مقالاتمقالات المنتدى

فضائل العشر الأوائل (٣)

فضائل العشر الأوائل (٣)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

لم يبق من أيّام شهر ذي الحجّة المعلومات المباركات أيّها الإخوة والأخوات سوى أيّام معدودات.. فطوبى لمن استغلّها بفعل الطّاعات! ومن أهمّ الأعمال الصّالحة الطّيّبة في هذه الأوقات الإكثار من نوافل العبادات يقول الرّسول ﷺ فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: {وَما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ وَما يَزالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإذا أحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بِها وَرِجلَهُ الَّتي يَمشِي بها وَإن سَأَلَنِي لَأُعطِيَنَّهُ وَلَئِنِ استَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ} قال أبو أمامة الباهليّ رضي اللّه عنه: قلت يا رسول اللّه ﷺ مرني بأمر ينفعني اللّه به فقال: {عَليكَ بِالصِّيامِ فَإنَّهُ لا مِثلَ لَهُ} وقال ﷺ: {ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفضَلَ مِنها في هذِه قالوا: ولَا الجِهَادُ قَالَ: وَلا الجِهَادُ إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفسِهِ ومَالِهِ فَلَم يَرجِع بِشيءٍ} ولم يقيّد الرّسول ﷺ الأعمال الصّالحة في هذه الأيّام بعمل معيّن بل جعل الأمر مطلقا فأنواع الأعمال الصّالحة كثيرة أهمّها: الصّلاة والصّيام والذّكر والقيام والدّعاء وصلة الأرحام والصّدقة وتلاوة القرآن! وهذا يعني اجتماع أهمّ عبادات في الإسلام في هذه الأيّام ولفظ الأيّام الوارد في هذا الحديث يدلّ على أنّ العمل الصّالح يستغرق سائر اليوم واللّيلة ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّدقة علی المساكين من جملة الأعمال الصّالحة التي يستحبّ للمسلمين الإكثار منها في هذه الأوقات وقد حثّ اللّه عليها بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} قال نبيّنا ﷺ: {ما نَقَصَت صَدَقةٌ مِن مالٍ} ولعلّ أفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام: الذّكر والدّعاء والصّيام وأفضل ما يستغلّ به اللّيل: تلاوة القرآن وصلاة القيام ونقول في الختام للإخوة الكرام: أكثروا من الدّعاء في هذه الأيّام للأحبّة المرابطين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى