أكد الشيخ عبد الحميد الحمدي، رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي أن العلماء أصحاب رسالة عظيمة ومهمة جسيمة، وعليهم تبصير الناس بأمور دينهم دون كلل أو ملل، وهم القاطرة التي تجر الأمة إلى الاعتدال والوسطية، إذا سخروا حياتهم لإعلاء كلمة الله بسعة الاطلاع على العلوم المختلفة، ليكون لهم تأثير وفاعلية بالرفق والتلطف مع الناس، مما يؤدى إلى استمالتهم وإقناعهم بحسن اختيار الكلمات وتوظيفها باختلاف الظروف والمناسبات، بأقوال وطرح مبنى على الحقائق والأدلة والبراهين، مع البعد عما أشكل منه أو ترتب عليه مفسدة، حتى نسعى لإصلاح الفرد وبناء المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأضاف الحمدي، أن نسبة الداخلين في الإسلام من الدنماركيين، بعد الحملات الإعلامية الشعواء على الإسلام والرسوم المسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم، خلال السنوات الماضية، ارتفعت لتصل إلى 30%، لرغبة الشعب الدنماركي في معرفة كل ما يتعلق بالدين الإسلامي، مشيرا أن إدارة الأزمة، تكمن في فن التعامل والتأقلم مع الحدث، حتى تمر المحنة بسلام دون أن تترك رواسب نفسية، ملفتا أن الغرب أبدع في الاعتناء بالمعلومة وأحسن توظيفها، بدراسة كافة الاحتمالات بناء على استقراء السنن، والاعتبار بمعطيات اليوم وتجارب الأمس، فتفوق بالتخطيط للمستقبل، ويجب علينا أن نحذو حذوه؛ لأننا أولى بذلك لما يمليه علينا ديننا الحنيف..
كما طالب فضيلته الأمة الإسلامية، بالوحدة والاعتصام، فهما مطلب شرعي، كما قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا…} (آل عمران: 103)، مشيرا أن الله عز وجل ذم التفرق فقال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (الأنفال: 46)، فالأمة قوية بتماسكها وتضامنها.
أما عن انتشار بعض الفتاوى المتطرفة، والتي قد يتخذها البعض لتبرير العديد من الجرائم، أشار رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي، أن الفتوى هي التي تؤخذ عن صاحب الدين وصاحب العلم وأهل الذكر، وهى أمانة عظيمة فانظروا عمن تأخذون دينكم، ويجب أن تأخذ من صاحب العلم ليبينه للناس ولا يكتمه، سواء أعجبهم ذلك أو لم يعجبهم، لأنه يلتمس رضا الله ولو سخط الناس، وإذا تبين له الحق في أمرٍ آخر انتقل إليه.
كما أكد، أن الذى يفتى بدون علم إنسان غير واع، ولا يعتبر في مصاف الشيوخ الدارسين الدراسة الشرعية المتعمقة، البعيدة عن التشدد والغلو، والذي يوجه الشباب إلى مثل هذه الأفعال والحماقات، هم أناس غير مطلعين على أصول الدين وسماحته، وليس لديهم خلفية شرعية.
المصدر: الملتقى الفقهي.