رؤية في جمع الكلمة
بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)
الحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، وبعد،،
يعتقد بعض المتصلين بالعلم أنه بلغ الغاية في الإصابة في أصول الدين وفروعه، وأن مخالفه ولو كان من أهل السنة والعلم على الضد من ذلك!
ومثل هذا لا يترضى إلا على من كان على شاكلته حذو القذة بالقذة!
وهذا لا يمكنه أن يجتمع مع أحد عمليا فضلا عن الاجتماع في الشأن العلمي!
وقد يبتلى بعض المنتسبين للعلم أو الفضل بضيق العطن وسوء الظن، والعجب والكبر، والتعصب والحسد، فيزيده هذا اعتدادا برأيه وتسفيها لغيره، وتسقطا لأخطاء أهل العلم، وتصيدا لزلات أهل الفضل؛ فتنشأ عن ذلك فتنٌ واختلالاتٌ منهجية، ومن راجع الساحة العلمية والدعوية في عقودها المنصرمة وقف على ذلك.
كما أن من أهم واجبات أهل العلم والدعوة المتأكدة زمن الفتن والاختلاف والتفرق واختلال الأحوال – السعيَ في جمع الكلمة، ووحدة الأمة، وتقوية المجتمعات بالألفة، فإذا صاروا بسبب اختلافاتٍ مذهبية أو دعوية شيعا متفرقين وأوزاعا متدابرين، فكيف سيكونون سببا لنزول الرحمة، وصلاح الأمة؟!
فإن قيل وما السبيل؟!
فيمكن أن يقال:
مدُّ رواق أهل السنة ليشمل السواد الأعظم من الأمة،
والتمييز بين فقه الاجتماع حال السعة والاختيار، وفقه الاجتماع حال التدافع والاقتهار،
والتجافي عن العصبية الحزبية للتجمعات الجزئية، وتحقيق الولاء الواجب لأهل القبلة، بعد الولاء لأهل السنة، والمسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم.
والله المسئول أن يرزق الفقه في الدين، والحرص على اجتماع المسلمين، آمين
والحمد لله رب العالمين