حول كتاب “محمد عمارة في ميزان الإسلام”
يقول الأستاذ حامد المرزوقي “عريف حفل ندوة الاثنينية التي عقدت في جدة 15 من المحــرم 1422هـ الموافق 9 أبريل 2001” لتكريم الدكتور محمد عمارة -رحمه الله-:
“سألت الدكتور محمد عمارة في ندوة الاثنينية التي عقدت في جدة 15 من المحــرم 1422هـ الموافق 9 أبريل 2001 هذا السؤال:
سعادة الدكتور صدر منذ سنوات كتاب بعنوان “محمد عمارة في ميزان الإسلام” لأحد أتباع المدرسة السلفية، ثم صدر للكاتب عدة كتب بنفس العنوان من آخرها “يوسف القرضاوي في ميزان الإسلام” فما رأيكم بهذه الردود التي تعرض لرموز الفكر الإسلامي وتحتكر الحق لنفسها، وتدعي أنها تملك ميزان الإسلام.
فاجاب رحمه الله تعالى:
هذا الكتاب هو خصني الكاتب بالنصيب الأكبر، عمل كتاب سبعمائة صفحة وعشرة عني، وكان كتابه عن فهمي هويدي والدكتور يوسف القرضاوي أقل حجماً، هذا الكتاب كتب عنه الشيخ الغزالي عليه رحمة الله، لما رأى الكتاب اندهش وكتب قال: لمصلحة من يكتب هذا؟ إن محمد عمارة يغير على العلمانيين والملاحدة والشيوعيين، عليه رحمة الله كتب كلاماً طيباً حول هذا الكتاب.
أنا حقيقة تصفحت الكتاب، ووجدت فيه جهداً كبيراً، لا أتصور أن أقل من خمس سنوات واحد يشتغل في هذا الكتاب، وأسفتُ أسفاً شديداً على أنه واحد يضيع عمره أو يضيع سنوات من عمره في هذا، طبعاً يعتبر العقل تهمة… كثير من الأمور، لكن حقيقة لا أكتمكم منذ منَّ الله عليَّ بالعمل في الحقل الفكري آليتُ على نفسي ألا أرد على مثل هذه الأمور.
عندما أكتب كتاباً يصبح ملكاً للناس، كما أن بعض الناس يمكن أن يمدحني فالبعض الآخر يمكن أن يقدحني وأن ينتقدني، لكنني على يقينٍ ودعوتُ الله سبحانه وتعالى أن يجعل مثل هذه الكتب في ميزان حسناتي يوم القيامة، وسوف يكون مقاصَّة إن شاء الله بيننا وبين مثل هؤلاء الكتَّاب.
وأنا أيضاً يطمئنني كثيراً أنني على صراط الوسطية الإسلامية أن هناك عشرات من الكتب في التيار العلماني تهاجمني، وأيضاً في تيار الغلو الديني والجمود تهاجمني، وإذا كان إنسان يُهاجَمْ من هذا الفريق ومن هذا الفريق، فدليل على أنه ليس هنا وليس هناك، وإنما هو في وسط بين هذين الفريقين.
أنا لا أغضب من مثل هذه الكتب التي تهاجم وأعتبر أنّ من حق الناس أن يفكِّروا، لكن أتمنى على الله أن الإنسان يستثمر وقته فيما هو مفيد.
نحن المفروض أن نكون جميعاً في خندق واحد في مواجهة التحديات، في مثل ما يقول الشيخ يوسف القرضاوي في فقه الأولويَّات أنا اليوم أترك شارون وأترك التحديات والهيمنة الغربية وأشغل نفسي بالخلافات في داخل الساحة الإسلامية حول نُرَشِّد الساحة الإسلامية، لكن لا نجعل منها ساحة هجوم على بعض التيارات الفكرية الأخرى”.