مقالاتمقالات مختارة

عندما تكون الديمقراطية سبيلا للاستبداد!

عندما تكون الديمقراطية سبيلا للاستبداد!

بقلم د. أحمد عجاج

ثمة مشكلة في فهم الديمقراطية!
هذه المشكلة مفتاح لتدمير الديمقراطية وللأسف بإسم الديمقراطية!

المشكلة هي الأكثرية البرلمانية!

في بريطانيا نال جونسون اكثرية في ظرف استثنائي، وبقانون انتخابي ظالم! حصل في الانتخابات على عدد اقل من أصوات الناخبين من تلك التي نالتها المعارضة، لكنه نال عددا اكبر من المقاعد في البرلمان؟!
الان يريد جونسون ان يغير الدستور واستقلال المحاكم، وأمورًا كثيرة… انه يملك الأكثرية!
في الهند أصبحت الحكومة هندوسية وتريد ان تجعل الهند دولة هندوسية وليست علمانية!
الحكومة نالت الأكثرية بشعار طائفي والآن تريد نزع حقوق مواطنين مسلمين وغيرهم من الأقليات واستقدام هندوس فقط من بلدان أخرى بحجة تعرض حقوق هؤلاء الإنسانية للانتهاك!
في إسرائيل تحولت الديمقراطية إلى عنصرية فجة؛ تنزع حق الفلسطيني وتطرده وتستقدم اليهودي من بلاد بعيدة!
في بورما التي تتزعمها حاملة جائزة نوبل للسلام ترتكب باسم الديمقراطية ومفهوم الأكثرية جريمة إبادة ضد الإنسانية بحق أقلية مسلمة!

وأخيرا في لبنان وان بشكل اقل وباسم الأكثرية، واعوجاج الديمقراطية، تتغير ميثاقية الدولة، لصالح حسابات ضيقة طائفية ومصالح خارجية!

أين المشكلة؟!
المشكلة هي ان الذين يطبقون الديمقراطية ليسوا ديمقراطيين، بل مزيفين، وطائفيين، وفاسدين؛ الديمقراطية ترتكز على مبدأ واضح هو ان الأكثرية لا يمكنها ان تحكم في قضايا مصيرية بفارق عددي بل لا بد من الحكم بالتوافق والتراضي!

عندما تسقط فكرة التوافق تزول الديمقراطية وتسود استبدادية الأكثرية ومعها تصبح البلاد تحت حكم الأكثرية وفكر الأكثرية ومزاجية الأكثرية، وعندها يصبح كل شيء ممكن فيتحول المدنس إلى مقدس والمقدس إلى مدنس!

(المصدر: موقع المنهل)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى