في قراءة لمنعطفات التاريخ الإسلامي وعبر مختلف مراحله وما تبلور داخله من صراعات تظهر على السطح أدبيات المؤامرة كمفسر للكوارث والعطالات في كثير من الأحيان حيث أن التفسير بالمؤامرة عبر تعدد استراتيجيات استعمالها هي وسيلة تمترس للتيارات السياسية والفرق الدينية لشرعنة وجودها عبر عملية شيطنة غيرها وإضافة لهذا الطابع الموروث فإن تطور وسائل تناقل المعلومات بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في عصرنا الحالي قاد إلى ارتفاع حدة الجاذبية للتفسير بالمؤامرة الذي أصبح طابعا مميزا للخطاب العربي والإسلامي المعاصر بخاصة. حيث أن نظرية المؤامرة أصبحت من المتداول اليومي في مجال هذا الخطاب.
وفي هذا الكتاب سيتم التطرق لأهم منعطفات التفسير المؤامراتي في السياق التاريخي والإسلامي أيضا سيتم تشريح العقل المؤامراتي لفهم آلية اشتغاله وبنيته الفكرية وميكانيزماته العملية كما سيتم التطرق أيضا للتطبيقات الآنية للعقلية المؤامراتية في صنع وهم المعرفة في إطار أهم المواضيع التي تطرحها الساحة السياسية اليوم.
إن هذا الكتاب هو دراسة لنفسية العقل المؤامراتي وهو محاولة جادة لفهم سيكولوجيا المؤامرة وامتداداتها السياسية في بيئة الفكر الإسلامي خصوصا، كما سيعمد هذا العمل لتفكيك وتشريح العقل المؤامراتي في محاولة منه لتسليط الضوء على إمكانيات تجاوز هذه العطالات.
(المصدر: موقع “سوق عكاظ”)