جزيرة بالي الإندونيسية ذات الأغلبية الهندوسية التي تقع وسط أكبر دولة إسلامية، وبحسب إحصاءات الهيئة الدينية الإقليمية في إندونيسيا، يوجد في بالي حالياً 20 ألف معبد هندوسي، بعد أن كانت 80 ألفاً خلال 20 عاماً، وفي المقابل يوجد هناك 235 مسجداً إسلامياً بعد أن كانت مسجداً واحداً منذ 20 عاماً.
وقديماً كان معظم الأرخبيل الإندونيسي يعتنق الهندوسية قبل انتشار الإسلام في القرن السادس عشر الميلادي، وهو ما اضطر العديد من الهندوس آنذاك للجوء إلى بالي التي لم تزل تحافظ حتى اليوم على هندوسيتها، حتى باتت تعرف بجزيرة الألف معبد.
وتعد جزيرة بالي أحد الأقاليم الأربعة والثلاثين في إندونيسيا، وعاصمتها ديمباسار، ويتميز سكانها في نحت الحجارة وصنع التماثيل، ويهتمون كثيراً بالزخارف المتشابكة والمعقدة، كما تعتمد الجزيرة في دخلها على السياحة بشكل رئيسي.
ويوجد وسط بالي معبد “بيوتان” الشهير كأهم المعابد في بالي، حيث يقع على قمة جبال صخرية على مد ساحل المحيط بارتفاع 70 متراً فوق سطح البحر، وأنشأه الهندوس ليواجه انتشار الإسلام في الجزيرة، واختاروا أمهر النحاتين لينحتوا المعبد على شكل الشياطين والقردة والجن ليفزعوا المسلمين، وليجلبوا حسب عقيدتهم مردة الجن لتوقف انتشار الإسلام في جزيرتهم كما يزعمون.
لذلك أطلق “معبد الفزع” على هذه المعبد المثير، متوقعين إصابة المسلمين بالفزع حتى يهربوا من الجزيرة، ولتحتفظ بهندوسيتها، بل ولتعمل المردة على حرق الممتلكات الخاصة بالمسلمين، وربما المسلمون أنفسهم.
لكن إرادة الله أقوى وأكبر، فما أن انتهوا من إنشائه إلا وازداد المسلمون عدداً وعدة، وتحول إلى آية كبرى من آيات الدعوة والموعظة الحسنة.
ومع احتلال البرتغاليين لإندونيسيا، وقد أتوا بالعداوة ضد المسلمين منذ فتح المسلمن للأندلس، اصطدم معهم السكان بقوة سنة 917هـ، وهزم المسلمون البرتغاليين، ولكن سرعان ما حل الاستعمار الإسباني محل البرتغالي سنة 988هـ، وقاومه المسلمون كثيراً حتى رحل عن الجزر الإندونيسية.
وجاء الاستعمار الهولندي الذي ظل جاثماً على صدور المسلمين بإندونيسيا لفترة طويلة، أي ما يقارب من 500 عام، وتزداد بسالة المسلمين، وخاضوا معارك باسلة وبطولات خارقة ضد الاستعمار الهولندي الذي شدد قبضته على البلاد، وقتل منهم مئات الآلاف من السكان، وكان يقود تلك المعارك الشيخ مصطفى سحاب وتنكو عمر.
وفي هذه الأثناء اندلعت الحرب العالمية الثانية، واكتسحت اليابان بلاد جنوب غرب آسيا، فاحتلت إندونيسيا سنة 1361هـ، واستمر الاحتلال الياباني سبع سنوات استمرت فيها المقاومة الإسلامية حتى انتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام اليابان واستقلال إندونيسيا.
وهنا استطاع المسلمون أن يسطروا ملحمة يفتخر بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وتحول معبد الفزع إلى أكبر صالة لعرض بطولات المسلمين، وتعرض لوحات الشرف والمعارك التي دارت بين المحتلين وسكان إندونيسيا.
ويقبل ملايين السياح على ذلك المعرض أو المعبد سابقاً للاستمتاع بمنظر غروب الشمس، وليشاهدوا مناظر تلاطم أمواج المحيط بسبب موقعه الجغرافي المميز، حيث إنه يوجد على مقربة من جبل باتور الشهير.
وانتهت أسطورة الفزع، والمميز بالمعرض أنه بني على شكل دائري من حوله، ويوجد به أبواب صممت بأسلوب مميز، بالإضافة إلى الأبراج العالية التي إذا صعدت إليها، شاهدت بالي وفنادقها ومنتجعاتها.
كما يوجد في المعرض حديقة خضراء زاهية خلابة تستخدم عادة لتقوم بها العديد من المهرجانات والاحتفالات، ويوجد أيضاً مكتبة بها العديد من الكتب التي تحكي قصص البطولة للسكان.
وبهذا انتهى فصل كريه من محاربة الإسلام وانتشاره، ولكن صدق الله العظيم في قوله تعالى: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون” صدق الله العظيم.
(المصدر: صحيفة سبق)