مقالاتمقالات مختارة

رؤية الإسلام في مواجهة “فيروس كورونا“

رؤية الإسلام في مواجهة “فيروس كورونا“

بقلم مجدي محمد مدني

إن الدين الإسلامي دين الوسطية والعدل، الذي جمع بين الجانب الروحي والجانب المادي، وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ فهو يرعى احتياجات الناس المادية والروحية، ويتضمن الوسائل العملية التي تحمي الأفراد والمجتمع والأمة من الأمراض والأوبئة؛ ومنها فيروس كورونا المستجد.

 يتضمن المنهج الإسلامي في ذلك ثلاثة عناصر، كالآتي:

أولا: الجانب العقائدي، وهو جانب الإيمان:

1- الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. تلك العناصر الستة تمثل إكمال الإيمان؛ ومنها الإيمان بالقدر.

2- الإيمان بأن فيروس كورونا المستجد هو بأمر وقدر الله سبحانه وتعالى.

3- إن هذه الجائحة لتذكير البشر للرجوع والتضرع إلى الله تعالى: يقول الله تعالى: ” وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ” (المدثر: 31)، ويقول الله تعالى: “وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ: ((السجدة: 21). ويقول الله تعالى: “فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ “(الأنعام: 43).

4- يجب المداومة على الأدعية الواردة في السنة النبوية، وهي الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في كل الأوقات؛ خاصة صباحاً ومساءاً، والقرآن الكريم.

ثانياً: جانب الأخذ بالأسباب:

1- اتباع الطرق الوقائية والعلاجية الواجبة، وتنفيذ إرشادات المنظمات العالمية والمحلية في هذا الأمر.

2 – أخذ الاحتياطات الخاصة بالطواقم الطبية وتوفير المستلزمات الطبية الوقائية والعلاجية، فهم خط الدفاع الأول.

3- ضمان توفير المستلزمات الوقائية والعلاجية والأدوية للمرضى.

4- إجراء الفحوص الطبية اللازمة بدقة، والتشخيص بناء على هذه الفحوصات، ووصف أفضل الأدوية للعلاج.

5- تطبيق منهج الاقتصاد الإسلامي؛ المتمثل في الزكاة والصدقات. يقول الله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (التوبة:103). ويقول الله تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة: 274). وفي مصارف الزكاة؛ يقول الله عز وجل: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).

6- من شروط الإنفاق طبقاً لمنهج الاقتصاد الإسلامي، أن يكون على الطيبات من المواد الغذائية والأدوية والخدمات؛ طبقاً لمبدأ الأولويات، المتمثل في الإنفاق على (الضروريات) التي تتوقف عليها حياة الناس الدينية والدنيوية، ثم الإنفاق على المنتجات التي تيسر الحياة على الناس وتزيل الحرج والمشقة عنهم وهي (الحاجيات).

7- عدم التكالب على شراء الأطعمة والأغذية فوق الحاجة حتى لا تحدث الأزمات.

8- حماية المستهلك من قبل الدولة والمجتمع المدني. ونظام الحسبة في الإسلام، مع تنفيذ القرارات الإدارية الحكومية، والرقابة على الأسواق، ومحاربة الغش والاحتكار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”، وقال صلى الله عليه وسلم: “المحتكر ملعون، والجالب مرزوق”.

9- الرقابة على الأسواق وتوقيع العقوبات على المخالفين في كافة المجالات التي تهم المستهلك من طعام وشراب وأدوية وخدمات، بالإضافة إلى الرقابة على المكاييل والموازين والوفاء بالعقود بين البائع والمشتري..إلخ، وكل ذلك من وسائل حماية المستهلك، وتزداد الحاجة إلى ذلك في وقت الأزمات.

10- التفاني والعمل بجدية وإتقان في المجالات الصحية والدوائية والمجالات ذات الصلة.

ثالثاً: الجانب الخُلقي:

1- الربط بين الدين والخُلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

2- إن ضعف الخلق من ضعف الإيمان، فالإبعاد عن الرذائل، والتطهير من سوء القول وسوء العمل هو حقيقة الصلاة، وقد جاء في الحديث الذي رواه النبي عن ربه: “إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل بها على خلقي، ولم يبت مصراً على معصيتي، وقطع النهار في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب” (البزار).

3- الرحمة، والإيثار، والصدق، والإخلاص..إلخ من مكارم الأخلاق. عن أبي هريرة؛ قال: سمعت الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تنزع الرحمة إلا من شقي” (أبو داود).

 من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للوقاية من فيروس كورونا؛ الآتي:

– بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

–  اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت.

–  أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.

– اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.

– وقراءة القرآن الكريم؛ خاصة السور التي تقرأ لدفع البلاء؛ مثل سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتم سورة البقرة، وسورة يس، وسورة ق، وسورة الواقعة، وسورة الملك، وسورة الإخلاص والمعوذتين.

(المصدر: إسلام أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى