مقالاتمقالات مختارة

رَد شُبْهة خَلْقُ الإنسان في أحسن تقويم!!

رَد شُبْهة خَلْقُ الإنسان في أحسن تقويم!!

بقلم أشرف عبد المنعم

نَشر أحد الملحدين صورة لأطفال يعانون من تشوهات ثم سخر من قوله تعالى “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”! ولأن الملحد العربي يتمتع بالجهل والكسل الفكري فلا يحاول البحث عن إجابة لما يَحسبه خطأ، بل يتسرع بكل خفة وطيش لإثبات جهله، فالتقويم لشئ تركبه كآلة مثلا يعني وضع كل جزء منها في مكانه الصحيح حتى تقوم الآلة بالغرض الذي من أجله صُنِعَت، فإذا كانت لا تعمل فهذا يدل على عيوب في التقويم أي التركيب هكذا ببساطة، وهنا لابد من النظر الى نقطتين.

النقطة الأولى: هل تقويم (تركيب) أعضاء الإنسان بتكوينه الحالي يُمَكِّنَهُ من القيام بمهامه والمطلوب منه و كذلك متطلبات حياته بكفاءة عالية؟ فعلى الملحد أن يتخيل مثلا أن يدا الإنسان مكان أذنيه وعيناه في قفاه وأنفه في بطنه والعمود الفقري في منتصف الجسم والقلب في مؤخرته والثديان في الظهر!! هل هذا التركيب سيجعل حياة الإنسان أفضل أم مستحيلة؟ فعلى الملحد أن يقترح تركيب لجسم الإنسان لنقارن ونعرف ما تتفتق عنه عبقريته!!

النقطة الثانية:  هي ما الغرض من خلق الإنسان؟ لو سألت الملحد لقال لك إننا أتينا بالصدفة العمياء ونحن عبارة عن ذرات مهملة لا قيمة لها ونهايتها الفناء!! ولو سألت اليهود والنصارى والبوذيين وغيرهم لسمعت العجب!! {ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ}!!

فالغرض من خلق الإنسان ببساطة هو في قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} لذا في خَلْقِ الإنسان نجده مهيئا تماما للغرض من خلقه، سواء جسديا أو نفسيا أو عقليا أو روحيا، فعلى مستوى الإيمان نجد إنه تميز بالعقل والذكاء والبيان وغيرها من الصفات التي تمكنه من معرفة خالقه وفَهْم ما هو مطلوب منه تماما، والعقيدة واضحة جلية سهلة الفهم لأقل الناس ذكاء!

فلا تناقض ولا سفسطة ولا الأمر بالإيمان بالمستحيلات عقلا، وكذلك ومن حيث العبادات فالقيام بها سهل جدا، وهناك رُخَص أي استثناءات لمن لا يقدر، فالصلاة يمكن القيام بها قاعدا أو مستلقيا أو حتى بعينيه أو بقلبه!

والجهاد يسقط عن الأعرج مثلا وغيره والحج لمن استطاع اليه سبيلا والصيام له رخص أيضا معلومة للمسلمين.

وعليه فَخَلْقُ الإنسان فعلا في أحسن تقويم، ونلاحظ أنه أحسن وليس حسنا فقط! أي كان من الممكن أن يكون خلق الإنسان بصورة أخرى حسنة ولكنه سبحانه اختار لنا الأحسن واقرأ معي إن شئت:

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ،الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ}

يقول سيدنا عمر رضي الله عنه مفسرا قوله تعالى {ما غرك بربك الكريم} أي أن الإنسان غَرَّه جَهلُه!! وهذا عين ما قاله ويقوله الملحدون!

فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم.

ودمتم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى