عبدالرحمن علي الجودر.. والدعوة في البحرين
بقلم عبده دسوقي
كان للبيئة العربية أثر طيب في تكوين شعوب دول الخليج، وفيها ولد الشيخ عبدالرحمن علي الجودر بمنطقة قلالي عام 1342هـ/ 1922م، إلا أنه ترعرع بمدينة المحرق القديمة في أسرة متدينة حرصت على تغذيته بالعلوم الشرعية منذ صغره، قبل أن يلتحق بمدرسة الهداية بالمحرق التي تخرج فيها عام 1941م، والتحق بمدرسة الصناعة وأتم دراسته فيها، وكان ضمن الطلبة المتفوقين الذين تم ابتعاثهم للدراسة العليا إلى القاهرة، وكان ذلك عام 1944م؛ حيث بقي هناك حتى عام 1946م؛ وتم سحب طلبة هذه البعثة قبل أن يكملوا دراستهم الجامعية بسبب مدير دائرة المعارف الإنجليزي، ورجع الشيخ مع زملائه إلى البحرين.
التقى الشيخ الجودر بالشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حيث أعجب بفكره الوسطي وبطريقة دعوته، فعاد بعد أن تعهد بنشر الدعوة في دولة البحرين.
وبعد أن عاد من القاهرة التحق بسلك التربية والتعليم؛ وقضى أكثر من 15 عاماً في التدريس، ثم عيِّن مديراً لمدرسة عراد، وفي السنوات التالية عيِّن إماماً بمسجد مدينة عيسى الشمالي، ثم خطيباً في الجامع الجنوبي، كما مارس عمل إبرام عقود الزواج بتصريح من وزارة العدل والشؤون الإسلامية.
اشترك في تأسيس «نادي الطلبة» عام 1941م الذي تغيَّر اسمه إلى «نادي الإصلاح» حتى عام 1980م؛ ثم تحول إلى «جمعية الإصلاح» الحالية، التي تعتبر رائدة العمل الإسلامي في مملكة البحرين، وقد شغل الشيخ الجودر منصب نائب رئيس جمعية الإصلاح لعدة سنوات، وكان خلالها مثالاً للحركة والنشاط، وكانت آراؤه وأفكاره منارة يستضيء بها إخوانه بالجمعية.
وفي أوائل الخمسينيات، أنشأ الجودر مع مجموعة من إخوانه الدعاة «مكتبة المحرق»، وبعد مضي عامين أو ثلاثة استقلَّ الشيخ بالمكتبة وأسماها «مكتبة الآداب»، التي ظلت لفترة طويلة من أكبر المكتبات الإسلامية التي تروِّج للفكر الإسلامي بالبحرين.
والشيخ عضو مؤسس في منظمة المساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وعضو مؤسس كذلك في الهيئة الخيرية الإسلامية التي مقرها دولة الكويت، كما حضر وشارك في المؤتمرات والندوات الإسلامية في كثير من البلاد، وكان له دور كبير في إصلاح ذات البين بين المجاهدين الأفغان.
انتقل إلى رحمة الله تعالى في 26 ربيع الثاني 1410هـ/ 24 نوفمبر 1989م عن عمر يناهز 67 عاماً؛ إثر مرض ألمَّ به لأكثر من 3 سنوات.
(المصدر: مجلة المجتمع)