حذر علي العمري، رئيس جامعة مكة المكرمة، في المملكة العربية السعودية، العلماء والمفكرين وطلبة العلم في العالم الإسلامي من الوقوع في فخ ممارسات منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، التي تستغل الأعمال الخيرية والتعليم من أجل قتال المسلمين.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وفي حوار أجرته الأناضول مع العمري، أثناء تواجده في مدينة إسطنبول التركية، قال “نحذر العلماء والشيوخ وطلبة العلم والمفكرين، من الوقوع في فخ (غولن) الذي يعطي أفكارا جميلة فيها جانب الروح، ولكنه يقف إلى جانب الظالمين”.
وفيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أضاف العمري: “كانت المحاولة لحظة وعي فارقة. استغرب كيف بإنسان وجماعة أن تتآمر في الليل والنهار من أجل أن تسقط دولة تعلن الحريات والديمقراطية وكرامة الإنسان، واستقبلت اللاجئين”.
وردا على سؤال حول نشاط الجماعة الإرهابية في السعودية، أشار أن نشاط الجماعة في المملكة محدود ويقتصر على مكتب إعلامي، وجزء من الأنشطة التعليمية إضافة إلى أنها تعقد اجتماعات وملتقيات في مدن الرياض وجدة ومكة.
وقال: “إنهم (الجماعة) أثروا على مجموعة من النخب الشرعية والفكرية، من خلال دعوتهم لملتقياتهم ومؤتمراتهم، وإهدائهم كتب، والمشاركة في المعارض”.
وأضاف أن “عامة طلبة العلم والمثقفين لا يعرفون عن (غولن) شيئا إلا خلال السنتين السابقتين، باستثناء فقط بعض المثقفين الذين كانوا يعرفونه وتأثروا به”.
وعن الوضع الحالي للجماعة في المملكة، قال: “افتضحت حاليا في السعودية، وبقي بعض المثقفين، والشيوخ، وهم قلة ممن أعجبوا بـ(غولن) وأعماله ومشروعاته السابقة، ولم يتسطيعوا أن يفرقوا أعماله، ولم يصدقوا أنه القائد الأول لمعركة تقويض التجربة الإسلامية”.
ووصف العمري تنظيم “غولن” بأنه “باطني يعلن العمل الخيري والإنساني والتعليمي، لكنه أشبه بالقنبلة الموقوتة”.
وتابع: “منذ 3 سنوات أحذر من الجماعة، وكتبت مقالا عنهم، وقرأت كتب غولن وكتب سعيد النورسي (عالم دين تركي) وغيرهم بكثافة، الكتابات جيدة، ولكن التطبيق عالم آخر، ما الفائدة من تنظير كلام جيد وحسن، ولكن بدون تطبيقه”.
ولفت أنه طالب بأن تغلق كل المدارس والجمعيات التابعة لـ”غولن”، لاستخدمها علنا في جمع المليارات لإيذاء المسلمين.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين تركيا والسعودية، ذكر العمري أن تركيا واضحة في تعاملها ونظامها، وهذا يعطي نوع من الطمأنينة للجانب السعودي، إضافة إلى أنها باتت بوابة للعالم الإسلامي عبر احتضانها لآلاف المشروعات والملتقيات والمنتديات التي تخدم المسلمين، وهو جانب يهم السعودية.
وأشار أن السياح السعوديين يمتلكون عقارات بشكل كبير في تركيا ويقيمون علاقات اقتصادية في البلاد، وهذا يرجع كونها دولة مسلمة، عكس أوروبا البعيدة عن الإيمان.
وبنفس الإطار، اعتبر أن “من يأتي لتركيا ينتعش ويقابل كل الجاليات العربية والإسلامية، ويجد في المطاعم العرب والمسلمين الذين يتبادلون الأفكار بحرية لا مثيل لها”.
وأكد العمري أن لديهم تعميمات من الجهات العليا (في السعودية) للتعامل مع الشركات التركية، وتقديمها على غيرها، وتسهيل أمورها، وهذا لا يأتي إلا عبر علاقات قوية بين الرياض وأنقرة.
وفيما يخص خطر المذهبية الذي يتهدد المنطقة، ويشعل حروبا في عدد من البلدان، قال رئيس جامعة مكة المكرمة “كل إنسان له حرية التدين والفكر والمذهبية، بشرط أن لا تكون هدفا لإقصاء الآخر، والإيقاع الأذية بأحد”.
ونوه إلى ضرورة “توسيع الوعي لمعرفة من هو العدو الحقيقي لتركيا والسعودية والأمتين العربية والإسلامية”، في إشارة إلى وجود تنظيمات متطرفة سنية تعمل ضد مصالح المسلمين.
واتهم إيران بأنها “تتحرك في العراق ولبنان وسوريا واليمن بمنطق الاستحواذ على العواصم، وليس التفاهم، وتستخدم منطق التسلط.
والعمري هو أستاذ الفقه في معهد مكة المكرمة، ومدير مؤسسة مكة المكرمة الخيرية في جدة، ويترأس عدة منظمات وفعاليات إسلامية.
المصدر: وكالة الأناضول.