كتب وبحوث

كتاب في مزاعم الإرهاب الإسلامي والمشروع الحضاري للمنطقة

كتاب في مزاعم الإرهاب الإسلامي والمشروع الحضاري للمنطقة

عرض مهند العربي

الكتاب: “فصول في مزاعم الإرهاب الإسلامي والمشروع الحضاري للمنطقة العربية”
المؤلف: السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق
أستاذ القانون الدولي
صادر عن: مكتبة جزيرة الورد- ٢٠٢٠ الطبعة الأولى
عدد صفحاته: ١٧٦صفحة

 

عبد الله الأشعل كاتب وأستاذ جامعي مصري قبل أن يكون ديبلومسيا خبر العلاقات الدولية ومحدداتها عن قرب، في بلاد تعتبر هي قلب العرب النابض، ليس فقط لحجمها وموقعها الاستراتيجي وإنما أيضا لتاريخها السياسي والإنساني.

 

اشتهر الأشعل مثله مثل غالبية المصريين بمناصرته للحق الفلسطيني، وللمقاومة الفسطينية، وقد تحدث بذلك في مختلف وسائل الإعلام ومراكز البحث.. لكن أيضا عرف بخبرته بالسياسات الدولية واتجاهاتها في علاقتها بالعالمين العربي والإسلامي، وفي هذا الإطار يتنزل كتابه عن الظاهرة الإرهابية، التي يرى أنها تمثل مدخلا للنيل من الإسلام والمسلمين..

 

ملاحظات أولية

 

يناقش كتاب “فصول في مزاعم الإرهاب الإسلامي والمشروع الحضاري للمنطقة العربية” موضوع الإرهاب المزعوم وما يتعلق به من قضايا سواء بمصر والعالم العربي أو بأوروبا والغرب، فقد حاول الكاتب من خلاله مناقشة هذا الموضوع الأكثر جدلا وأسبابه ودوافعه وطرق علاجه، وتم تقديم عدة أطروحات من جانب المؤلف في إطار جامع وشامل وبرنامج متكامل، وهو ما أشار إليه الكاتب بقوله “إن هذا الكتاب يمثل برنامجا متكاملا لإعادة الاعتبار للعالم العربي والإسلامي وعلاقتهما بأوروبا، وتبديد كافة المزاعم التي ألصقت بالإسلام استنادا لتوريط أبنائه في مخطط إجرامي يهدف إلى أن يكون الشباب المسلم وقودا في ساحات الإرهاب.

فالكتاب يعد صفحات من الأفكار التي من شأنها أن تعيد الشباب المسلم إلى جادة الطريق ورفض العنف والعودة إلى العقل، عن طريق المراجعات الشجاعة والشاملة، لإعادة رسم خريطة جديدة وجسور من التعاون المثمر بين الغرب والعالم الإسلامي، بالشكل الذي يخلص الغرب من عقدة الحروب الصليبية ويخلص المسلمين من براثن المؤامرة والأحقاد والإرهاب ويدفع الجميع إلى استشراف مستقبل جديد آمن، وعلى أساس من الأمن والسلام والرخاء للجميع بدلاً من أن يكون لأوروبا على حساب شقاء العالم العربي والإسلامي طبقا لما أورده الكاتب في مقدمة كتابه.

ويبدو أن الكاتب يحاول من خلال هذ المؤلف تغيير قواعد اللعبة وتقديم رؤية جديدة في هذا الإطار، ومعالجة غير تقليدية لأزمة عالمية تواجه الجميع وهي المتعلقة بالإرهاب وأسبابه ومعالجته وتغيير قواعد اللعبة، بدلا من المعادلة الصفرية إلى المعادلة الإيجابية التى يكسب فيها الجميع، وبذلك يسهل الوصول إلى صلب الداء الذي تكاد أعراضه أن تفتك بالحضارة المعاصرة.

ويشير الكتاب إلى أن العالم اليوم تجاوز فكرة الإسلاموفوبيا إلى محاربة الإسلام والمسلمين، محاولا تفكيك المقولات الخاطئة والتي حكمت سياسات الغرب وحكومات العالم الإسلامي حتى اختلطت الاوراق وترتب عن ذلك هذه المأساة الكبرى التي يشهدها العالم حسب وصف الكاتب، والتي تمتهن فيها كرامة الإنسان وحقوقه في الحياة والأمن، مؤكدا على أن هذا الكتاب هو عبارة عن أفكار تحتاج إلى حوار مفتوح ومستنير بحيث يدرك كل طرف أن الرجال تعرف بالحق وليس الحق يعرف بالرجال وأن الحقيقة فوق الجميع.

ملفات وقضايا

ويمكن تقسيم الكتاب إلى ستة ملفات أساسية ناقشت عدة قضايا مختلفة، والتي تصب في النهاية في موضوعه الرئيسي حول الإرهاب.

الملف الأول يتناول التيار الإسلامي بشكل عام من خلال الدعوي والسياسي والجدل حول الشريعة الإسلامية والحد الفاصل بين حرية التعبير وازدراء الأديان.

أما الملف الثاني فيتناول جوهر موضوع الكتاب، وهو الإرهاب من خلال ما أورده الكاتب من قبيل القول الأخير فيما شاب الإرهاب من أساطير، والمشروع الحضاري الإسلامي وحماية العالم من الإرهاب وصناعة الإرهاب الإسلامي ولعبة الإرهاب وفنون تغييب الألباب الإسلاموفوبيا.

وفي الملف الثالث يتعرض الكاتب للهجرة غير القانونية، من خلال البعد الغائب في المعالجة الأوروبية لقضية الهجرة غير القانونية، وكذلك النموذج المطلوب لمعالجة هذه الهجرة.

أما الملف الرابع فكان الحديث فيه عن الجهاد، حيث يتناول محاولات تشويه الجهاد في القرآن وتوظيفه لضرب الإسلام والمسلمين ومعنى الجهاد في الثقافة القرآنية، والعائدين من جنة الجهاد والجهاد القرآني والجهاد الجاهلي وداعش وإسرائيل وداعش في نظر القانون الدولي.

ويناقش الكاتب في الملف الخامس علاقة المسلمين بالإسلام وعظمة الإسلام وانحطاط المسلمين، ويتساءل: لماذا تقدم الغرب وأصررنا نحن على التخلف كمسلمين وعرب؟ ويتحدث عن مخاطر مسايرة الغرب حول بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، ويسأل: هل يهدد المسلمون حقا غيرهم؟

أما الملف السادس والأخير فيعرج فيه على علاقة إسرائيل بالإسلام والمقدسات الإسلامية والإرهاب، والكيد الصهيوني للإسلام والمسلمين والتداعيات القانونية والسياسية لقانون الدولة اليهودية والقدس بين الطابع الديني والسياسي.

ملاحظات مهمة

وقبل الدخول في تفاصيل الكتاب يمكن الإشارة إلى بعض الملاحظات، من قبيل الإسهاب في عناوين الموضوعات التي تم تناولها، بحيث بلغت ٣٢ عنوانا، وهى هنا أقرب إلى المقالات منها إلى وحدة كتاب يناقش مهما مثل موضوع الإرهاب، وهنا كان من المستحب تكثيف هذه العناوين الكثيرة في فصول وأبواب محددة، ويمكن تناول التفاصيل بداخلها إذا كان ولابد من هذه التفاصيل، بمعنى تحديد محاور أساسية يدور حولها الكتاب ولكن طرح الموضوع بهذه السيولة ربما يؤدي إلى تشتت ذهن القارئ.

النقطة الأخرى تتمثل في عدم وحدة الموضوع الذي يتم تناوله وعدم حصرها في مساحة محددة، بمعنى تناول موضوع ما من خلال ثلاث محاور مثلا في مساحة معينة، ثم يعود الكاتب لنفس الموضوع في منطقة أخرى وتحت نفس العنوان، وهو ما يؤثر على وحدة وبنيان الفكرة التي يتم مناقشتها، وكذلك تشتت القارئ، وهذا ما تم رصده في معالجة مواضيع مثل الإرهاب ومزاعم الأساطير وكذلك الجهاد على سبيل المثال.

ومن هنا فإنني سأعمل في عرضي لهذا الكتاب المهم في موضوعه ومراميه، إلى اعتماد وحدة الموضوع لكل ملف ناقشه الكاتب وجمع شتات هذا الملف وما انتهى إليه في معالجته للظاهرة الإرهابية، وطريقة التعاطي الدولي معها.

الدعوي والسياسي

يبدأ الكاتب تفاصيل كتابه من خلال الملف الأول بتناول الدعوي والسياسي لدى التيار الإسلامي، وتحديدا في تونس، منطلقا من تجربة حركة النهضة الإسلامية، مشيرا إلى الجدل الدائر منذ ثورات الربيع العربي وظهور التيار الإسلامي وثقله في الشارع ، معتبرا ما قامت به حركة النهضة نقلة حاسمة في تاريخ التيارات الإسلامية بالعالم العربي، متناولا ذلك من خلال عدة حقائق منها نشأة الجماعات الإسلامية وفي القلب منها جماعة الإخوان خلال القرن العشرين.

 

الحرب على الإرهاب لا تحمي فقط العالم المتقدم، وإنما أيضا تحمي العالم العربي والإسلامي، الذي قال بأنه دفع ثمنا باهظا من نمائه وأمنه واستقراره،

والحقيقة الثانية هي التماس بين هذه الجماعات والحكومات وهو ما أدى إلى الكثير من الإساءة، خاصة لهذه الجماعات وما عانته من سجون ومعتقلات وغيرها، أيضا هناك بعض الحقائق الأخرى التي أشار إليها الكاتب من قبيل شجاعة الإخوان في الدفاع عن فلسطين وأثر نشأة “اسرائيل” على العلاقة بين الحكومات وهذه الجماعات ومخاوف الغرب منها والوجود الاسلامي في الشارع العربي بعد ثورات الربيع.

ثم تطرق الكاتب إلى الجدل حول الشريعة الإسلامية والهجوم الحاد من جانب الليبراليين واليساريين على التيار الإسلامي في مصر، والذي وصل حد ازدراء الأديان، مدللا على ذلك بقوله “يدور في مصر جدل عنيف بين فريقين أحدهما إسلامي والآخر فريق يضم الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين واليساريين، الفريق الأول يضم شعبة من المتحمسين لتطبيق الشريعة دون أن يفهموا المعنى تماما، أما الفريق الثاني فإن فيه شعبة واسعة ممن لا ينتمون إلى هذه الفرق ولكنهم يتأثرون بالجدل تأثرا سلبيا”، ويتناول ما دار بشأن تطبيق الشريعة والجدل حول هذا الأمر ما بين الرفض والحماس وآلية تفعيل ذلك.

ويتطرق الكاتب إلى نقطة هامة، وهي الحد الفاصل حسب تعبيره بين حرية الرأي وازدراء الأديان، ويدلل على ذلك بقوله “في أوقات الانحطاط السياسي والاجتماعي يتجرأ البعض على الدين وثوابته  مادام العقاب شديدا إذا تجرأت على نقد السلطة وفساد نظامه فلا يجد إلا الدين لكي يفرغ شحنته”، مشيرا إلى جرأة اليبراليين والعلمانيين بمصر على الدين والنيل منه، لافتا إلى نماذج عدة في هذا السياق، ومؤكدا أن هذا يدفع الشباب إلى الدفاع عن دينه بطريقة أو بأخرى وهنا يعتبروه إرهابيا.

أساطير الإرهاب

تحت عنوان “القول الأخير في ما شاب الإرهاب من أساطير” يتناول الكاتب منابع الإرهاب من خلال أربعة  مصادر، الأول يتمثل في “اسرائيل” والثاني في الحكام العرب والثالث في نهب الثروات على يد الغرب والرابع مشترك بين الحكام العرب والغرب من خلال ساحات الصراع المختلفة، ويقول “معنى هذا أن الإرهاب صناعة إما باستبداد الحكام وإما كأداة لسياسة خارحية لبعض الدول العربية والغرب”.

وحذّر الأشعل من أن إشاعة اليأس لدى الشباب وعدم القدرة على صناعة أمل له بالحياة، يفسح المجال لتنامي الأفكار المتطرفة واليائسة.

ولا يقف الكاتب في تناوله للظاهرة الإرهابية التي لا تزال تمثل التحدي الأبرز للمجتمع الدولي، عند ضبابية المفهوم والاختلاف في تحديد منابع الإرهاب، وإنما يتجاوز ذلك لتقديم الطرق المثلى لتطويق الظاهرة الإرهابية.

ومن بين الحلول التي يراها الأشعل سبيلا للحد من تنامي الظاهرة الإرهابية، انحياز الغرب لصالح الشعوب وليس الحكومات، بالإضافة إلى وجود برلمانات جادة لمساءلة حكوماتها وممارسة الضغط على إسرائيل ككيان إرهابي.

ويعتقد الكاتب أن الحرب على الإرهاب لا تحمي فقط العالم المتقدم، وإنما أيضا تحمي العالم العربي والإسلامي، الذي قال بأنه دفع ثمنا باهظا من نمائه وأمنه واستقراره، فمن أضرار الإرهاب ضياع ثورات الربيع العربي واتهام الإسلام كدين بأنه دين إرهابي والإضرار بالأقليات الإسلامية والإساءة لمفاهيم الجهاد وغيرها من الأضرار والتداعيات الأخرى.

ويرى الكاتب أن هجرة الشباب العربي إلى الغرب بشقيها القانوني وغير القانوني، قد أسهمت في تعميق أزمة ضبابية الظاهرة الإرهابية، بالنظر إلى حالة اليأس التي تعيشها هذه الشريحة المهمة من المجتمعات العربية والإسلامية، ثم بالنظر أيضا إلى شعورهم بالظلم جراء المواقف السلبية لعدد من الدول الغربية من القضايا التي تخص العالمين العربي والإسلامي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

محاولات محو الجهاد

أما الملف الرابع فيتحدث فيه عن الجهاد، ويشير إلى محاولات تشويه الجهاد في القرآن وتوظيفه لضرب الإسلام والمسلمين ومعنى الجهاد في الثقافة القرآنية والعائدين من جنة الجهاد والجهاد القرآني والجهاد الجاهلي وداعش وإسرائيل وداعش في نظر القانون الدولي.

وتطرق إلى محاولات محو فريضة الجهاد لدى المسلمين خاصة بعد قيام “إسرائيل” ودعم الغرب لها، وعليه كانت هناك محاولات لحذف آيات الجهاد وشطب أسماء الفاتحين الكبار بدعم التوجهات العلمانية بالعالم الإسلامي، في محاولة لطمس التاريخ الإسلامي الحقيقي ووصمه بالعنف والإرهاب.

ثم يتعرض الكاتب لما أسماه بالقضية الخطيرة وهي العائدون من “جنة الجهاد”، مطالبا العالم الإسلامي بضرورة البحث عن حلول لأولئك الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان والعراق والشيشان وسوريا وغيرها من مناطق النزاع الملتهبة، مؤكدا أنه يقدم بلاغا بشأن هذه القضية لعل التيارات الإسلامية والمنظمات الجهادية والحكومات تتفق على خطة ومنهاج لحماية الشباب، سواء من الموت في بلاد غريبة أو السجن بمعتقلات السلطة بالدول التي يعودون إليها رغم ضلوع السلطة في ذهابهم الى هذه المناطق، كما هو الحال في أفغانستان، مشيرا إلى مصر كمثال وتعاملها بشدة مع هؤلاء رغم دعمها لسفرهم.

داعش وإسرائيل وصفقة القرن

يتناول الأشعل تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” من زاوية القانون الدولي ومن خلال قرارات مجلس الأمن بشأنها، حيث لا يمكن اتخاذ أي قرارت بشأنها لأنها كمنظمة ليست مدرجة ضمن الكيانات التي يصدر بشأنها مجلس الأمن قرارت، ولكن تتعامل مع أشخاص بها كما جرى مع أبو بكر البغدادي وغيره من قيادات “داعش” والقاعدة خاصة بعد أحداث 11 من أيلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبشان رؤية القانون الدولي لـ “داعش” يقول الكاتب: “الوصف القانونى لداعش أنها منظمة وليست دولة مما يجعل وضعها في سياق القانون الدولي الراهن قياسا على قواعده الحالية أمرا صعبا وربما نحتاج إلى وضع قواعد جديدة لمواجهة هذه الظاهرة الجديدة”.

 

“إن الغرب صار يتحلى بخلق الاسلام بينما المسلمين هم من تخلوا عنها وصاروا غير جديرين بالإسلام”.

وأضاف: “المعلوم عن داعش للناس أقل بكثير من حقيقتها، ويبدو أنها ظاهرة وليست تنظيما، بدليل أن كل من يشعر بالظلم في أرجاء العالم العربي يشعر بأن داعش هي الأقرب إليه وأنها تأخذ بثأره من جلاديه، ولذلك يتم القبض على أشخاص يتهمون بأنهم تابعون للتنظيم، علما بأن التبعية ليست لها سجلات وإنما ربما بإعلان المواقف المؤيدة لداعش، خاصة وأن داعش ليست حركة مستوردة من الخارج إنما هي على الأرجح بقايا نظام صدام حسين”.

ويطالب بحل المشكلة من خلال التعامل معها كظاهرة شاملة شارك فيها المسلمون والغرب لكي تحارب معاركهم، وأن “إسرائيل “هي المحرض الأساسي لهذه الفوضى التي كان من نتيجتها اتهام العرب والمسلمين بالعنف.

وهنا يتطرق إلى علاقة “داعش” بإسرائيل وإعلانها أنها تتخوف من مخاطر “داعش”، مؤكدا أن مثل هذا الإعلان له أهداف مدروسة ولا يجوز أن يمر مرور الكرام، بالإعلان عن وجود “داعش” في سيناء وقتالهم للجيش المصري، وطول مدة الحرب أتاح لإسرائيل أن تطور نظريتها القديمة لسيناء ، وهي إقرار مصر بمحاربة “داعش”، وهذا يعد تمهيدا لإنشاء منطقة عازلة بسيناء لحماية أمن إسرائيل.

عظمة الإسلام وانحطاط المسلمين

ويختتم المؤلف كتابه بمناقشة علاقة المسلمين بالإسلام وعظمة الإسلام وانحطاط المسلمين، ولماذا تقدم الغرب بينما تخلف العرب والمسلمون؟

استعرض الكاتب العلاقة بين الإسلام والمسلمين وتراجع وانحطاط المسلمين وابتعادهم عن عظمة الإسلام، وهو ما يحدث كلما تباعد الزمان حسب الكاتب، مستعرضا قوة الدولة الإسلامية وتكريم الله للمسلمين واعتزاز العرب بلغة القران الكريم وقدرة الإسلام على النفاذ إلى الأمم الأخرى، والتي دافعت عنه وحققت مجدا كبيرا من خلاله كما حدث مع الدولة العثمانية.

ولكن الكاتب يشير إلى أن العد التنازلي بدأ بانكماش العالم الإسلامي بعد الحرب الصليبية ثم  الاستعمار الغربي وأخيرا الصهيونية.

يقول الكاتب: “لقد بلغ الهوان غايته هذه الأيام فيما نراه من اقتتال المسلمين في أراضي المسلمين  بأسلحة الغرب وخططه”.

ويضيف: “إن الغرب صار يتحلى بخلق الاسلام بينما المسلمين هم من تخلوا عنها وصاروا غير جديرين بالإسلام”.

ويعرج الكاتب في ختام كتابه على علاقة إسرائيل بالإسلام والمقدسات الاسلامية والإرهاب والكيد الصهيوني للإسلام والمسلمين والتداعيات القانونية والسياسية لقانون الدولة اليهودية والقدس بين الطابع الديني والسياسي، مشددا على أن فلسطين ستظل جوهر الصراع العالمي عامة وأنها الحل العادل لها بإعادتها لأصحابها هو مدخل لأي سلام واستقرار في المنطقة والعالم.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى