مقالاتمقالات المنتدى

ردّ مرابط فلسطينيّ علی داعية خليجيّ! (٣)

ردّ مرابط فلسطينيّ علی داعية خليجيّ! (٣)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى

ثامنًا: للّه درّ القائل: (لا خيلَ عندك تهديها وَلا مالُ : فَليُسعد النّطق إن لم يُسعد الحالُ)! جرت عادة المسلمين تجاه إخوانهم في اللّه من المصابين: موالاتهم ونجدتهم ونصرتهم والوقوف معهم والدّعاء لهم ومواساتهم.. فرابطة الإسلام رحم عامّ يجمع أهله في أيّ زمان أو مكان! ولم تزل قلوب المسلمين علی مدار التّاريخ تحزن لمصائب المنكوبين سواء بنازلة وباء أو جوع أو بغي أوظلم أو قتل كما وصفهم مولاهم عزّ وجلّ في قوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾

تاسعًا: لا ينقضي العجب من دعاة من بني جلدتنا من العرب ممّن يتكلّمون بألسنتنا ولا يهتمّون بمصائبنا ولا يرفعون بذلك رأسًا ولا بالتّشاغل في لهوهم ولعبهم بأسًا! يركّزون -عليهم من اللّه ما يستحقّون- علی نواقض الوضوء وليس علی نواقض الإيمان؟! وعلی دم الحيض والنّفاس وليس علی نزيف دم غرباء الإسلام من خيرة النّاس؟! مع أنّ ديننا الحنيف عبارة عن معتقدات وعبادات ومعاملات ونظم ومناهج حياة لا قشور فيه بل كلّه لباب من عند مولانا العزيز الوهّاب!

عاشرًا: إنّنا والحقّ يقال نعاني في هذه الأيّام من شرذمة المطبّعين وحثالة المعذّرين الذين لا يفتؤون يردّدون بمختلف وسائل التّواصل الاجتماعيّ والإعلام: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}! فإذا حلّت بالصّابرين المكلومين المحتسبين داهية كبری فإنّهم يقولون بلسان الحال والمقال: ألم ننهكم ونحذّركم من هذه الأفعال يا رجال؟! ونعاني كذلك من المثبّطين الذين يبخلون بل يأمرون بالبخل الآخرين بحجّة عدم تشجيع وليّ الأمر علی التّبرّع للمرابطين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر؟! فإذا تطوّع المحسنون من أصحاب النّخوة لجمع التّبرّعات لإخوانهم الصّابرين صار المنافقون والمخذّلون يتمتمون: قد لا تصل هذه المساعدات للمحتاجين! وقد تقع في أيدي المقاومين! والأقربون أولی بالمعروف من الفلسطينيّين؟! سيماهم -يا ويلهم- البخل! بل صدّ النّاس عن النّفقة في سبيل اللّه عزّ وجلّ؟! ونسأل اللّه الرّحيم التّوّاب أن يهديهم إلی سبيل الرّشاد وإذا لم يتوبوا ولم يعودوا للصّواب أن تكون نهايتهم كمصير البرامكة في بغداد دعا عليهم مظلومون لا ناصر لهم سوی اللّه ربّ العباد!

نقول في الختام: لا ولم تنتصر أمّتنا في حيّ علی الكفاح إلا إذا نجحت في حيّ علی الصّلاة وفي حيّ علی الفلاح!

اقرأ أيضا: ردّ مرابط فلسطينيّ علی داعية سلفيّ خليجيّ (١)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى