كلمات في الطريق (605)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- الحقُّ وما اتصلَ به أمانةٌ ثقيلة،
ومن رامَهُ فقد أحسنَ ونبل،
وصارَ صديقًا لأهلِ الخير،
وقريبًا من أهلِ الصلاح،
وناشدًا للإصلاح،
وجعلَ رغباتهِ تبعًا لهدفه،
ووضعَ رسالتَهُ أمامَ عينيه،
وإذا بقي ثابتًا على الحقِّ فقد صارَ جبلًا راسيًا،
وهمةً راسخة.
- يمكنُ أن تؤجلَ عملًا إذا كنتَ تعلمُ أنك ستؤديهِ في وقتهِ مرةً قادمة،
ولا يختلُّ بتأخيرهِ نظامُ العمل، ولا يقلُّ إنتاجهُ به.
أما إذا أجلتَ كلَّ أعمالِكَ أو أكثرها، وتكررَ ذلك منك،
فلا يبررهُ لكَ أحد،
ولا يستقيمُ بذلك أيُّ عمل.
واعملْ لدينِكَ أيها المسلمُ كما تعملُ لدنياكَ وأكثر،
فإنكَ لا تعلمُ متى يأتي أجلُك.
- لولا الشعورُ بالمسؤولية، وخوفُ الحسابِ عند المسلم،
ثم خشيةُ الآخرين من المحاكمةِ أو نقدِ الآخرين،
لكتبَ من شاءَ ما شاء،
وغَلبَ الغثّ،
وامتلأتِ الرفوفُ بالكتبِ التافهة،
وبالكذبِ والفجورِ والمؤامراتِ دونَ حساب،
وطغتْ على الكتبِ الجادَّة.
- لو سهلت الكتابةُ على بعضهم لأفسدوا أكثر؛
لأن أفكارهم سقيمة،
ونياتهم فاسدة،
ويريدون أن يفسدوا الآخرين كما فسدوا،
وينشروا الفسادَ في الأرض،
فالكتابةُ لسانٌ آخر،
له مجتمعه الثقافي،
وتأثيره لا يخفى،
والكاتبُ السيِّئُ يخرِّبُ الأفكار،
ويفسدُ القلوب،
ويورثُ الفتنة.
- من اشرأبتْ نفسهُ إلى المناصب،
فلتَسْمُ أولًا نحو معالي الأخلاق،
فإن المنصبَ تعاملٌ وخدمةٌ للناس،
ومن لم يُحمَدْ خُلقهُ لم ينفعْ لمنصب،
فإذا اعتلاهُ لم يكنْ مرحَّبًا به،
وكثرتْ فيه ألسنةُ الناس.