كلمات في الطريق (728)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بالمنتدى)
- إذا حلَّ القدَرُ انتهتِ الفلسفات،
وهكذا، فحكمُ الله هو الغالب،
والكلمةُ الأخيرةُ لما قدَّرَهُ الله.
وقد يكونُ هذا خارجَ عملِ الإنسانِ وفرَضياتهِ وتقديراته.
وعليه أن يعتبر من هذا،
ويعلمَ من هو سيِّدُ القدَرِ في حياته؟
- لو نادى مناد: تعالَوا إلى كنوزٍ تنفعُكم عند شيبتكم،
لمـّا تفقدون الأملَ في مالٍ وولدٍ وعمل،
لهرعَ الناسُ إلى تلك الكنوز،
كما يضاعفون عملَهم اليومَ لتأمينِ حياتهم،
من أمراضٍ خطيرةٍ وسكنٍ وراحةٍ أيامَ العجز.
وهكذا يفعلُ المؤمنون لتأمينِ ما بعد حياتهم،
فإنهم يؤمنون بحياةٍ عادلةٍ في اليومِ الآخِر،
عندما يُجازَى كلٌّ على ما قدَّمَ من عمل.
- لا يتصوَّرُ أن يقدِّمَ أحدُهم خدمةً لآخرَ وهو نفسهُ بحاجةٍ إليها،
كمن يتصدَّقُ بمالٍ على محتاجٍ وهو نفسهُ بحاجةٍ إليه.
وهذا صنفٌ من البشرِ قليلٌ وجوده،
وهذا الخُلقُ عال، لا يتصفُ به إلا المحسنون المؤثِرون على أنفسهم،
أخلاقٌ نفيسة، كمعادن، على درجاتٍ في نفاستِها.
- يا بنتي،
إذا عملتْ صديقتُكِ عملًا طيبًا،
وتنشَّطتِ أنتِ لهذا العمل،
فعملتِ كما عملت،
وزدتِ عليها،
فإنه يدلُّ على همةٍ طيبة،
وحبٍّ للخيرِ متأصلٍ في النفس،
ففي ذلك يتنافسُ المتنافسون.
- أعلمُ يا بنتي أن مساءكِ مثلُ صباحكِ،
وليلَكِ مثلُ نهارك،
فعملُكِ للمنزلِ والأولادِ هو نفسه،
وكانت أمكِ كذلك معكم،
وهذا دأبُ الأمِّ يا بنتي،
وثوابها عند الله عظيم،
ولا يُنكِرُ منزلتَها وقيمتَها إلا عاقّ.