نظمت هيئة علماء المسلمين في لبنان، يوم الأربعاء، اعتصاما حاشدا أمام مقر السفارة الروسية، بالعاصة بيروت، تنديدا بالقصف العشوائي الذي تشنه مقاتلات روسية وأخرى سورية، على أحياء مدينة حلب منذ أكثر من 15 يوما.
وشارك في الاعتصام، الذي حمل عنوان “أنصروا حلب وأطفئوا اللهب”، مئات المشايخ والعلماء من مختلف المناطق اللبنانية، رافعين أعلام الثورة السورية، وسط ترديد شعارات تطالب بوقف هجمات النظام “الوحشية الهمجية” ضد الشعب، عامة وفي حلب خاصة.
كما رفع المشاركون يافطات مكتوب عليها شعارات استنكرت الدعم الروسي المقدم للنظام السوري في تنفيذ المجازر التي يرتكبها في البلاد، من قبيل “مقاومة الاحتلال الروسي واجب، كمقاومة الاحتلال الصهيوني”، و”روسيا تقتلنا بموافقة دولية”، و”حرب كونية مقدسة ضد الشعب السوري لحماية النظام المجرم”.
كما حمل المعتصمون صورا لضحايا مجازر النظام في حلب، وللأضرار الجسيمة التي خلفها قصف الطيران الحربي التابع للنظام على مختلف أحياء المدينة خلال الأيام الماضية، كما أعربوا عن استنكارهم للصمت الدولي حيال كل ما يجري.
الشيخ سالم الرافعي، عضو الهيئة ورئيسها السابق، إستغرب في كلمة له “الصمت المريب للمجتمع الدولي الذي طالما تشدق بحقوق الإنسان”، معتبرا ما يحصل في سوريا “مؤامرة لكسر إرادة الشعب المسلم، الساعي لنيل حريته من نظام وحشي ديكتاتوري عانينا نحن منه أيضا في لبنان على مدى سنين طويلة”.
وأضاف أن “كل جريمة الشعب السوري أنه مسلم وأنه طالب بحريته”، متسائلا “ماذا فعل أهل حلب حتى يُعاقبوا هذا العقاب ويُبادوا هذه الإبادة؟!”.
وتابع “كنا نتوقع من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والمؤسسات العالمية الدولية أن تقف الى جانب الشعب السوري وحريته، وإذ بها تقف ضده وتتآمر مع روسيا التي تقصف المدن السورية بمباركة أمريكية”.
وشدد على أن “روسيا ما تجرأت على أفعالها الإجرامية في سوريا لولا موافقة المجتمع الدولي”.
ودعا الرافعي، الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة إيران وروسيا لـ”إشتراكهما في المجازر التي يرتكبها النظام السوري”، مشددا أن هذه المقاطعة “واجبة شرعا وإنسانيا”.
ومنذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي”.
*المصدر : وكالة الأناضول