كلمات في الطريق (566)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- فراقُ الأهلِ والأحبةِ في هذه الدنيا فراقٌ صغير، على الرغمِ من آلامه،
والموتُ فراقٌ كبير، فلا لقاءَ ولا كلامَ بالوسائلِ في هذه الحياة،
ومن أحبَّ أن يجتمعَ بأحبابهِ في روضاتِ الجنات،
{فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
- الأسماكُ لا تفكرُ في الطيرانِ في الجوّ،
كما لا تفكرُ الطيورُ في السباحةِ في الماء،
فلكلٍّ مجالهُ الذي خُلِقَ له.
وهكذا الذكرُ والأنثى،
فقد خلقهما الله هكذا، وفطرَ كلًّا منهما على أمورٍ تخصُّهما،
فلا يتشبَّهْ أحدُهما بالآخر، ولا يتمنَّ ما عندهُ من ميزاتٍ دونه،
فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له، وكلٌّ يعملُ على شاكلته.
- الصلحُ والتفاهمُ أمرٌ مرغوبٌ ومعمولٌ به عند أهلِ الفضلِ والحجا،
حتى يعيشَ الأهلُ والجيرانُ والمجتمعُ في أمنٍ ومحبةٍ وتعاونٍ وسلام.
ولا يبتعدُ عن هذا الأمرِ إلا من بيَّتَ غدرًا،
أو أكنَّ مصلحة، أو آثرَ هوًى ووقيعة،
أو كانت طبيعتهُ إجرامية.
- الذكاءُ والمكيدةُ والكذبُ لا تنقذُ المرءَ كلَّ مرة،
فالقدرُ بالمرصاد، وعينُ الله لا تنام،
ومن عبرِ التاريخِ وتجاربِ الحياةِ نعلمُ أن المحتالين يقعون في قبضةِ العدالة،
مهما كانت حيلَهم خفيَّة.
فالاستقامةُ هي المطلوبة،
والنجاةُ في الصدقِ والصبرِ ولو بعد حين.
- لقد انتشرَ الفسادُ والظلمُ في الأرض،
حتى غدتِ المصلحةُ هي الأساسَ في العلاقاتِ الدولية، وليس العدل والسلم.
وهذا من إرهاصاتِ الحروب، ومؤشراتِ الخراب.
ومن أسبابِ هذا الفسادِ انتخابُ الشعوبِ الحكامَ ذوي الميولِ العنصريةِ والحاقدة،
وطلبُ المزيدِ من الرفاهيةِ والغطرسةِ على حسابِ أصحابِ الحقِّ الفقراء.