طالبان والأمريكان والإخوان!
بقلم محمد عماد صابر
في عالم اليوم لا تستطيع تناول المشهد العام في المنطقة العربية والبلدان الإسلامية دون تناول الحركة الإسلامية أو بعض مكوناتها ووضعها في جملة مفيدة ، لا لشئ إلا لاعتبار وزنها النسبي في معادلة الصراع الماضي والقائم والقادم فضلا عن تعبيرها بصور متعددة عن هوى وهوية شعوب هذه البلدان رغم حجم العثرات والتعثرات التي كانت وما زالت تعانيها رغم ما تتمتع به من رصيد ناضج في بعض الميادين والمجالات وأداء يحتاج لمزيد من النضج في ميادين ومجالات أخرى ، وتبقى فرص التقييم والمراجعة بهدف الإجادة والتحسين في مختلف المجالات والميادين
من المعارضة السلمية ضد الاستبداد والفساد أو المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ، وأخيرا مستوى الأداء للكيانات التي وصلت إلى منصات الحكم والسلطة أو شاركت فيها ، لذا هناك جملة من الشواهد والمؤشرات والتساؤلات عن الأفكار والممارسات والعلاقات ،،، منها ،،،
أولا ،،، جاء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور والحكم بعد جهاد ومقاومة 20 عاما ليفتح باب التساؤلات المشروعة عن منهج التغيير والتحرير بين القوة و السلمية وهو موضع خلاف منذ عقود وليس بالجديد لكن تأتى الأحداث لتجدد الجدل والنقاش ،
ثانيا ،،، الانسحاب الأمريكي بعد هذا العدد الكبير من السنوات وهذا الحجم الهائل من الخسائر والنفقات وهذا الاعتراف العام من الرئيس بايدن بأن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات ، يؤشر لمرحلة وملامح جديدة في الصراع القائم مؤشر معلوماتي معرفي وأدواتى تنفيذي بأن حركات المقاومة المسلحة ضد المحتل تعرف وبدقة نقاط القوة والضعف لدى المحتل وتملك أدوات التعامل معها كما أن المحتل يعرف وبدقة نقاط القوة والضعف لدى حركات المقاومة وهو ماأوجد نوع من التوازنات بين الأطراف في فلسطين وأفغانستان سواء بسواء ،
ثالثا ،،، لم تنجح حركات النضال السياسي السلمي ضد المستبد الفاسد في بلدان العرب والمسلمين بامتلاك ما تمتلكه حركات المقاومة من أدوات في التعامل مع الخصم لكن وبكل أسف وضعت برغبتها أو رغما عنها في معادلات التوظيف لاعتبارات قد نتناولها منفرده بعد ،
رابعا ،،، هناك تساؤلات متداولة بين فريقين أولهما يرى أن صعود طالبان يعمق أزمة الإخوان العميقة دون إضافة ويضعها في الزاوية بسبب خياراتها و قراراتها ونمط إدارتها للأحداث ، بينما يرى الفريق الآخر أن صعود طالبان قيمة مضافة للإخوان باعتبارها الحركة الإسلامية الأم ، وتنوع التجارب والنتائج هو في الأخير رصيد لها وغيرها إذا ما أحسنت الاستفادة والإفادة ،
خامسا ،،، هناك فارق كبير بين إدارة صراع المقاومة ضد المحتل ، وإدارة شؤون الدولة بعد التحرير ، فغالبا يكون النجاح حليف الأولى والتعثر وربما الفشل عنوان الثانية ، لكن من حق الجميع أخذ الفرص ثم يكون الحكم والتقييم ،
سادسا ،،، مشكلة التيار الإسلامي و الحكم لا تكمن فيه هو فشأنه شأن كل التيارات الفكرية والتغييرية في العالم لها وعليها إذا أخذت الفرصة نضجت بالتجربة ، لكن المشكلة في أن المناخ العالمي لا يروق له أن يحكم الإسلام السني وتكون له دول ، لكن لا مانع لديه أن تكون له دول تابعة خاضعة أو يبقى ممثلا بعض الشئ في البرلمانات والنقابات بهدف الاستيعاب والسيطرة والضبط .
المصدر: رسالة بوست