مقالاتمقالات مختارة

د. سامي عامري يكتب: رفقا بالشيوخ.. رحمة بالدعوة..

بقلم د. سامي عامري

أحالني بعض الإخوة إلى سلسلة في الرد على الإلحاد لشيخ من طائفة غير سنّية، يُعتبر اليوم من رموزها الفكرية البارزة.. وقد شاهدت منها في الأيام الثلاث السابقة 11 حلقة له، وساءني جدًا أن يتصدّى الرجل للإلحاد، وإن كان يبدو أن نيّته حسنة؛ لكن يظهر أنّه قد دُفع إلى ذلك دفعًا من الشباب المتحمّس؛ فالرجل غريب بالكلية عن مسائل الجدل الإيماني-الإلحادي في صورها الأحدث- إلا قليلًا، ومن غريب فعله أنه يعرّف الداروينية ومسائل الجدل فيها من الموسوعة الفلسفية للدكتور عبد الرحمن بدوي، ومن موسوعة ثانية وثالثة لا علاقة لهما بالعلوم.. ومعلوم أنّ الجدل في الداروينية يحتاج استغراقًا في القراءة في الأصول في هذا الباب، ومتابعة دؤوبة للسجال في الكشوف الأحدث، مع في هذا الجدل من تعدد لمواضيعه ودقة في مباحثة. والشيخ يبدو أنه لا يكاد يعرف شيئا عن داوكنز حتى زعم أنه أمريكي، ولا يكاد يعرف شيئا عن مدرسة “التصميم الذكي”؛ فهو ينقل مقولات (بيهي) في “التصميم غير القابل للتبسيط” عن الفيزيائي (بول ديفيس)، ولا يميّز بين الذرة والخليّة، ويزعم أنه قد تم اكتشاف أحفورة للإنسان عمرها 4 ملايين سنة، وحاول إلزام الدراونة بإلزامات ظنّها قوية، وهي ليست بذاك..
الموعظة: نصيحتي إلى الشباب السُنّي: لا ترهقوا مشاهير العلماء المنشغلين بعلوم الحديث والفقه وأصول الفقه والوعظ بالردّ على الإلحاد؛ فإنّ شهرة الرجل وما يلقاه من قبول لا يكفيان لدفعه للتصدي لظاهرة مادتها فلسفية وعلمية ومراجعها جلها أعجمية.. سقطة الشيخ المشهور لها طنين؛ فدعوا هؤلاء الأفاضل إلى ما نذروا أنفسهم له

(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى