أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى “يمهل الظالمين المعتدين ولكنه لا يهملهم، وقد يفرحون بقتل الأبرياء وسفك دمائهم ويظنون كل الظن أنهم أفلتوا من عقاب الله فتفاجأهم سنة الله من حيث لم يحتسبوا، ولقد كان بين دعوة موسى عليه السلام على فرعون وقومه (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) وبين استجابة الله لدعوته وهلاك فرعون أربعون سنة كما ذكر المفسرون .
وقال “الغامدي” في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام إن استشعار سنة أن الجزاء من جنس العمل واستحضارها في كل المواقف والأحداث يمنح العبد اليقين بعدل الله وحكمته، وأنه القادر على كل شيء الذي لا تخفى عليه خافية، ويجعل العبد يتوقع الخير من الله فيحسن الظن به ويرجو رحمته وكرمه وحسن ثوابه ويشعر بالطمأنينة والرضى؛ لأنه يعلم أنه سوف يجازى الجزاء الأوفى، فلا يبأس ولا ييأس والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ومن جازاه الله الجزاء الحسن فلا يغتر بذلك ولا يفخر، بل عليه أن يشكر الله ويسأله المزيد لكي يستديم هذه النعمة (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
وأضاف: من جازاه جزاء السوء فلا يقنط من رحمة الله وعفوه وعليه بالتوبة والاستغفار والبعد عن مساخط الله وغضبه فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، وقوم يونس عليه السلام لما آمنوا كشف الله عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين مبيناً أن سنة الجزاء من جنس العمل سنة عامة على البشرية كلها لا تحابي أحداً ولا تستثني أحداً، وهي تحل وتحق على من يستحقها في الوقت المناسب في علم الله وحكمته.
وأردف: وكذلك الذين نافقوا وأجرموا لما سخروا من الذين أمنوا وكانوا منهم يضحكون ويتغامزون كان الجزاء من جنس العمل (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الآرائك ينظرون …) وقد تحايل قوم على شريعة الله وأحكامه فغيروا وبدلوا وحرفوا إتباعاً لأهوائهم وأهواء الذين ظلموا فغير الله صورهم وأشكالهم ومسخهم قردة خاسئين وطبع على قلوبهم فلا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً
كما أوصى الشيخ الغامدي المسلمين بتقوى الله عز وجل واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى فهو المحيط بكل شيء قدرة وحكماً.
وأوضح د. الغامدي أن الله جل وعلا قد أودع هذا الكون سنناً ثابتةً لا تتغير ولا تتبدل، والعاقل السعيد هو الذي يتعرف على هذه السنن الإلهية ليعمل بمقتضاها ولا يصادقها ولا يخالفها فيعيشُ في هذه الحياة عِيشة الكرام الموفقين السعداء وله في الآخرة الأجورُ والنعماء، ومن تلك السنن العظيمة سنةٌ طالما كان لها الأثرُ الكبير في حياة الناس، وعاقبة أمرهم ومآلهم ألا وهي سنة أن الجزاء من جنس العمل إن خيراً فخير وإن شراً فشر. وفق وكالة “واس”.
المصدر: موقع المسلم.