كلمات في الطريق (866)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- الدعوةُ إلى دينِ الله رسالةُ الأنبياءِ عليهم الصلاةُ والسلام،
ولا نقولُ إن بعضَهم لم ينجحْ في دعوته،
فإنهم قاموا بواجبهم كما ينبغي،
وبلَّغوا دينَ الله بالحكمة، مع حِلمٍ وصبرٍ جميل،
ولكنْ لم يستجبْ لهم كثيرٌ من الناس،
على الرغمِ من المعجزاتِ والدلائلِ الكافيةِ التي رأوها منهم،
فالسببُ ليس منهم، ولكن من الناس،
وقد ميِّزَ الله بأنبيائهِ الصالحَ من المفسدِ منهم،
ويكونون شهداءَ عليهم يومَ القيامة.
- لو جمعنا ما أنفقنا من ساعات في الخلافات الفرعيةِ التي لم تأتِ بجديد،
لجاءتْ في مئاتِ الساعات، بل مئاتِ الليالي والأيام.
ونحن نندمُ من بعد، ونقول: ليتنا أنفقناها فيما ينفع، وفيما نتفقُ عليه.
فهل يدركُ الشبابُ هذا،
ويستغلون أوقاتهم فيما ينفع،
ويبتعدون عن الخلافِ بقدرِ ما يمكن؟
- السعادةُ ليست بيدك،
فإنك تجمعُ مالًا، وتعلو منصبًا،
ولكن لا تستطيعُ أن تمنعَ موتًا أو مصيبة.
فإنها لا تكونُ إلا أن يشاءَ الله.
ودوامُ السعادةِ ليس من مصلحةِ الإنسان،
فإن صاحبَها يَبطرُ ويَفسدُ بذلك،
وينسى المنعِمَ عليه.
- ما لم يكنْ صالحًا، يكونُ طالحًا،
فيأخذهُ الطيشُ والسفه،
ويَخسرُ حياتَهُ الدنيا وآخرته،
ما لم يعدْ إلى رشده.
فعليكَ ببيوتِ الله، والرفقةِ الصالحة، وأهلِ العلمِ الصالحين، ومجالسِ الحكماء،
فإنهم الألبّاءُ العقلاء،
أهلُ الدنيا والآخرة.
- الحضارةُ اسمٌ جميل،
وكأنها تبعثُ على التفاؤلِ والسعادة،
والحقُّ أن فيها كدرًا كثيرًا،
حيثُ يكونُ فيها تدخلٌ كبيرٌ من الإنسان،
ومتى ما خرجتْ من حكمةِ الدينِ انحرفت،
وصارتْ خطرًا محدَقًا،
قابلةً للانهيار.