مقالاتمقالات المنتدى

رؤية عبد الوهاب المسيري لحل المسألة الفلسطينية

رؤية عبد الوهاب المسيري لحل المسألة الفلسطينية

 

بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)

 

عبد الوهاب المسيري إنسان عربي مسلم يؤمن بالحق والعدل ويسعى لتحقيقهما، وانطلاقاً من هذه الهوية الإنسانية الربانية المؤمنة قدم رؤيته لحل قضية فلسطين بشكل عادل وواقعي، فقد أدرك بحسه التاريخي وبانتمائه العربي الإسلامي ومن خلال غوصه في: أعماق التاريخ الإمبريالي الغربي، وواقع التاريخ العربي، وحقائق الصراع على احتلال أراضينا ونهب مواردنا وتدجين إنساننا العربي المسلم لصالح الإمبريالية الغربية أن فلسطين مستهدفة دائماً من صناع الإمبراطوريات؛ إذ إنها تعد مفتاحاً أساسياً لآسيا وإفريقية وتعد معبراً على البحرين الأحمر والمتوسط وتقف على مشارف الطرق البرية التي تؤدي إلى العراق[1] وإيران[2]، وهي أيضاً معبر أساسي لشطري العالم الإسلامي، وأن المشروعين الفرنجي والصهيوني قد جعلا من فلسطين مسرحاً لأطماعهما ونقطة ارتكاز لانطلاقهما باعتبارهما مشروعين استعماريين[3].

كما آمن بأنه يجب أن نفهم خطر الغزو الثقافي الصهيوني للمنطقة العربية بمعنى أوسع لا يقتصر على خطره على الفكر العربي؛ أي الثقافة بالمعنى الضيق، بل يشمل أيضاً الخطر الذي يواجهه نمط الحياة والسلوك والقيم والعقائد وطبيعة الولاء، فهو يعني تهديد ثقافة لثقافة أخرى بالاضمحلال والزوال لمجرد أن الأولى يحملها شعب متفوق عسكرياً أو تكنولوجياً دون أن تكون ثقافته بالضرورة أكثر استحقاقا للبقاء أو أشد جدارة، ومن أشد الأخطار التي يمثلها هذا الغزو تهديده للمشروع الحضاري العربي المستقل ذاته[4].

تنبه المسيري لذلك كله فدعا من أجل القضاء على هذا الكيان مبكراً، ففي 21 أكتوبر عام 1973م كتب في جريدة الأهرام مقالاً بعنوان (لا نهاية للتاريخ)، أشار فيه إلى أنه بغض النظر عن نتيجة الحرب فإن نظرية الأمن الإسرائيلية المبنية على فكرة الحدود الجغرافية الآمنة والتي تسقط عنصر الزمان قد انتهت لأن العرب أثبتوا مقدرتهم على تطوير أنفسهم بمرور الزمن، وحينما حانت اللحظة المواتية تحركوا وألحقوا الهزيمة بالعدو الذي أدرك بعدها أن الأمن لا يوجد في المكان وحسب وإنما يوجد في الزمان أيضاً، وأنه ليس مسألة خاصة بالعلاقة بالجبال والحواجز المائية والترابية وإنما أمر يتعلق بالعلاقة مع البشر[5].

وبيًن، أيضاً، أن الانتفاضة قد أنجزت شيئاً من هذا القبيل، فمن خلال فعل المقاومة ( الجهاد على أنواعه) اضطر الإسرائيليون إلى الاعتراف بالوجود الفلسطيني، فقد غيرت الانتفاضة الخريطة الإدراكية الصهيونية بشكل جذري فاختفت مقولة (العربي الغائب) كما تكفلت بباقي مقولات الصهيونية الزائفة حيث تركت جرحاً غائراً في الوجدان الصهيوني أكثر عمقاً وجذرية من أي جرح سابق، فلم يعد بوسع الصهيوني أن يزعم أن العربي شخص متخلف هامشي أو عدو أزلي لا عقلاني لليهود فقد رأى بعينيه السكان الأصليين الفلسطينيين وقد هبوا هبة رجل واحد يدافعون عن حقوقهم المشروعة التي لا يمكن التنازل عنها وأرسلوا له حجراً يحمل رسالة لا يمكن أن تتهم بالتخلف أو الهامشية: رسالة تخبره أن وهم السلام المبني على الظلم والبطش قد انتهى وأنه لا سبيل أمامه إلا السلام المبني على العدل والذي لا ينطلق من الإجماع الصهيوني ونظريات الحقوق اليهودية المطلقة، وإنما من الحق الإسلامي والعربي والفلسطيني في الأرض والمقدسات الذي تسنده كل القيم والأخلاق السماوية والشرائع العادلة الأرضية [6].

كما رأى الشعب العربي والشعوب الإسلامية تتحرك بتلقائية غير عادية لمساندة الشعب الفلسطيني في كفاحه بشتى السبل وفي ذلك رسالة واضحة جلية لصناع القرار في الغرب الذين كانوا قد شطبوا من حساباتهم ما سموه (الشارع العربي) و(الشارع الإسلامي)، أي الرأي العام العربي والرأي العام الإسلامي، ومما لا شك فيه أنهم سيعيدون حساباتهم في ضوء ذلك التحرك كله[7]، في ضوء ذلك كله، طرح المسيري عدة مسارات علمية معرفية وجهادية عملية يمكن من خلالها حل قضية فلسطين، بيانها كالتالي:

أولاً: مسار الدرس المعرفي

1- تجديد الخطاب العربي الإسلامي في تناول القضية

دعا المسيري من خلال نموذجه التفسيري الجديد لمواجهة الصهيونية وداعميها الغربيين إلى التخلص من الاختزال الكبير الذي يهيمن على الخطاب الإسلامي المناهض للكيان الصهيوني والذي يفترض وجود استمرارية بين يهود الماضي والحاضر والمستقبل لأنه جوهر الرؤية الصهيونية ذاتها، ولأن الفكر التآمري قد وضع الصراع الإسلامي الصهيوني[8] في إطار رؤية آخر الأيام؛ بمعنى أنه خرج بالصراع من دائرة التاريخ والزمان باعتبار أن الصراع مستمر حتى يوم القيامة وآخر الأيام، لأنه إذا كان الأمر كذلك فما معنى الانتفاضة؟ وما جدوى المقاومة؟

كما اجتهد في بيان رؤية جديدة لمن هو اليهودي في الإسلام؛ كما سبق بيانها، ودعا الفقهاء والعلماء للاشتباك معها وفحص جدواها ومقدرتها التفسيرية والتعبوية[9]، ورفض أيضاً وصم اليهود بنزوعهم الأزلي والحتمي والطبيعي للشر، كما رفض فكرة الهوية اليهودية العالمية وبين وضوح الموقف الإسلامي الرافض منها، ورفض عدم تفرقة كثيرين من المسلمين بين اليهود والصهاينة وبين اليهودية والصهيونية وبين يهود الماضي ويهود الحاضر مؤكداً أن هذا الموقف العملي المادي يتنافى مع القيم الأخلاقية المطلقة (المرسلة من الله)، فالإنسان المؤمن يرفض التنازل عن قيمه بسبب نفع مادي، ولكن حتى على المستوى العملي نجد أن تبني هذا المنطق خطر لأقصى درجة للأسباب التالية:

ا- افتراض وحدة اليهود سيقلل من مقدرتنا على رصد الظواهر اليهودية والصهيونية إذ: سنكتفي برصد العموميات دون رصد المنحنى الخاص للظواهر، وسنبحث عن الدلائل والقرائن التي تدعم وجهة نظرنا دون النظر إلى خصوصيات الظواهر، فلا نستطيع التفرقة بين: اليهود والصهاينة، وبين الرافضين لإسرائيل بينهم والمؤيدين لها، وبين المدافعين عن حقوقنا والداعين إلى سلبها من بينهم، وفي ذلك إضعاف كبير لقضيتنا وحقوقنا.

بتثبيت  فكرة الهوية اليهودية العالمية والترويج أن اليهود مسئولون عن الشرور كافة في العالم ينسب لهم قوى شيطانية خارقة تولد الرعب في قلب المجاهد حتى قبل دخول الحرب..

جالترويج للهوية اليهودية العالمية يجعل اليهود هم المتحكمون في شئون العالم بأسره، في حين أن الدولة الصهيونية ما هي إلا أداة في يد الاستعمار الأمريكي على وجه الخصوص والغربي على وجه العموم، وهذا هو العدو الحقيقي الذي يحاول أن يفرض منظومته على العالم فيحوله إلى سوق ومصنع بينما الدولة الصهيونية هي الوسيلة والجزء وليست الغاية والكل، ومن ثم فإن إنهاء هيمنة الاستعمار على مقدراتنا يسهل القضاء على تابعه الصهيوني[10].

د الترويج للمنطق الذي يرى اليهود باعتبارهم مجموعة بشرية متجانسة وككتل (إثنية أو عرقية) واحدة يكرس رؤية علمانية تقوض دعائم القيم الأخلاقية وضرورة الحكم الأخلاقي الفردي على الآخر؛ وفي منطقة مثل منطقتنا العربية الإسلامية حيث توجد أقليات عديدة (دينية وإثنية ولغوية) عاشت عبر مئات السنين داخل الفسيفساء الإسلامية الثرية يؤدي هذا الواقع إلى تفجرات عرقية وإثنية ودينية وربما يؤدي إلى تآكل العقد الاجتماعي الإسلامي، ومن ثم يصعب من وجود وحدة كاملة بين أبناء حضارتنا العربية المسلمة من المسلمين والمسيحيين واليهود لمواجهة العدو الصهيوني.[11]

هتبني رؤية اليهود باعتبارهم كلاً لا يتجزأ من الصعب تفتيتهم ومن الصعب على العناصر اليهودية الرافضة للصهيونية (وللحلولية الوثنية) أن تنشط وتظهر وتعبر عن نفسها يتجاهل حقيقة تاريخية وهي أن الصهيونية حركة إلحادية معادية لليهودية وتطرح نفسها بديلاً لها، ولذلك فإن الطرح المجرد والتعميمي وقبول الأمور على إطلاقها سيجعل الاستفادة من هذه التناقضات الداخلية أمراً صعباً وسيؤدي إلى القضاء على العناصر الرافضة للصهيونية ودولتها[12].

و شحذ الهمم للجهاد لابد أن يتم من منطلقات إسلامية وبديباجات إسلامية، فالإسلام يدعو إلى الجهاد ضد أعدائه وضد من يسلبون حقوق المسلمين دون السقوط في أية عنصرية، كما حدث في حروب الرسول ﷺ العادلة ضد المشركين وأهل الكتاب في المرحلة المدنية [13]، يقول الله تعالى: } وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ {[14]، ويقول تعالى: }أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ {[15].

2- تجديد الخطاب المعرفي العربي في المسألة اليهودية الصهيونية الإسرائيلية

دعا المسيري من خلال نموذجه التفسيري الجديد إلى تجديد الخطاب المعرفي العربي حول اليهود والصهيونية وإسرائيل، وأكد على الباحث العربي أن يبتعد عن استخدام مصطلحات مثل (الشعب اليهودي) و(القومية اليهودية) أو حتى (الصراع العربي اليهودي) لأنه لا يوجد بين الدين الإسلامي والقومية العربية من ناحية والدين اليهودي من ناحية أخرى أي صراع سياسي مسلح أو غير مسلح وإنما الصراع إسلامي صهيوني[16]؛ أي صراع بين المسلمين والمستوطنين الصهاينة الذين استوطنوا فلسطين عن طريق العنف والاستعمار[17].

ودعا إلى إعادة التفكير في طرق تفكيرنا في المسالة الصهيونية بشكل مبتكر حتى نحسن أدائنا التنظيري والتفسيري الذي يجعلنا ندرك الواقع بشكل أكثر تركيباً دون الركون للمقولات الاختزالية العامة الجاهزة، ودعا إلى استخدام النماذج التحليلية باعتبارها طريقة أكثر كفاءة من الطرق الأخرى في عملية رصد واقع وتاريخ اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل ودراسته وفي تنظيم المعلومات الخاصة به وتصنيفها وفي كيفية استخلاص النتائج والتعميمات منه.

كما دعا الباحث العربي إلى استخدام مفهوم الجماعات الوظيفية باعتباره مفهوماً تحليلياً مركباً يبين: أهمية الدور الوظيفي للجماعات اليهودية، ويجعلنا ندرك الجماعات اليهودية باعتبارها وظيفة تؤدى ودوراً يلعب داخل مجتمع الأغلبية، ومن ثم يمكن لنا أن ندرك الاستمرارية بين المفهوم الغربي لليهود باعتبارهم جماعات وظيفية وبين الرؤية الغربية للدولة الصهيونية باعتبارها دولة وظيفية (قاعدة للاستعمار الغربي وحليفاً استراتيجياً له).

كما دعا إلى التمييز بين التاريخ المقدس في العهد القديم والتاريخ الزمني الذي يعيش في إطاره أعضاء الجماعات اليهودية: فلا يوجد تاريخ يهودي عام وعالمي مستقل عن تواريخ البشر، ولا يوجد تاريخ للصهيونية مستقل عن تاريخ الحضارة الغربية الحديثة، ولا تاريخ للصهيونية غير اليهودية منفصل عن تاريخ الصهيونية بين اليهود، ولا تاريخ للصهيونية منفصل عن تاريخ العداء لليهود، ولا تاريخ للفكر اليهودي بمعزل عن تاريخ الفكر الغربي[18].

كما دعا إلى إعادة تأسيس حقل دراسة اليهود واليهودية والصهيونية انطلاقاً من رؤية عربية إسلامية[19] من خلال نموذجه التحليلي والذي تتفرع عنه آليات تحليلية تيسر علينا تحليل الظاهرة الصهيونية تفكيكاً وتركيباً وفهمها دون اختزالها[20]، كما دعا إلى أن يكون البحث العلمي في مجال الصهيونية معركة ضارية مع العنصرية والاستعمار باعتبار أن المعركة مع الصهيونية ليس لها علاقة كبيرة بالصراع العربي الإسرائيلي، فالعداء للصهيونية ينبع من العداء لكل أيديولوجيات العنف والعنصرية (مثل النازية وأيديولوجية التفرقة اللونية في جنوب إفريقيا)[21].

كما دعا إلى أنسنة اليهود ورؤيتهم باعتبارهم ظاهرة زمنية تاريخية ومن ثم يمكن التعامل معهم سلماً أو حرباً دون تبرئة ساحتهم والتعاطف معهم، وإلى مراجعة مرجعية حقل الدراسات المعني باليهود واليهودية ومصطلحاته المشبعة بالمفاهيم الأولية (القبلية) لليهودية والصهيونية والعدد الهائل من المفردات(مثل الشعب والأرض) التي تكتسب دلالات خاصة تخرجها عن معناها المعجمي المألوف[22]، ومن أهم ثمار هاتين العمليتين التجديديتين المعرفيتين:

ا- هدم أساطير الصهيونية

رأى المسيري أن تجديد الخطاب العربي والإسلامي في التعامل مع اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل سيكون فاتحة خطاب جديد للتعامل مع الكيان الاستيطاني الذي يحتل فلسطين ومن يدعمونه من قوى إمبريالية، وستكون أولى ثمرات ذلك: سقوط الوهم المتعلق بأن الصهيونية هي مشروع ناجح تماماً أسس الدولة وحقق كل ما يصبو إليه من أهداف وغايات؛ فعلى الرغم من أنه لا يمكن إنكار في أن هذا القول شيئاً من الحقيقة إلا إنه إلى جانب مواطن القوة توجد مواطن ضعف كثيرة يمكن رؤيتها والعمل على تعميقها.

ب- رفض المؤامرة اليهودية الكبرى

كما رأى أن تجديد الخطاب المعرفي العربي والإسلامي في القضية الصهيونية سيؤدي مباشرة بالعرب والمسلمين إلى رفض فكرة المؤامرة اليهودية الكبرى أو العالمية، لأن فكرة المؤامرة أكذوبة تلائم معظم الأطراف المشتركة في الصراع العربي الإسرائيلي: فإسرائيل تستفيد كثيراً من هذا الفكر التآمري لأنه يضفي عليها من القوة ما ليس لها ومن الرهبة ما لا تستحق وهو في النهاية الأمر يجعلها تكسب معارك لم تدخلها، كما أن الحكومات الأمريكية المختلفة تفسر للزعماء العرب عجزها عن مساعدة الحق العربي بتعاظم النفوذ الصهيوني في الكونجرس[23]، أما الحكومات العربية فإنها تفسر تخاذلها وهزيمتها أمام العدو الصهيوني على أساس الأسطورة المريحة نفسها، وبالتالي يجد كل أطراف الصراع تفسيراً يبدو معقولاً ومقبولاً لوضعه أمام نفسه وأمام جماهيره[24]، فاليهود، ليسوا عباقرة أو شياطين وإنما بشر يمكن الحديث معهم ويمكن إراقة دمهم وعوامل القوة والضعف والحياة والموت كامنة في هذا الكيان الضخم[25] ومن الممكن التحدث عن لحظة سقوطه ومن الممكن أيضاً مناقشة الآليات التي تؤدي إلى ذلك[26].

ثانياً: الجهاد العملي

1- الانتفاضة

رأى المسيري أن الصهيونية باعتبارها حركة علمانية إمبريالية شاملة؛ وليست حركة يهودية كما تدعي، تستدعي أن يأخذ الكفاح العربي الإسلامي ضدها هذا الأمر بعين الاعتبار وأن نقف ضد هذه الصهيونية باعتبارها معادية للفلسطينيين والعرب وللإنسانية كافة[27]، كما أن قيام العرب بالمقاومة سيهز الإجماع الصهيوني[28]، فالقضاء على الجيب الاستيطاني لا يمكن أن تتم إلا من خلال الجهاد اليومي المستمر ضده، وأن الانتفاضة الفلسطينية تعد نموذجاً متكاملاً ورؤية للكون يمكن استخدامها في إدارة المجتمع العربي بطريقة تفجر الإمكانات الثورية والإبداعية لدى الجماهير الفلسطينية العربية والإسلامية[29] وليست مجرد حركة عصيان مدني لتحرير فلسطين أو الشعب العربي[30].

2- الحوار المسلح

أكد المسيري أن الصهاينة وداعميهم الغربيين يلجأون إلى الدعوة والتفاوض وجهاً لوجه والابتعاد عن عُقد التاريخ وحساسيات الهوية من أجل تشويه حقيقة الصراع العربي الإسلامي معها وتزييفه، ولذلك شًدد على أن مثل هذه الدعوة للحوار دون تحديد المنطلقات والأطر هي في واقع الأمر دعوة لمحو الذاكرة والتخلي عن القيم والتعري الكامل، وأكد أنه في غياب الندية فإن ما يحسم الحوار هو السلاح[31].

وهو لم يرفض الحوار بالكلية لكنه شًدد على أنه يكون مثمراً وذلك عندما يبدأ من التاريخ والقيم ومن الواقع المركب الذي نعيشه، فأي حوار مع الآخر الصهيوني لا بد أن يبدأ بتعريف المشكلة لا أن ننساها أو نتناساها، ولا بد أن نتذكر أن هناك كياناً استيطانياً احتلالياً وكتلة بشرية غازية وأن ثمة (مسألة فلسطينية) متمثلة في شعب فقد أرضه ولم يفقد ذاكرته ولذا فهو متمسك بها ويناضل من أجلها.

أي أن الحوار المطلوب مع الصهاينة ومن يدعمونهم لا بد أن يبدأ بالاعتراف بشذوذ إسرائيل البنيوي وشرعية المقاومة وفحوى التاريخ وبالوجود الفلسطيني، ولا بد أن يبدأ من تقرير الإطار القيمي وأن العدل هو الذي يجب أن يسود وأن العنصرية شيء بغيض، ومن ثم لا بد أن يتوجه لقضية الظلم الذي حاق بالفلسطينيين والتمييز العنصري الذي يلاحقهم في فلسطين المحتلة.

ومن ثم فإن الحوار الممكن مبدئياً هو (الحوار المسلح) الذي يقوم به الطرف (المظلوم) الذي وقع عليه الظلم بالمقاومة (الجهاد)، وإلحاق الأذى بالآخر (الظالم) فيبدأ هذا الآخر الظالم في إدراك أن رؤيته للواقع ليست بالضرورة مطلقة فتنفتح كوة من الرشد الإنساني في سحب الظلم الذي وقع على ضحيته ومن ثم قد يعدل من موقفه ويبدأ حوار متكافئ بين الطرفين.

وهو يرى أن هذا النوع من الحوار يتطلب رصداً ذكياً ومستمراً من جانب الضحية المقاوم الفلسطيني حتى يدرك أن اللحظة قد حانت للدخول في التفاوض مع الآخر الظالم الصهيوني، ولكن هذا لا يعني التوقف عن المقاومة لأنه لو جرى الحوار دون المقاومة المسلحة فإن هذا الآخر حبيس حواسه ورؤيته الداروينية[32] قد يرى الرغبة في التفاوض باعتبارها مؤشراً على استعداد الضحية للاستسلام للذبح مرة أخرى[33].

ولهذا دعا في حالة وجود حوار إلى التركيز على: نزع فكرة اليهودية عن الدولة الصهيونية وتأكيد جوهرها الاستيطاني الإحلالي، فالصهاينة (محتلون)  وليسوا (عائدين)، وفلسطين هي وطن الفلسطينيين وليست أرض إسرائيل، ورفض الفلسطينيين لهذا الجيب الاستيطاني وحربهم ضده ليس إرهاباً وإنما مقاومة وجزء من حركة التحرر الوطني[34].

ثالثاً: حل الدولة الواحدة

لا يرى المسيري حلاً للمسألة الفلسطينية إلا من خلال إدراك أن: الصراع القائم في الشرق الأوسط ليس نتاج (كره عميق وأزلي) بين العرب واليهود والأغيار، وأنه ليس نتيجة العُقد التاريخية والنفسية (كما يدعي الصهاينة)، وإنما هو وضع بنيوي يولد الصراع نشأ عن تطور تاريخي وسياسي وبشري محدد تم من خلاله طرد شعب من أرضه واحتلالها من قبل جماعات وظيفية تعمل لصالح المصالح الغربية في بلادنا العربية المسلمة، وطالما ظل هذا الوضع قائماً يظل الصراع قائماً، وأن لا سبيل لإنهاء الصراع إلا من خلال فك بنية الصراع ذاته، ولن يتم ذلك إلا من خلال نزع الصبغة الصهيونية عن الدولة الصهيونية وبناء دولة واحدة فلسطينية[35].

1- دولة واحدة فلسطينية

رأى المسيري أن فكرة الدولة الديموقراطية الفلسطينية التي تضمن الحقوق السياسية والثقافية والدينية لأعضاء الأقليات والطوائف الدينية والإثنية وتوفر لهم فرص الحراك الاجتماعي التي يطمح لها كل إنسان هي في نهاية الأمر الإطار الوحيد القادر على حل المسألة الإسرائيلية وعلى مساعدة المماليك الاستيطانية (الصهاينة) في الخروج من المأزق الذي وضعتهم فيه الصهيونية والإمبريالية العالمية الغازية لبلادنا.

فهذا الحل هو الذي يكفل للمستوطنين وأبنائهم الحقوق المدنية والسياسية الكاملة كأفراد أو حتى كجماعة لها طابعها الإثني المستقل الذي يمكنه من التعبير عنه من خلال إطار الدولة الفلسطينية الواحدة المقترحة، وبهذا لا تكون الاستراتيجية العربية التحريرية استراتيجية لتحرير(الأرض) أو حتى لتحرير الفلسطينيين وحسب وإنما تكون أيضاً استراتيجية لتحرير المستوطنين من الدور المملوكي[36] الاستيطاني الذي فرض عليهم ومن (المصير الصهيوني) ومن الميثاق المقدس الذي يلقي عليهم عبئاً فريداً لم يختاروه يُسيل دماءهم ودماء الآخرين[37].

إن رؤية المسيري لحل القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين والقدس من الكيان الصهيوني الغاصب والحل الذي يقدمه تمثل رؤية بديلة يمكن تبنيها بعد تطويرها لمجابهة الحل الأمريكي الهادف لوأد قضية فلسطين؛ خاصة أن هذا الحل الذي يقدمه يستند إلى الشرعية الأخلاقية والقانونية التي يقرها العالم أجمع في حين أن الحل الأمريكي الصهيوني ينافي الشرعية الدولية القانونية والأخلاقية، كما أنه بالمقارنة مع الحل الذي يطرحه البعض في تيار تحرير فلسطين من النهر(نهر الأردن) إلى البحر المتوسط[38] والذي يرفض طرح أي حلول لمسألة فلسطين في الفترة الحالية ويستند لأسباب عديدة لرفض حل الدولة الواحدة، نجد أن رؤية المسيري تتقاطع مع بعض عناصره من ناحية وتحتاج إلى إجابات لبعض تساؤلاته الحقيقية من ناحية ثانية، كما يلي: فبالنسبة لجوانب الاتفاق، فهي تتمثل فيما يلي

(1) أن قضية فلسطين، تعني كل فلسطين وتحريرها بالكامل وعودة كل اللاجئين إليها.

(2) في حالة عدم تقبل الحل المتعلق بفلسطين التاريخية، فهما يتفقان معاً في ضرورة خوض معركة الانتفاضة الحالية لدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات من القدس والضفة باعتبارهما هدفين يستطيعان توحيد كل الشعب الفلسطيني وكل الفصائل الفلسطينية وتسمح موازين القوى الراهنة بتحقيقهما، وذلك إذا ما تطوّرت الانتفاضة إلى العصيان الشعبي الشامل وأصرّت على دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وبلا قيدٍ أو شرط.

(3) الاتفاق بينهما في ضرورة أن يبقى الكيان الصهيوني في نظر العرب والمسلمين وأبناء آدم ممن ينحازون للحق والعدل حالة عدوان سافر ومرفوض من القانون الدولي والمواثيق الدولية مهما طال الزمن حتى يتم تفكيك بنيته الصهيونية الإحلالية الاستعمارية.

ولكن تظل هناك تساؤلات عديدة يطرحها تيار فلسطين من النهر إلى البحر[39] لا تجيب عنها رؤية المسيري تتمثل في:

(1) لا تقدم تلك الرؤية أية استراتيجية تحقق إقامة (الدولة لمواطنيها) بعد تفكيك النظام الكولونيالي الاستيطاني العنصري ولا عن كيفية تفكيك هذا النظام؟ وكيف سيُقنع (يهود إسرائيل) الذي سيكونون مواطنين في الدولة الفلسطينية المفترضة بالتخلي عن عقيدتهم الصهيونية؟ وكيف سيفرض عليهم التفكيك أولاً، ثم كيف سيقتنعون بإعادة البيوت التي يسكنون فيها لأصحابها، وكذلك الأراضي التي يزرعونها؟ وكيف سيقنعون قادة الكيان الصهيوني للتفاوض حول كل فلسطين وهم قد بنوا كل أوهامهم على أن فلسطين هي الوطن لكل يهود العالم؟

(2) هذه الرؤية لا تجيب على الإشكالية المتعلقة بمنح تنازل مجاني بالتبرّع سلفاً بمساواة (اليهود المستوطنين الاستعماريين العنصريين) بالمسلمين والمسيحيين العرب الفلسطينيين، دون أن تُقابَل من المعني باعتراف أنك مساوٍ له في الحق بفلسطين فتنقله عملياً من ظالم مغتصب لا حق له في فلسطين إلى صاحب حق في الوقت الذي يتطاول فيه المستوطنون ويسلبون ما وصلت إليه أيديهم.

(3) هذه الرؤية تضمر معنى إسقاط الهوية العربية والفلسطينية عن الدولة المقترحة ولا تحدد أي هوية للدولة المقترحة مستقبلياً.

وعلى الرغم من وجاهة هذه الانتقادات لرؤية المسيري إلا أنه يمكن القول أن طرحه لحل للقضية يجعلها حية في: ساحات السياسة والقانون والثقافة والإعلام دون الإخلال بحقوقنا كاملة في فلسطين مع مراعاة متغيرات الواقع في إطار استراتيجية شاملة للجهاد، كما أنها تعد أقوى حجة من الرأي الداعي لعدم طرح حلول للصراع لأنها تعني أننا معنيون فعلاً بحل الصراع في إطار عادل لا يضيع حقوقنا ولا يتجاوز إعلانات حقوق الإنسان التي تحكم علاقات الناس اليوم ولا يظلم حقوق اليهود الذين يريدون العيش في فلسطين كمواطنين لا كصهاينة مستوطنين إحلاليين، فطرح رؤانا التي لا تنتقص من حقوقنا أفضل من امتلاء الفضاء العربي والعالمي برؤى مزيفة لحل الصراع تأخذ لها مواقع متقدمة في الساحة الدولية وفي عقول وقلوب وناشئتنا دون وجود رؤى بديلة تتصدى لها.

وفي الأخير يمكن القول أنه طوال ما يقرب من خمسين عاماً تناول المسيري الظاهرة الصهيونية في مراحلها المختلفة حتى تنبأ بنهاية اسرائيل، أنه قد طور أفكاره ومفاهيمه المعرفية العملية عن اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل بعيداً عن: كهنوت اليهود المنهجي ومؤسساتهم الرسمية التي ظلت تنتج فكراً زائفاً، وكذلك مؤسسات الغرب الإمبريالي ومؤسساتنا العربية العلمية والسياسية والدينية، وقدم رؤية جديدة لها من خلال نموذج تفسيري معرفي شامل، وأسس لبداية جديدة لحقل دراسات اليهودية والصهيونية، ووضع أسساً راسخة لكيفيات التعامل المختلفة مع الكيان الصهيوني حتى يتم تصفيته تماماً وتحقيق الدولة الفلسطينية التي تسع جميع مواطنيها على قدم المساواة الحقيقية العادلة من خلال الاستناد إلى إدراك عربي إسلامي للظواهر اليهودية والصهيونية والإسرائيلية ينطلق من مرجعية عربية إسلامية تتبنى النموذج المعرفي التحليلي الفضفاض القادر على أن ينتج خطاباً عربياً إسلامياً جديداً يسهم في حل المسألة الفلسطينية كجزء من بناء مشروعنا الحضاري العربي الإسلامي.

كما بين ضرورة فهم حركة الجماعات اليهودية في العصر الحديث وسر تركزهم في بقع معينة دون غيرها وفي تشكيل حضاري دون غيره من خلال مفهوم الجماعة الوظيفية، وهو ما يفتح الباب لدراسات حقيقية لطبيعة تعاملنا مع أعضاء الجماعات اليهودية في العالم وعلاقتهم بإسرائيل قبولاً ورفضاً، وهو ما يجب أن يكون في صدارة أولوياتنا؛ خاصة يهود أمريكا اللاتينية التي تعول عليهم إسرائيل كثيراً وباقي الجماعات اليهودية التي تحاول في ضوء احتياجها لأعداد جديدة تقابل حالة التراجع السكاني لها وللهجرة العكسية منها وتزايد السكان العرب داخلها البحث عنهم بل واختلاقهم وترغيبهم في الهجرة إليها، ومن ضمن تلك المحاولات ما كشف النقاب عنه أخيراً عن تقرير جرى إعداده في إحدى الوزارات الإسرائيلية يبين أن النظام الإسرائيلي يسعى إلى مضاعفة عدد اليهود في العالم خمس مرات؛ أي من (15) مليوناً اليوم إلى (75) مليون نسمة، وذلك عن طريق تهويد كل من توجد له علاقة غير مباشرة باليهودية بطريقة جديدة وهي النبش في جميع أنحاء المعمورة عن كل من يعتقد بأن له علاقة باليهودية أو بإسرائيل؛ سواء من قريب أو من بعيد، وتحويلهم إلى اليهودية بشكل شرعي، من خلال العمل على عدة أهداف متزامنة من ضمنها ربط ملايين من البشر بإسرائيل وتعزيز علاقتهم بها أو باليهودية أو فحص إمكانية استجلابهم إلى البلاد وتهويدهم أو تجنيدهم للوقوف إلى جانب إسرائيل عبر حملات إعلامية وتربوية في أوساطهم[40].

كما أعاد للعقول حقيقة الصراع مع العدو كما هو صراع مركب وطويل لكنه ليس مؤامرة عالمية بدأت مع بداية الزمان وستظل حتى نهايته وإنما هو صراع مع الإمبريالية الغازية الطامعة في ثرواتنا ومقدراتنا، وأن الدولة الصهيونية ما هي إلا قاعدة عسكرية واقتصادية وثقافية وسكانية للاستعمار الغربي والصراع معها إنما هو جزء من المواجهة العامة مع الحضارة الغربية الغازية، كما أسهمت دراسته للصهيونية في تبديد كل الأفكار والمعتقدات الغيبية اللاعلمية عن الظاهرة وكيف نفهمها ونجعلها في قلب ونسيج الثقافة العامة قبل الخاصة، وأعاد لفلسطين وشعبها مكانتهم وعودتها لتبوء مكان الصدارة في وعي العرب بعد أن توارت بحجاب التطبيع والسلام الزائف.

كما أن من أهم نتائج نموذج المسيري التفسيري أنه قد انتقل به من مستوى السياسي والعاطفي والمباشر إلى المعرفي، ولا يمكن لقارئ للموسوعة إلا أن تتغير رؤيته تماماً لطبيعة اليهود واليهودية والصهيونية وعلاقتنا كعرب ومسلمين بهم وبالقوى الإمبريالية التي تدعمهم وطبيعة علاقتنا معهم صراعاً أو سلماً.

واليوم من يسمع ويشاهد الإنسان العربي الفلسطيني في غزوة “طوفان الأقصى” أو بالأمس القريب في مسيرات العودة يوقن أن رؤيته لطبيعة الصراع ووسائله وأدواته تزداد رسوخاً وصحة وقابلية للتطبيق، فمازالت المقاومة (الجهاد) قائمة لم تهن ولم تحزن ولم تجزع ولم تتراجع؛ على الرغم من حال الهوان العربي وتكالب الإمبريالية الغربية على القضية، وهو المؤشر القوي على قرب عودة الروح للجماهير العربية والإسلامية التي انتفضت لما يحدث في فلسطين والقدس، وهي عملية طويلة ومستمرة تتطلب المثابرة والنفس الطويل والايمان بحتمية انتصار الشعوب وقضاياها فهذا هو المصير الوحيد لقضية فلسطين العربية المسلمة.

 

 

[1] العراق، دولة عربية إسلامية، عاصمتها بغداد، فتحت في عام (14ه) على يد سعد بن أبي وقاص. أعلنت جمهورية في عام 1958م، واحتلتها أمريكا عام 2003م وخرجت منها عام 2011م. انظر: أبو خليل، شوقي. أطلس دول العالم الإسلامي. ط2. بيروت: دار الفكر، 2003م، ص7.

[2] إيران، إحدى دول العالم الإسلامي، عاصمتها طهران، دخلها الإسلام أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13-23ه)، وحكمتها سلسلة من الأسر الحاكمة، وأعلنت فيها الجمهورية عام 1979م. انظر: المصدر نفسه، ص25.

[3] حرفي، سوزان. حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري: الصهيونية واليهودية، ص99.

[4] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص25.

[5] المسيري، عبد الوهاب. رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر، ص282-283.

[6] المسيري، عبد الوهاب. الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى الانتفاضة الفلسطينية، ص178.

[7] المسيري، عبد الوهاب. الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى الانتفاضة الفلسطينية، ص178-179.

[8] سورة الإسراء تبين طبيعة الصراع بين المسلمين واليهود وامتداده حتى آخر الزمان، وتحتاج رؤية المسيري للعرض على مقاصد سورة الإسراء ومجمل ما عرضه القرآن عن طبيعة الصراع بين المسلمين واليهود.

[9] حرفي، سوزان. حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري: الصهيونية واليهودية، ج3، ص230.

[10] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج4، ص29.

[11] المصدر نفسه، ص29-30.

[12] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج4، ص30.

[13] المصدر نفسه، ص30.

[14] البقرة: 190.

[15] الحج: 39.

[16] طبيعة الصراع مع الصهاينة إسلامي عربي وليس عربياً فقط وهي نقطة بحاجة لتحليل ونقد واسع في رؤية المسيري للقضية الفلسطينية يطمح الباحث لدراستها مستقبلاً إن شاء الله.

[17] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، مصدر سابق، ج6، ص24.

[18] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج1، ص50.

[19] المصدر نفسه، ص53.

[20] المسيري، عبد الوهاب. رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر، ص314.

[21] المصدر نفسه، ص541.

[22] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج1، ص51.

[23] الكونجرس الأمريكي (Congress)، هو المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف من مجلسين هما: مجلس الشيوخ ومجلس النواب. انظر: غربال، شفيق (اشراف وتحرير). الموسوعة العربية الميسرة، ج5، ص2799.

[24] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج2، ص368-369.

[25] مع ملاحظة أن هناك دوراً للمؤامرات الغربية الاستعمارية لا يمكن الاستهانة به أدى إلى تسهيل مهمة العصابات الصهيونية في التسلل إلى فلسطين واستيطانها ومن ثم احتلالها فيما بعد بمعونة بريطانيا ومن بعدها أمريكا.

[26] المسيري، عبد الوهاب. رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر، ص485.

[27] حرفي، سوزان. حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري: الصهيونية واليهودية، ج4، ص116.

[28] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، مصدر سابق، ج7، ص20.

[29] المصدر نفسه، ج1، ص171.

[30] المسيري، عبد الوهاب. نهاية إسرائيل، ص182-183.

[31] الحوار المسلح، مصطلح صكه المسيري ويقصد به أن يرسل الطرف المعتدى عليه للظالم المسلح رسائل نقدية ليؤكد إنسانيته وسيادته ويحصل على حقوقه المغتصبة، وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، مثل: المقاطعة الاقتصادية، والجهاد المسلح. انظر: حرفي، سوزان. حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري: الهوية والحركية الإسلامية، ج3، ص 47.

[32] الرؤية الداروينية، هي الرؤية الغربية للكون المنطلقة من نظرية دارون عن التطور البشري، والتي لا ترى الكون سوى مادة محضة وأنه مرجعية ذاته فلا مركزية لإله ولا لإنسان وإنما سيولة تامة تنفي أي= أخلاق أو قيم إلا أخلاق القوة وقيم الظلم، وهي النموذج المعرفي الكامن وراء معظم الفلسفات العلمانية الشاملة. انظر بتوسع: المسيري، عبد الوهاب. الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، ص97-104.

[33] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج7، ص22-23.

[34] المصدر نفسه، ص614.

[35] هذه النقطة جزء من سلسلة أطروحات للمسيري بصدد حل القضية الفلسطينية تحتاج إلى نقاش وتحليل معمق في ضوء ما نراه من افتئات شامل على الحق العربي والإسلامي في فلسطين وفي القلب منه الحق في مدينة القدس.

[36] الدور المملوكي، يقصد به تلك المجموعات البشرية  التي تستجلبها المجتمعات الإنسانية من خارجها؛ في معظم الأحيان، أو تجندها من بين أعضاء المجتمع أنفسهم من بين الأقليات الإثنية أو الدينية ثم يوكل لهم وظائف المرتزقة وقتل أعداء أسيادهم الذين يدفعون أجورهم. انظر: المسيري، عبد الوهاب. الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذج تفسيري جديد، ص14-15.

[37] المسيري، عبد الوهاب. موسوعة تاريخ الصهيونية، ج3، ص95-96.

[38] لبيان وجهة نظر تيار فلسطين من النهر إلى البحر، انظر: شفيق، منير. هزال شعار دولة لكل مواطنيها”، موقع فلسطين اليوم، تاريخ الدخول (19 نوفمبر2018م)، على الرابط التالي:

https://paltoday.ps/ar/post/276166/%D9%87%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%82=

وانظر أيضاً مقاله بعنوان: “الثوابت الفلسطينية واللغط حولها”، موقع شبكة فلسطين للحوار، تاريخ الدخول (19 نوفمبر 2018م)، على الرابط التالي:

https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=700881

[39] يقصد من نهر الأردن شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً.

[40] مجلي، نظير. “وزارة إسرائيلية تبتكر طريقة استثنائية لزيادة عدد اليهود في إسرائيل”، جريدة الشرق الأوسط ، تاريخ الدخول ( 19 نوفمبر 2018م)، على الرابط التالي:

https://aawsat.com/home/article/1220551/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%B1-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-=%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى