مقالاتمقالات مختارة

خريطة محطات الفقه التاريخية

خريطة محطات الفقه التاريخية

بقلم مسعود صبري

يتساءل كثير من عموم الناس كيف وصلت الفقه الإسلامي إلى مرحلة (المذاهب)، وأين كان الفقه قبل هذه الفترة، التي تمثل جيلين، هما جيل الصحابة وجيل التابعين، وقد يكون الجهل بتاريخ العلوم الشرعية خاصة مدخلا للمشككين والطاعنين من المستشرقين ومن يسير على نهجهم ممن ينتسبون إلى هذه الأمة، ولعل ساعدهم عدم العناية بتاريخ العلوم والانغماس في دراسة المباحث والتفاصيل دون الوقوف على أصول العلم، والتعرف على نشأته التاريخية، وأهم المراحل التي مر بها.

وإن كان الطابع العام في الفقه ينادي بتجديد الفقه ومسايرته للواقع وتلبيته لاحتياجات الناس، فإنه – حسبما يقوله المتخصصون في علم الإستراتيجيات- أنه يجب معرفة أين أنت؟ وإلى أين تريد أن تصل؟ وما الذي حققته من أهدافك؟ وما الأهداف التي لم تحققها؟ وما الموانع التي حالت دون تحقيق الأهداف؟ وما نقاط القوة والضعف عندك؟ وما هي الفرص المتاحة؟

وكل هذا يستلزم معرفة الماضي والحاضر وتنبؤ المستقبل.

علم تاريخ التشريع

ويعد تاريخ التشريع أو تاريخ الفقه هو أحد العلوم الإسلامية، وهو العلم الذي يبحث عن حالة الفقه الإسلامي منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فما بعده، من حيث تعيين الأزمنة التي نشأت فيها هذه الأحكام، ومرت بها مراحل الاجتهاد والنضج في التأليف والتصنيف الفقهي، وعن حالة الفقهاء والمجتهدين وأثر ذلك في الاجتهاد الفقهي.

فهو يهتم بالتاريخ الفقهي وبيان مراحله وتتبع تطوره وتصنيف تلك المراحل من حيث القوة والضعف.

مراحل الفقه التاريخية

تنوعت تقاسيم العلماء لمراحل الفقه التاريخية على النحو التالي:

أولا- تقسيم الحجوي:

قسم الحجوي تاريخ الفقه الإسلامي في كتابه ( الفكر السامي) إلى أربعة مراحل:

المرحلة الأولى: طور الطفولة: وهو العصر النبوي.

المرحلة الثانية: طور الشباب: وهو من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى القرن الثاني.

المرحلة الثالثة: طور الكهولة: من أواخر القرن الثاني إلى أواخر القرن الرابع.

المرحلة الرابعة: طور الشيخوخة: من أواخر الرابع حتى الآن.

ثانيا- تقسيم  الشيخ مناع القطان:

قسم الشيخ مناع القطان في كتابه: ( التشريع والفقه في الإسلام) مراحل الفقه التاريخية إلى خمسة مراحل هي:

المرحلة الأولى: عصر الرسول صلى الله عليه وسلم  والخلفاء الراشدين

المرحلة الثانية: عصر التأسيس:في الدولة الأموية

المرحلة الثالثة: عصر النهضة: وتأسيس المذاهب الفقهية وتدوين الحديث والفقه

المرحلة الرابعة: عصر التقليد وسد باب الاجتهاد وسيادة المذهبية.

المرحلة الخامسة: عصر اليقظة الفقهية وحركة الإصلاح الديني في الوقت الحاضر.

ثالثا- تقسيم الشيخ الخضري:

وقسمه الشيخ الخضري في كتابه ( تاريخ التشريع الإسلامي) إلى ستة مراحل:

المرحلة الأولى: عصر التشريع النبوي

المرحلة الثانية: عصر الخلفاء الراشدين

المرحلة الثالثة: عصر صغار الصحابة وكبار التابعين حتى نهاية القرن الأول

المرحلة الرابعة: عصر المذاهب الفقهية حتى القرن الثالث.

المرحلة الخامسة: عصر الجدل الفقهي وظهور المؤلفات حتى سقوط الخلافة العباسية.

المرحلة السادسة:  عصر التقليد، وهو ما بعد ذلك إلى الآن.

رابعا- تقسيم الشيخ مصطفى الزرقا

وقسمه الشيخ مصطفى أحمد الزرقا في كتابه ( المدخل الفقهي) إلى سبع مراحل:

المرحلة الأولى: عصر التشريع النبوي

المرحلة الثانية: عصر الخلفاء الراشدين إلى منتصف القرن الأول، وأسماهما (العصر التمهيدي)

المرحلة الثالثة: العصر التأسيسي، حين استقل الفقه علما، حتى  أوائل القرن الثاني.

المرحلة الرابعة: عصر الكمال الفقهي، ( التدوين والتفريغ)  حيث المذاهب الفقهية حتى منتصف القرن الرابع.

المرحلة الخامسة: عصر التحرير والتخريج والترجيح في المذاهب، من منتصف القرن الرابع حتى سقوط الخلافة العباسية على يد التتار.

المرحلة السادسة: عصر الانحطاط الفقهي، من منتصف القرن السابع إلى ظهور مجلة الأحكام العدلية.

المرحلة السابعة: من ظهور مجلة الأحكام العدلية إلى الآن.

خامسا- التقسيم الخماسي:

ويذهب بعض المعاصرين إلى تقسيم الفقه تاريخيا إلى خمس مراحل، هي:

المرحلة الأولى: عصر التشريع: وهو العصر النبوي.

المرحلة الثانية: عصر التأسيس والنمو: وهو عصر الصحابة.

المرحلة الثالثة:عصر الازدهار: من عصر التابعين حتى منتصف القرن الرابع.

المرحلة الرابعة: عصر التقليد: من منتصف القرن الرابع حتى ظهور مجلة الأحكام العدلية.

المرحلة الخامسة: عصر التجديد: من ظهور مجلة الأحكام العدلية إلى اليوم.

العناية بتاريخ الفقه:

اهتم العلماء قديما وحديثا بالكتابة في تاريخ الفقه الإسلامي، أو ما يعرف بـ(تاريخ التشريع)، وقد تنوعت العناية به من جهتين مهمتين:

الجهة الأولى: اعتبار تاريخ التشريع أو تاريخ الفقه الإسلامي مادة دراسية تدرس في الجامعات، خاصة في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية، وكذلك في كليات الحقوق والقانون في الفرقة الأولى غالبا.

الجهة الثانية: تصنيف كتب في تاريخ التشريع أو تاريخ الفقه الإسلامي.

ومن أشهر تلك الكتب:

  1. تاريخ التشريع الإسلامي، للشيخ محمد الخضري بك، وكان يدرسه لطلاب كلية الحقوق جامعة القاهرة.
  2. الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، للأستاذ محمد بن الحسن الحجوي الفاسي.
  3. المدخل إلى الفقه العام، لسماحة الأستاذ مصطفى أحمد الزرقا.
  4. التشريع والفقه في الإسلام، تاريخا ومنهجا. للشيخ مناع القطان.
  5. المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية، للدكتور عبد الكريم زيدان.
  6. المدخل في التعريف بالفقه الإسلامي وقواعده الكلية والعقود فيه، للدكتور محمد مصطفى شلبي.
  7.   تاريخ الفقه الإسلامي، للدكتور عمر سليمان الأشقر.
  8. مقدمة لدراسة الفقه الإسلامي..مدخل منهجي، للدكتور محمد كمال إمام.
  9. الفقه الإسلامي، تطوره، أصوله، قواعده الكلية، للدكتور أحمد يوسف.
  10. المدخل إلى دراسة الفقه الإسلامي، للدكتور عمر بن صالح بن عمر.
  11. مناهج التشريع الإسلامي في القرن الثاني الهجري، للدكتور محمد بلتاجي، وهي رسالته للدكتوراه.
  12. مدخل الفقه الإسلامي، للدكتور مدكور سلام
  13. فلسفة التشريع الإسلامي  للدكتور المحمصاني
  14. نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي للدكتور علي حسن عبد القادر
  15. تاريخ التشريع الإسلامي، لعبد العظيم شرف الدين.
  16. تاريخ الفقه الإسلامي للدكتور محمد علي السايس.
  17. تاريخ الفقه الإسلامي، للدكتور محمد يوسف موسى

وغير ذلك من الكتب التي صنفت في تاريخ الفقه الإسلامي وتتبع مراحله التاريخية، وأهم خصائص كل مرحلة، وأثر ذلك في المسيرة الحضارية إلى الفقه الإسلامي.

(المصدر: إسلام أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى