مقالاتمقالات المنتدى

قيمة المرء ما يُحسن

قيمة المرء ما يُحسن

بقلم أ. د. فؤاد البنا

من خاض في تعلّمه وعمله المجال الذي تتوق له نفسه وتدله عليه موهبته وتواكبه فيه قدراته؛ فقد ارتقى مقاما من أهم مقامات احترام الذات؛ لأنه سيكون مقتدرا في علمه وذا فاعلية عالية في عمله، مهما كان تخصصه، مما سيمنحه مكانة كبيرة عند الله وعند الناس، ذلك أن “كل إنسان ميسر لما خلق له”، كما جاء في الحديث الشريف، وروي عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “قيمة المرء ما يُحسن”!

ومن هنا فقد وجدنا الإسلام يعتني بالتخصصات بصورة لا نظير لها في أي دين سماوي أو وضعي، ويحث على اكتشاف القابليات، ويدعو إلى عبادة الله من خلال الانسلاك في مدارج الإتقان لكافة الفرائض الكفائية التي تحتاجها عمليات استعمار الأرض وصناعة الحياة على الوجه الأمثل. ونكتفي في هذا المقام بايراد قوله تعالى: {ولكلٍ درجاتٌ مما عملوا}، وكأن التخصصات هي الدرجات التي لا يمكن من دونها الوصول إلى نواصي التمكين واعتلاء مقامات الشهود الحضاري، ولقد أجمع أعلام الأمة المعتبرون على أن الأمة إذا احتاجت إلى إبرة ولم يوجد فيها من يصنعها فإن الأمة كلها تصبح آثمة، مع اختلاف درجة الإثم من شخص إلى آخر، وفق الإمكانات التي يمتلكونها والمكانات التي يحتلونها!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى