مقالاتمقالات المنتدى

كلمات في الطريق (607) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

كلمات في الطريق (607)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

  • المسلمون يتآلفون لأن عقيدتهم واحدة، وإن كانت عاداتهم مختلفة، وبلادهم بعيدة.

ولأن شريعتهم واحدة، فالحلالُ عندهم واحد، والحرامُ كذلك.

وآدابُ المجالسِ والكلامِ والحياةُ الاجتماعيةُ عمومًا متقاربة.

ولذلك لا يجدُ أحدهم حرجًا إذا كان في بلدٍ إسلامي،

فلا تختلفُ عليه إلا أمورٌ قليلة، كاللغة، والبيئة، والأصدقاء..

  • إذا تحيَّرَ المسلمُ كيف يخططُ لحياتهِ ويكيِّفُ أوقاتهُ وينظِّمُ سلوكه،

فليقرأْ سيرةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم،

وسيرةَ أصحابهِ رضوانُ الله عليهم،

وليركزْ على الشمائلِ النبوية، والأخلاقِ والآدابِ عند الصحابة،

وليعرِّجْ على سيرِ وأخبارِ أعلامِ هذه الأمةِ المباركةِ أيضًا،

من مثلِ عبدالله بن المبارك، والسفيانين، وأئمةِ الفقهِ والحديث، والإمامِ النووي،

وآخرين مثلهم، رحمهم الله جميعًا.

ومن فكرَ في هذا وبحثَ فيه،

فسيخرجُ بأفضلِ برنامجٍ إسلاميٍّ له في الحياة، علمًا وعملًا وأدبًا،

وإذا كان ذلك تحت إشرافِ عالمٍ عامل، فهو أفضلُ وأجلّ.

  • كم هو صعبٌ على الغنيِّ أن يفلس،

بعد أن كانت خزائنه مملوءة، وأسهمهُ عالية!

ولكن لا يبعدُ أن يعودَ غنيًّا،

فما زالَ المجالُ مفتوحًا، والدنيا لم تغلقْ أبوابها أمامه.

لكن الذي لا يُرجَى غناهُ هو الذي انتهتْ لحظاته، وتوقفت أنفاسه، فلا تُرجَى حياته.

ومثلهُ الذي كثرتْ سيئاتهُ حتى طغتْ على حسناته،

ولا مجالَ بعد ذلك للاستدراكِ على نفسه،

فما عادَ ينفعُ عمل، ولا درهمٌ ولا ذهب.

  • من تأملَ هذه الدنيا علمَ أن الزمنَ يعملُ فيها،

وأنها تمضي في كلِّ يومٍ وكأنها تمشي!

مثلُكَ أيها الإنسان!

ولا بدَّ أنها ستتعبُ في يومٍ من الأيام، وتقفُ عند محطة،

مثلُكَ أيها الإنسان،

فلكلِّ شيءٍ نهاية،

وللعالمِ نهاية،

فلا تتعلقْ بالدنيا أيها العاقل،

ولا تأملْ حياةً طويلة،

وفكِّرْ بما بعدها،

وأين تكون، وكيف؟

  • السيرُ في الحديقةِ صباحًا،

والنظرُ في اخضرارِ الأشجارِ وألوانِ الزهرِ وجري الماء،

خيرُ وسيلةٍ للتخلصِ من جمودِ العينِ وإطباقِ الشفتين وتمعُّرِ الوجهِ وعبوسه،

لمن يعاني من ذلك.

ومن لم يجد، فيكفيهِ الوضوء، وقراءةُ القرآن، وصلاةُ الضحى،

فإن كلَّ ذلك يَذهبُ عنه،

بل هو أولَى، لفوائدَ أخرى فيه،

ومن جمع بين التنزُّه والرياضةِ والذكر،

فذلك فضلُ الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى