قاطع منتجات فرنسا.. نصرة لنبيك
بقلم أ. محمد إلهامي
#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه29 .. قاطع منتجات فرنسا.. نصرة لنبيك، ففي مثل هذه المواقف تظهر حقيقة الحب لرسول الله، وتظهر حقيقة الحرص على هذه الأمة..
إن صورة الأمة التي تأكل من يد من سبُّوا نبيها صورة بشعة منحطة لا يقبلها مسلم على نفسه وعلى أمته!
إنها لحظة يجتمع فيها دافعان كلُّ واحدٍ منهما عظيمٌ بذاته:
دافع الحب لرسول الله الذي لطالما ضحَّى المسلم بحياته من أجل ألا يشاك بشوكة وألا يتناوله لسان.
صفحات التاريخ ملأى بهذه الأخبار!
ودافع الحرص على الأمة المستضعفة ألا يصل بها الهوان والضعف والحاجة إلى هذا الحد،
أو أن تفقد قدرتها على المقاومة إلى حد أن يصعب عليها مقاطعة منتجات من نال من قائدها ورمزها وشفيعها!
من أحب النبي أحب الأمة
نعم، منبع الدافعيْن واحد لا شك، فمن أحب النبي أحب الأمة، ومن لم يبال بأحوال أمته فقد عصى النبي وهجر طريقه،
فإنه (عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم)!
أما فئة الحكام فلا نتكلم عنهم، فإن خيانتهم وعمالتهم أوضح من الشمس،
وهؤلاء معبودهم الأول كرسي الحكم،
ولذا تجد الحاكم مرعوبا من كل حركة شعبية خشية أن تتطور لقلب كرسيه،
ولهذا لا يزال في السجن أمثال الشيخ خالد الراشد لأنه قاد مظاهرة ضد الإساءة للنبي التي كانت في الدنمارك قبل 15 عاما،
فحكِم عليه بالسجن 15 عاما، ثم قضاها، ولم يخرج بعد.. وما ذلك إلا لأنه تجرأ أن يتظاهر..
لم يكن الملك السعودي يهتم في كل هذا بشيء إلا بأن يظل باب الاحتجاج مغلقا، فالاحتجاج نفسه ممنوع ولو كان لحب رسول الله!!!
علماء السلطة وعملاء الشرطة
وأما فئة علماء السلطة وعملاء الشرطة فلا نتكلم عنهم أيضا، فإن أولئك قد اتخذوا الدين مركبا ووطاءًا وغرضا ووسيلة،
وما دورهم إلا أن يجعلوا رغبة السلطان دينا، فالحلال ما أحله السلطان، والحرام ما حرَّمه السلطان.
وأما نبي الله فدعنا نرقص ونتمايل ونأكل الحلوى وننشد الأناشيد في مدحه، ولا بأس أن نقضي الأعمار في تحقيق سنته وفحص حروف حديثه مع الصدّ عن تنزيلها وتفعيلها وإنفاذ ما فيها!
المسلم الذي يحب نبيه
إنما نتكلم عن المسلم الذي يحب نبيه ويغضب إن أسيئ إليه! ثم هو في نفس الوقت عاجز عن تأديب المعتدي أو النيْل منه، هذا الذي يعاني العجز والضعف وقلة الحيلة!
مثل هذا تعرف حقيقة صدقه وحبه في مثل هذه المواقف، ليس أمرا صعبا أن يحمل على عاتقه أمرا مثل #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية،
فيقاطعها، وينشرها، ويكتب عنها، ويعَرِّف بها من لا يعرفها، وينصح فيها من ينتصح، ويهجر فيها من لا ينتصح!
تلك الأمور البسيطة التي لم نعجز عنها بعد، هي الأمور التي تخبر عن حقيقة حب النبي صلى الله عليه وسلم،
فإن الرجل إذا مسَّت زوجته التي يحبها بكلمة انتفض لها -وحقَّ له- وجعل هذا الأمر موضع ولاء وبراء،
فالتمس الناصرين وعادى الخائضين بل وعادى معهم من لم يبالِ بالموضوع!
مسألة شرف وكرامة
حتى لو لم يؤد هذا إلى انكسار فرنسا، المسألة أولا مسألة شرف وكرامة.. مسألة حب يا ناس.. مسألة تعلق بالنبي وغضب له..
بل هي مسألة اعتذار للنبي الذي سنراه يوم القيامة وستخبره وجوهنا عن أعمالنا..
ومن الناس من سيحرم من لقاء النبي فيقال له «إنك لا تدري ماذا أحدثوا من بعدك» فيقول: سحقًا سحْقا!
يهيمن الشعور بالخجل والعار، إذا تصور المرء موقف مسلم وقف أمام النبي، أو أبْعِد عن النبي، فعرف النبي أنه بخل أن ينصره بالامتناع عن أكل الجبن أو الخبز أو العطر، وبخل أن ينصره بكتابة كلمة أو نشرها!!
هل في هذا الكون شيء أعظم من هذا العار؟!!!
رحم الله من قاطع، ومن نشر المقاطعة، ومن حرض الناس على المقاطعة، فإنها أقل أقل أقل الواجب، وأضعف أضعف ما يبذله محبٌّ لأجل حبيبه!
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)