته المراوغة الكاذبة فيقول: “بصفتي جنديًا شابًا قبل أكثر من نصف قرن، واجهت أنا وزملائي في القوات الإسرائيلية الخاصة خطرًا مميتًا على العديد من الجبهات، في العديد من ساحات القتال. من المياه الدافئة لقناة السويس إلى المنحدرات المتجمدة لجبل حرمون، من ضفاف نهر الأردن إلى مدرج مطار بيروت. هذه التجارب وغيرها من التجارب علمتني تكلفة الحرب.فقُتل أحد زملائي من الجنود بجواري. بينما توفي آخر بين ذراعي. ودفنت شقيقي الأكبر.أولئك الذين عانوا شخصيًا من لعنة الحرب يمكنهم أن يقدروا نعمة السلام على أفضل وجه“.

ثم يؤكد أن ما يمنع تحقق السلام ليس هو أي أي من قادة العدو وحكوماته السابقة أو الحالية وإنما العديد من العقبات التي سببها الشعب الفلسطيني وقياداته، هذهالعقبات على طريق السلام. …على الطريق الاستثنائي نحو السلاملكنه كما قال في خطابهلكنني ملتزم ببذل كل ما بوسعي للتغلب على تلك العقبات، وصياغة مستقبل أفضل لإسرائيل وجميع الشعوب في منطقتنا“. فما هي أهم هذه العقبات؟

في هذا الجزء من خطابه في الأمم المتحدة في العام الماضي الذي يتناوله هذا المقال، نجد نتنياهو وهو ينتقل لمخاطبة الفلسطينيين بعد أن فرغ من عقدة المقاطعة العربية من خلال إصراره على السلام الذي يريده وتحقيقه ذلك مع الحكام العرب، ينتقل لتحديد شروطه لبناء سلام مع الفلسطينيين على غرار السلام العربي التطبيعي الذي عدد النعم من وراءه لكيانه المحتل وللدول المطبعة، فنجده يوجه حديثه أولا لرئيس السلطة الفلسطينية، فيقول:

يجب على الزعيم الفلسطيني محمود عباس التوقف عن نشر المؤامرات المعادية للسامية الرهيبة ضد الشعب اليهودي والدولة اليهودية. فهو صرح مؤخرًا بأن هتلر لم يكن معاديًا للسامية. لا يجوز طرح مثل هذه المزاعم المختلقة.

ويجب على السلطة الفلسطينية أن تكف عن تمجيد الإرهابيين. وعليها أن توقف سياسة الدفع مقابل المجازر التي تنتهجها والتي تقضي بإعطاء أموال للإرهابيين الفلسطينيين مقابل قتل اليهود. هذا أمر مخزٍ للغاية. ويجب أن يتوقف لكي يسود السلام.

يجب رفض معاداة السامية أينما ظهرت، سواء على اليسار أو على اليمين، سواء في قاعات الجامعات أو في قاعات الأمم المتحدة.

ثم يتوجه بالحديث للفلسطينيين عموما وللمجاهدين على وجه الخصوص فيضع أهم شروطه لتحقيق أي سلام مع الفلسطينيين، بكلماته في الخطاب:

لكي يسود السلام، يجب على الفلسطينيين التوقف عن بث كراهية اليهود وأخيرًا المصالحة مع الدولة اليهود اليهودية.

وهنا لا أقصد فقط وجود الدولة اليهودية وإنما حق الشعب اليهودي في أن يكون له دولة خاصة به في وطنه التاريخي، أرض إسرائيل.

واسمحوا لي أن أقول لكم إن شعب إسرائيل يتوق إلى سلام حقيقي. وأنا أتوق إلى مثل هذا السلام.

هذا هو السلام الذي يريده نتنياهو منذ عام أما السلام الجديد فهو ما نراه بأم أعيننا من إبادة وتهجير وتخريب وتدمير في فلسطين ثم لبنان. فلماذا يعتقد نتنياهو أن هذا السلام هو النوع الوحيد من السلام الذي يجب أن يقبله الشعب الفلسطيني والعرب عموما؟ نكمل إن شاء الله في المقال القادم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى