إعداد: بدر البدر – تدقيق لغوي: سامي خليفات
إنَّ من طرق دراسة الفكر الإداري في الإسلام، استعراض تاريخ رواد هذا المجال لا سيما أنَّ المخطوطات الإسلامية بها الكثير من التراث الفكري في مختلف مجالات الإدارة، سطّرها رواد هذا الفكر الاسلامي ، ومنهم:
• ابن أبي الرُبِّيع (القرن الثاني الهجري ).
هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي الربيع، عاش خلال فترة حكم الخليفة المعتصم بالله العباسي تاريخ ولادته ووفاته غير معروفين. لم يُعرف له إلا كتاب واحد باسم « سلوك المالك في تدبير الممالك» وربما له أعمال أخرى مفقودة.
أهم مساهماته في الإدارة:
• حدد المبادئ التي تقوم عليها القيادة الحكيمة التي تدفع عن الناس الأذى الواقع عليهم، وأن يحكم الناس أحكم الناس.
• أكدَّ على مبدأ وحدة القيادة لاعتقاده أنّ كثرة الرؤساء تفسد السياسة لهذا تحتاج المدينة أو المدن الكثيرة أن يكون حاكمها واحد.
• حدد واجبات الحاكم في إقامة العدل ورفع الظلم، وقيادة الدولة إلى تحقيق أهدافها العليا، وأن يعمل الشعب كلٌّ في مجال اختصاصه لمصلحته ومصلحة مجتمعه.
• حدد ستة شروط أساسية لإقامة مدينة:
1. اعتدال المكان وجودة الهواء.
2. توفر المياه العذبة
3. القرب من اماكن الرعي والاحتطاب.
4. إمكان الميرة المستمدة[ النظرة الاقتصادية عند التخطيط] .
5. امكانية تحصينها .
6. أن يحيط بها سواد من النخل والاشجار والنباتات يعين أهلها.
• ذكر ثمانية عناصر لا بدَّ من توفرها بعد قيام المدينة، وهي :
1) تصميم طرقها وشوارعها حتى تتناسب ولا تضيق.
2) جلب الماء العذب اليها عبر قنوات الشرب .
3) بناء الجامع في وسط المدينة قربيا من جميع أهلها .
4) بناء ألاسواق حسب الكفاية ليقضي السكان حوائجهم من قرب .
5) تمييز قبائل السكان بألا يجمع أضدادًا مختلفة .
6) أن يسكن الحاكم أوسع أطرافها، وخواصه من سائر جهاته كفالة وضمانة
7) بناء سور للمدينة يحميها من الأعداء لأنها دار واحدة.
8) استقطاب أهل العلم والصنعة بقدر حاجة سكانها حتى يكتفوا بهم ويستغنوا عن الخروج إلى غيرها.
• أوصى بتشييد المزارع والقرى لعمارة المدينة؛ لأنَّ الزراعة هي مصدر الغذاء الأول للسكان ، وبالاهتمام بقنوات الري ومصالح المزارعين، وتقدير ما يؤخذ منهم بالعدل، وألاَّ ينالهم ظلم.
• فصَّل الموازنة الفائضة التي تزيد إيراداتها على نفقاتها كي يتوافر لدى الدولة فائض في المال تواجه به الكوارث والنوائب غير المتوقعة. وحدد ثلاثة احوال لحال الحاكم مع الإيرادات والنفقات هي :
1. حالة أن يزيد الدخل (الإيرادات) عن المصروفات (النفقات) وذلك هو الحكم المستقيم والتدبير السليم ليكون هذا الفائض معدًا لوجوه النوائب.
2. حالة أن ينقص الدخل عن المصروف، وذلك هو الحكم المختل والتدبير المعتل، فتدعو الحاجةُ الحاكمَ إلى العدول عن ضوابط الشرع، ويتجه إلى الجور والفساد.
3. حالة أن يتساوى الدخل والمصروف حتى يعتدل، ويكون ذلك في زمن السلامة مستقلاً، وعند الحوادث معتلاً .
• حدد موارد الدولة (الدخل القومي) من مصدرين رئيسيين:
1. الأموال الشرعية، وهي معروفة وثابتة.
2. الأموال التي تفرضها الدولة لأحكام الضرورة والاجتهاد.
• حدد أربعة أركان رئيسة تقوم عليها الدولة هي :
1. الحاكم (الرئيس)
2. الرعية (الشعب)
3. العدل (مبدأ العدل وأجهزة العدالة)
4. التدبير (السلطات التنفيذية)
• حدد العناصر اللازم توفراها في الحاكم، والسياسات التي يتبعها تجاه الدولة ونفسه وخاصته وتجاه جمهور رعيته وفي الحروب، وذكر الأقسام المكونة للرعية، وتكلم عن العدل وأقسامه وبيان شرف منزلته.
• حذر الحاكم من ستة أشياء عليه الانتباه لها وتجنبها وهي:
1. من استوزر غير كاف، خاطر بملكه.
2. من استشار غير أمين، أعان على هلكه.
3. من أسَّر إلى غير ثقة، ضيع سره.
4. من استعان بغير مستقل أفسد أمره.
5. من ضيع عاملاً دل على ضعف عقله.
6. من اصطنع جاهلاً أعرب عن فرط جهله.
• حدد الحاشية الذين يساعدون الحاكم في تدبير شئون نفسه وحكمه ورعيته وهم:
1. وزير عالم
2. كاتب عارف
3. حاجب عاقل
4. قاضٍ ورع
5. والي عادل
6. عامل جلد
7. مال متوافر
8. رب شرطة
9. جند أقوياء
10. حكيم مجرب
11. جليس صادق
12. صاحب الطعام والشراب.
الجزء القادم مع رائد أخر للفكر الاسلامي.
(المصدر: موقع الباحثون المسلمون)