مقالاتمقالات مختارة

فقه الموازنات الشرعية – بقلم الشيخ عبد العزيز الطريفي “فرج الله عنه”

فقه الموازنات الشرعية – بقلم الشيخ عبد العزيز الطريفي “فرج الله عنه”

بعض المصلحين يحسنون الإسقاط لكنهم لا يحسنون البدائل، يهدمون خيراً مخلوطاً بشر،

ليبني عدوّهم مكانه شرّاً خالصاً، وهؤلاء يفسدون ولا يشعرون.

الإسلام جاء بالموازنة مع تعدد الخصوم، فرح النبي بفوز الروم على فارس لأن الروم أقرب إلى الحق :

{يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}• فسماه : •{نصر الله}•

ليس من العقل منازعة كل مخالف بل يسالَم الأدنى للانشغال بالأعلى،

فلم ينازع النبي اليهود حتى أضعف المشركين ولم يواجه النفاق حتى هجّر اليهود!.

انشغال الكاتب واندفاعه في مسائل الخلاف والعداء للمخالفين، والتغافل عن مسائل الإجماع المنتهكة والسكوت عن منتهكيها، علامة صريحة على هوى متدثر بحق.

السياسة الشرعية تفرِّق بين من يؤسس لمنكر جديد، وبين من يتراخى في إزالة منكرٍ فعله غيره.

فالأول مذموم لفعله، والثاني موكول إلى قصده.

من يبيع الماء ليكسو عريانًا بين عطاش على شفا موت، هو من يضيع جهده في خلافيات والإجماع يخرق بين يديه ومن خلفه..

وإذا نوزع قال: وهل فعلت باطلًا!.

قد يشارك المصلحَ في عمل الخير من لا يرضى دينه، تأليفاً له، ودفعاً لمزيد عداوته، فقد كان المنافقون يجالسون النبي وربما رافقوه حتى في الجهاد !.

خطوة الصالح إلى الفساد فساد، وخطوة الفاسد إلى الصلاح صلاح،

فيشدد على الأول لأنه مدبر، ويلان مع الثاني لأنه مقبل، وإن كان خير الأول أكثر!.

إذا اختلفت طائفتان فانظر إلى أقربهما إلى الحق وأبعدهما من الباطل فانصرها،

لأن الشرائع جاءت بتقريب الخير وإتمامه وإبعاد الشر وتقليله.

من حكمة الإسلام وسياسته أن لا تواجه طائفةً تصارع أمامك طائفة أخرى أخطر منها، فالعداوة دركات كما أن المودة درجات.

لا تواجه خصماً حتى تعرف من أسعد الناس بهزيمته، فقد تكون هزيمتك لعدوٍ تقوّي عدواً أخطر منه.

الانشغال بخلاف الجزئيات في زمن ضعف الكليات يُضيّع الكليات،

لهذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الشريعة بالأصول وترسيخها ثم أقام عليها الفروع فرسخت رسالته.

إذا وجد الخلاف الأكبر وجب أن يتحد أهل الخلاف الأصغر، فلا يحيي الصغائر زمن الكبائر إلا جاهل بهما أو محارب لهواه لا لله.

من كان بعيداً عن الحق نفرح لاقترابه خطوة ونلين معه ليأتي بمثلها، ومن كان قريبا من الحق نغضب لابتعاده عنه خطوة ونقسوا عليه حتى لا يبتعد مثلها.

كل مكر من أهل الباطل على الحق لابد أن يرجعه الله عليهم

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى