اضطر مسؤولون في إدارة النقل والمرور البريطانية إلى إيقاف حملة لتوعية الأطفال بمخاطر وتدابير سلامة الطرق، والسبب هو كتيبٌ ظهرت فيه طفلة مسلمة بعمر الحضانة ترتدي حجاباً.
واتُهمت الحملة التي تبلغ تكلفتها مليوني جنيه إسترليني (2.6 مليون دولار) بإضفاء إيحاءات جنسية على طفلة، بدعوى أن الحجاب زي تقليدي ترتديه المسلمات بدءاً من عمر البلوغ احتشاماً منهن وإظهاراً للعفة أمام الرجال، حسب تقرير لصحيفة” التايمز” البريطانية.
وقد ظهرت الصور في كتاب مخصص للأطفال تم توزيعه على دور الحضانة، كما ظهرت أيضاً في قصص على موقع إلكتروني.
نادي الأطفال للمرور في لندن هو الهيئة المنظمة للحملة التوعوية، وقد قام النادي بتزكية من إدارة النقل والمرور في لندن بتنظيم حملته مستعيناً بأكثر من 66 ألف طفل من العاصمة البريطانية.
لكن إدارة نقل ومرور لندن التي يرأسها عمدة العاصمة من حزب العمال صادق خان قدمت، الأحد 13 أغسطس/آب 2017، اعتذاراً ووعدت بالتوقف عن استخدام تلك الصور.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية هي التي لفتت انتباه خان إلى تلك الصور. وكان أول استخدام لتلك الكتب المصورة في عام 2015 في زمن سلف خان من حزب المحافظين بوريس جونسون الذي يتولى الآن وزارة الخارجية.
دعوة للتنوع الثقافي فلماذا يُستثنى الحجاب؟
تضم القصص المصورة شخصيات تم استقاء رسومها من أعراق وإثنيات متنوعة، فالفتاة المسلمة ذات الـ 3 أو 4 أعوام تدعى رزمي وهي دوماً تظهر في السلسلة المصورة بحجابها الديني سواء خارج البيت في الرحلات أو داخله عندما تزور بيت طفلة صينية وجدتها.
تقول جينا خان، الحقوقية المناصرة لمساواة المرأة الإسلامية: “إنكم تجعلون من طفلة في الـ4 من عمرها رمزاً جنسياً، الأمر بهذه البساطة. إن السبب في تغطية الأنثى هو منع الرجال من النظر إليها، كيف يمكنكم الاندماج في المجتمع إن كانت ابنتكم التي لم تتجاوز الرابعة ترتدي الحجاب؟”
وأما شايستا غوهير، رئيسة الجمعية الخيرية البريطانية “شبكة النساء المسلمات” فقالت: “الأمر أشبه بمحاولة جعل تلك الطفلة تكبر أسرع من عمرها. على الطفلة أن تعامل على أنها طفلة”.
وتحاول كتب السلامة المرورية في لندن جاهدة أن تؤكد ثقافة التنوع وتعززها، فمثلاً يظهر طفل ذو أصول أيرلندية يعتمر قبعة مزينة بنبات النفل ثلاثي الأوراق ( رمز أيرلندي مشهور)، حيث يأخذه الكتاب إلى ساحة الطرف الأغر في جولة احتفالية بيوم القديس باتريك الأيرلندي مع “مئات الناس السعداء كلهم يرتدون اللون الأخضر”. وكذلك يظهر طفل أبيض البشرة من الطبقة المتوسطة يصطحبه والده لمشاهدة مباراة تنس في بطولة ويمبلدون، فيما في الوقت نفسه نرى رجلاً أسود البشرة يصطحب ابنة أخيه للعب كرة القدم في الحديقة.
وفي هذا السياق قد يكون وجود هذه الطفلة بالحجاب هو محاولة من إدارة النقل والمرور لإظهار مدى تقبلها للتنوع الثقافي والديني، بحيث استخدمت الحجاب كرمز للإشارة إلى أن الطفلة مسلمة، إلا أنه رغم ذلك قالت متحدثة باسم إدارة النقل والمرور اللندنية “إننا نعتذر عن أي إساءة في المحتوى، ولن نستخدم هذه الرسوم في المستقبل.”
الحجاب في العالم
تقرير مجلة التايمز عرض لمحات مختلفة عن وضع الحجاب حول العالم:
في إيران على الفتيات بدءاً من عمر الـ7 ارتداء الحجاب.
في السعودية على جميع الإناث ارتداء الحجاب عند سن البلوغ.
في فرنسا العلمانية يمنع ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية، وحتى زي السباحة الإسلامي (البوركيني) الفضفاض الذي يغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين قام بعض محافظي البلدات والمدن الفرنسية بمنعه على الشواطئ.
في الماضي كانت تركيا تطبق حظر الحجاب، لكن الحظر رفع منذ مجيء الرئيس أردوغان إلى السلطة، فحزبه السياسي ذو الخلفية إسلامية محافظة، وكذلك زوجته أمينة ترتدي الحجاب.
شرطة إسكتلندا تسمح اختيارياً بارتداء الحجاب ضمن الزي الرسمي الموحد.
كذلك دخل “يوم الحجاب العالمي” حيز الوجود في الأول من فبراير/شباط كل عام، حيث يتم تشجيع غير المسلمات على تجربة الحجاب وارتدائه ليوم واحد خلال هذا اليوم.
(المصدر: الاسلام اليوم)