مقالاتمقالات مختارة

خطاب العلماء للجميع للعامة والخاصة

خطاب العلماء للجميع للعامة والخاصة

بقلم محمد ممدوح جنيد

كان العلماء في سورية كلها وفي بلدي حمص بالذات يستوعبون الجميع فتلاميذهم يأخذون العلم عنهم بمعاييره وثوابته ومصطلحاته لا يأخذها اليوم بعض طلاب الجامعات ولا حتى بعض خريجيها بحيث لا تمر فترة على طالب العلم في المسجد إلا ويصبح عنده رصيد علمي جيد ينافس فيه ويباهي واسالوا أهل سورية كلها كيف كانت دروس المشايخ في المساجد تخرج – وبدون مبالغة- العلماء الأعلام ٠

وكذلك من خلال دروسهم تلك كانوا يستوعبون العامة بالوعظ والإرشاد والقصص الذي فيه العظة والعبرة.

ومرة وبينما الشيخ محمد أبو النصر خلف رحمه يعطي درسًا لتلاميذه سأله رجل من العامة فقال له مخاطبا: ياشيخ سمعتك تقول إن الله يقول: ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) بمعنى أن القرآن الكريم لم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها كذلك سمعتك تقول: ( كل شيء موجود في القرآن الكريم ) قال الشيخ له: نعم لقد قلت هذا، فقال له ذلك العامي بمنطقه وفطرته وتعبيراته البسبطة: ياشيخ هل يوجد في القرآن الكريم ( كرمال عين تكرم مرج عيون ) ؟ وهذه مقالة عامية معروفة يعني ؛ من أجل عين ألف عين تكرم ؛

فقال: نعم يوجد في القرآن ذلك. قال: وأين ؟ فأجابه الشيخ اسمع إلى قوله تعالى:

( وما كان الله ليعذِّبهم وأنت فيهم ٠٠٠) الآية

يعني يامحمد إن الله لم يرسل العذاب على قومك قريش ومن معها من الكفرة ذلك الوقت لم يرسل العذاب عليهم لأنك بين ظهرانيهم، ولأنك موجود فيهم، ولولاك لعذَّبهم الله عذاب استئصال، وأهلكهم إهلاك إبادة كما أهلك عادا وثمود والآخرين من الأقوام الكافرين انتهى.

رحم الله بواسع رحمته أولئك العلماء الذين كانوا يعلمون ويزكون، والذين استوعبوا الجميع بخطابهم، وكانوا قريبين من الخاصة والعامة.

وبارك الله بالعلماء الموجودين والذين هم على نهجهم وطريقتهم، والذين يخشون الله ولا يخشون أحدا سواه ٠

(المصدر: رابطة العلماء السوريين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى