لحصار مسلمي الأويغور.. تعرف على «معتقلات الصين المخفية»
عام 2014 ألقت شرطة شينجيانج بالصينالقبض على “عبد السلام محمد”، البالغ من العمر 41 عامًا، لمجرد أنهم وجوده يردد آيات من الذكر الحكيم في إحدى الجنائز، واقتادوه إلى أحد المعسكرات، وهم يخبروه أنه سيذهب لـ “مدرسة لإعادة التثقيف”ـ
كانت هذه قصة من بين عشرات القصص التي وثقها تحقيق أجرته الـ “بي بي سي” تحت عنوان (معتقلات الصين المخفية.. ما الذي جرى لمسلميالإيغور المختفين في إقليم شينجيانغ؟”، وهو الموضوع الذي أعده الصحفي جون سادوورث، وكشف من خلاله عن كيفية اعتقال الآلاف من مسلمي الإيجور، ولكن تحت مسمى إعادة تثقيف في المدارس.
الإيغور هم مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية ( التركستان)، ويعدون أنفسهم أقرب عرقيًا وثقافيًا لأمم آسيا الوسطى.
ويشكل الإيجور -بحسب بي بي سي- نحو 45 في المئة من سكان شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة.
لم يكن “عبد السلام” هو الوحيد الذي تم احتجازه تحت شعار إعادة التثقيف، وإنما سبقه الآلاف مثله فهناك سيدة اقتديت ايضًا بعد أدائها مناسك الحج، وآخر وجودوا معه صورة سيدة منتقبة..
أما المسجد هناك فتحول لما يشبه المتحف، بحسب ما ورد بتحقيق “بي بي سي” الذي كشف أيضًا عن أن مساحة تلك المعسكرات أكبر بكثير على أرض الواقع مما تبدو وتظهر عليه عبر خرائط جوجل التي تستخدم خاصية الأقمار الإصطناعية.
بينما تتهم جهات عديدة الصين باحتجاز مئات الآلاف من الأيجور المسلمين دون محاكمة في إقليم شينجيانج، تنفي الحكومة الصينية هذه الاتهامات وتؤكد أن الإيجور يذهبون للمعاهد التعليمية طواعية.
واجه معد التحقيق ومن معه صعوبات كبيرة سواء في السير بسيارتهم نظرًا بعد تتبع الشرطة لهم بين الحين والآخر، أو حتى الحديث مع المواطنين الذين تم تلقينهم تعليمات بمنع التواصل مع الصحافة.
ففكر الصحفي بإجراء اتصالات بأرقام عشوائية، وحينما حاول الاستفسار عن تلك المنشأة الكبيرة ذات الأبراج الـ 16 التي تصر السلطات على منعه من تصويرها، كان الرد يأتيه واحدًا: “إنها مدرسة إعادة تثقيف”.
إلا إنه تحقيق الـ “بي بي سي” استشهد بـوثائق عثر عليها الأكاديمي الألماني أدريان سينتس، تفيد بوجود مناقصات تدعو من خلالها الحكومة المحلية في شينجيانغ المقاولين للتقدم بعطاءاتهم لتنفيذ مشاريع تشييد المعسكرات.
وجاء بالتحقيق المنشور أن “تلك الوثائق تحتوي على تفاصيل انشاء أو تحوير العشرات من المنشآت في أرجاء شينجيانغ، وفي العديد من الحالات، تدعو المناقصات إلى تركيب معدات أمنية متخصصة كأبراج المراقبة والأسلاك الشائكة وأنظمة المراقبة وغرف الحرس..وعندما قام تسينتس بالتوفيق بين هذه الوثائق ومصادر اعلامية أخرى، توصل إلى نتيجة مفادها أن مئات الآلاف – وربما مليون – من الإيغور وغيرهم من أفراد الأقليات المسلمة قد يكونون احتجزوا من أجل إعادة تثقيفهم”.
وقال مُعد التحقيق: “بالطبع، لا تشير الوثائق إلى المنشآت على أنها معسكرات اعتقال أبدا، بل تصفها بأنها مراكز تعليمية أو، في ترجمة أكثر دقة، “مراكز إعادة تثقيف”.
كشف التحقيق عن لافتات وضعت على أبواب المعسكرات أو المدارس كما يتم تصديرها للرآي العام العالمي، تحث المواطنين إلى ما يجب عليهم أن يقولوه للغرباء، أو لآي شخص يسألهم عن تلك الأماكن.
التقى معدو التحقيق أيضًا بمواطنين يقطنون حاليًا بالخارج، ووثقوا شهادتهم حول الانتهاكات وسوء المعاملة وغسيل المخ والإختفاء الذي تعرضوا لهم هم أو أفراد أسرهم.
رسم بياني يوضح مساحة المنشآت الأمنية الجديدة المشيدة في إقليم شينجيانج بين عامي 2011 و2018..
(المصدر: تركستان تايمز)