مقالاتمقالات المنتدى

رحيل إمام الوسطية (9)

رحيل إمام الوسطية (9)

 

بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)

 

•العالم المجتهد الصادق تغفر زلته مهما عظمت بحسن نيته وعموم نفعه وكثرة حسناته ويجب التحذير من فتنة المغالين فيهم أو ضدهم ولزوم العدل والتوسط بينهما
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في تقويم بعض شطحات المتصوفة الفضلاء:

“فيقال: هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات، ويستغرقها كمال الصدق، وصحة المعاملة، وقوة الإخلاص، وتجريد التوحيد، ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس:

إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة، ولطف نفوسهم، وصدق معاملتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار. وأساءوا الظن بهم مطلقا، وهذا عدوان وإسراف. فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات، والحكم، وتعطلت معالمها.

والطائفة الثانية: حجبوا بما رأوه من محاسن القوم، وصفاء قلوبهم، وصحة عزائمهم، وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم، ونقصانها. فسحبوا عليها ذيل المحاسن. وأجروا عليها حكم القبول والانتصار لها. واستظهروا بها في سلوكهم.
وهؤلاء أيضا معتدون مفرطون.

والطائفة الثالثة: – وهم أهل العدل والإنصاف – الذين أعطوا كل ذي حق حقه، وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته، فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول، ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح. بل قبلوا ما يقبل. وردوا ما يرد.” مدارج السالكين ٢/ ٤٠

•ولابد من استيضاحنا لمراد المتكلم إن تكلم بالكفر المحض لاسيما إن كان من الفضلاء فضلا عن أهل العلم والدين وكثير من المكفرين للشيخ القرضاوي رحمه الله لو حاولوا فهم مراده مما كفروه عليه رغم ظهور معناه السليم لما ظلموه بأحكام التفسيق والتكفير التي تفقد الشرعية والأدب وحسن النية

قال المحدث الألباني رحمه الله :اللفظ من العمل، فإذا رأينا مثل هذا ما نبادر إلى أن نقول: كفر، حتى لو تكلم بلفظة الكفر ما نبادر إلى تكفيره وإخراجه عن الملة، حتى نستوضح ماذا يريد بهذه الكلمة. موسوعة الالباني في العقيدة ٧٠٧/٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى