خواطر داعية مرابط في الثّغر! (٣)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
طوبی للإخوة المرابطين الذين باعوا أنفسهم وما يملكون للّه ربّ العالمين كما جاء في صفقة المؤمنين التي ورد ذكرها في القرآن الكريم! وطوبی لهم حين يحلّق كلّ منهم بروحه للجنان كطيران الحمام الزّاجل لا يلوي علی شيء ليؤدّي رسالته علی وجه التّمام وكأنّ لسان حاله يردّد بامتنان: ربّاه هب لنا الإيمان واليقين لنستحقّ التّمكين والفوز المبين! وطوبی لهم حين يبتهلون: اللّهمّ إنّنا رضينا عنك ربّنا فارض عنّا رضا لا تسخط علينا بعده أبدا وكيف لا نرضی عنك يا غاية منانا وأنت الذي أنعمت علينا دون أن نسألك بنعمة الإيمان حين كنّا من الغلمان ثمّ أنعمت علينا بالإسلام ووفّقتنا لاتّباع قدوة الأنام ﷺ؟! وطوبی لهم يوم قالوا: ربّنا خذ منّا ما تشاء ممّا أعطيتنا من أنفسنا وأهالينا وأموالنا حتّی ترضی وما أخذت أحبّ إلينا وجلالك وعزّتك ممّا أبقيت فلك الثّناء الحسن يا ربّ البريّة علی ما قضيت وقدّرت ولك الحمد علی كلّ بليّة مادّيّة ومعنويّة ولك الشّكر علی كلّ عطيّة! ونقول بالمختصر: طوبی لكلّ مؤمن تقيّ مرابط محتسب من أهل الثّغر في أرض المحشر والمنشر قد صبر علی صبر أمرّ من الصّبر وتوكّل علی من بيده الخلق والأمر وشعاره في أيّ مكان أو مجال أو زمان: ونقول إن شحّ العطاء : فنحن للدّين الفداء!